عاد ليدز يونايتد إلي الدوري الإنجليزي مرة أخرى بعد غياب دام 16 عاما، لتعود إلى جماهير مانشستر يونايتد وليدز يونايتد حالة الاحتقان مرة أخري .
مانشستر يونايتد يقع في مدينة مانشستر، بينما يقع ليدز يونايتد في مدينة يوركشاير، وبين المدينتين قصص من العداوة والكراهية منذ قديم الأزل .
بدأ الصراع بين المدينتين بسبب الرغبة في حكم إنجلترا، حيث كانت عائلة لانكستر وشعارها الوردة الحمراء التابعة لمدينة مانشستر تحارب عائلة يورك وشعارها الوردة البيضاء التابعة لمدينة يوركشاير .
الحرب بين العائلتين استمر 32 عاما في الفترة من 1455 إلي 1487 وسميت بحرب الورود، واشتعل الصراع بعدها بسبب المشاكل الاجتماعية والمالية التي نجمت عن الحرب .
وبينما هدأت الأوضاع بعد الحرب بين العائلتين، وبدأت الثورة الزراعية في الأراضي الإنجليزية، بدأت مقاطعة يوركشاير في التفوق في هذا المجال .
ولكن عائلة لانكستر التابعة لمانشستر رأي آخر، فقامت بحرق المحاصيل الزراعية التابعة لعائلة يورك، وحين بدأت الأخيرة في الإعداد للحرب ردا على حرق المحاصيل، تدخل ملك إنجلترا وأعطى حل للمشكلة .
وكان الحل أن تقوم عائلة لانكستر بمنافسة عائلة يورك في مجال الزراعة دون أي ضغائن، ولكن كان التفوق لعائلة يورك التابعة لمقاطعة يوركشاير .
وجاء القرن الثامن عشر وأتت الثورة الصناعية في إنجلترا، وأتجهت كل مدينة إلي مجال الصناعة بدلا عن الزراعة، وتفوقت هذة المرة عائلة لانكستر .
زاد الاحتقان في نفوس سكان مدينة ليدز، وبدأ الإنجليز في تلك الفترة في الاهتمام بكرة القدم، فكانت نادي نيوتين هيث “مانشستر يونايتد” هو أمل سكان مدينة مانشستر في التفوق على نادي ليدز .
وجاءت أول مباراة في الفريقين في عام 1906، وانتصر ليدز بثلاثية نظيفة، وفي لقاء العودة ثأر مانشستر يونايتد بعد تغيير اسمه لسكان المدينة بانتصار قوامه هدفين نظيفين .
بعد فترة أفلس نادي ليدز وتم إغلاقه لفترة وسط أحزان سكان مقاطعة يوركشاير، ليعود في عام 1919 باسم جديد وهو ليدز يونايتد .
في فترة السبعينات تأججت مشاعر الكراهية بين المدينتين بعد انتقال ثلاثة لاعبين من ليدز يونايتد إلي مانشستر يونايتد بقيمة 800 ألف جنيه استرليني .
” اسأل اي لاعب في إنجلترا إلى أي نادي يريد الانتقال ويأتيك الجواب من 99 في المئة منهم إلى مانشستر يونايتد، أما اللاعبون الذين يمثلون نسبة الواحد في المائة الأخرى فإنهم يكذبون ” كان هذا تصريح اللاعب ماكوين المنتقل حينها من ليدز يونايتد إلي مانشستر يونايتد .
عاد مشاعر الغضب والكراهية مرة أخرى بين المدينتين كرويا في التسعينيات بعد عودة ليدز يونايتد من الدرجة الثانية بعد فترة من الغياب بعدما حرم الأخير مانشستر يونايتد من التتويج بالدوري عام 1992 في الأمتر الأخيرة .
الشياطين الحمر سيطروا على البريميرليج بعد ذلك بعد انتقال النجم الفرنسي إيريك كانتونا في صيف 1992 إلي الفريق من غريمهم ليدز يزنايتد .
وبعد نسيان سكان مدينة ليدز لتلك الصدمة، جاءت صدمة أخرى من ريو فيرديناند بعد انتقاله إلي مانشستر يونايتد بصفقة جعلته المدافع الأغلى في التاريخ وأثارت الكثير من الحبر في الصحافة الإنجليزية حينها .
” أعلم أنني سوف أواجه كثير من الصافرات والشتم ، أنا أقدَر ذلك لكن عليهم أن يعلموا أنها ليست مسألة حياة أو موت أنا ذهبت لنادي كبير ينافس على جميع البطولات وأنا الآن لاعباً لمانشستر ” كان هذا تصريح فيرديناند قبل لقاءه الأول أمام جماهير ناديه السابق، وهو ما أثار حنق جماهير ليدز تجاهه .
هبط بعدها ليدز يونايتد إلي البريميرشيب في عام 2004 بسبب الأزمات المالية ليبقي في غياهب النسيان طوال تلك الفترة ليعود هذا الموسم بقيادة أستاذ التدريب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا .
الجميع في العالم كان ينتظر أن يكون أولد ترافورد مليئا بجماهير الفريقين، ولكن حالت جائحة كورونا ضد رغبة الجميع في الأمر .
طالع أيضا
تشيلسي وأتليتكو مدريد .. صراع إثبات القوة بين مدرستين مختلفتين
تقرير .. إنتر ميلان بين الخروج الأوروبي الحزين والتفرغ للبطولات المحلية