شيكابالا إبن المنحني الجنوبي .. والقصة التي لن تنتهي

شيكابالا إبن المنحني الجنوبي .. والقصة التي لن تنتهي

Array
- Advertisement -
- Advertisement -

حشود المريدين تغطي الأفق مذعنين برفعه لليد :

جنودك حتي الموت

يرد الجنرال التحية بخيلاء السفاحين

منظر مألوف عند موسيليني إيطاليا ، هتلر ألمانيا ، لينين روسيا

وفي جمهورية الديكتاتور ” شيكابالا” حيث لا مكان للرأي الآخر.

إعتدت أن أحكم العالم ، أسير في الشوارع كإنها ملكي، إعتدت أن أري الرعب في أعين خصومي، عاش الملك عاش الملك عاش الملك عاشالملك محمود عبد الرازق الشهير بشيكابالا.

جاء من جنوب مصر حيث الأصالة وروعة المكان وحيث يتدفق نهر النيل وتشعر ان قاطني المكان يرتوون بعظمة نهر النيل ، من أسوان حيث الشهامة والدم الحر والقلب الطيب.

إبن المنحني الجنوبي الذي يسمح لك أن تهينه ويمطرك بجميع ثورات الغضب إذا حاولت ذلك ، وفي نفس الوقت هو كالطفل الجميل الذي يأبي الا ان يتقاسم معك كل ما يملك وتشعر بشامته في أحلك الأوقات ، ولا يجاهد في أن يمنع دموعه اذا تعرض لظلم واذا تلقي إعتذارآ منمن آذاه تجده يتقبل بمنتهي التسامح ويكاد يحتضنه.

جاء من قرية الحصايا في إسوان ليحمل آمال أهله وخصوصآ والده الذي توفاه الله وتمني أن يراه لاعب كرة كبير، وجاء الي مدرسة الكرة وإنضم الي مدرسة الموهوبين ومنها خضع الي اختبارات نادي الزمالك ثم إنضم الي ناشئين نادي الزمالك وتدرج في ناشئين قلعة ١٠٠عقبة وكان يحلم بتسطير تاريخ كبير مع النادي الملكي مثلما رأي نجوم كبيرة كحمادة إمام وحسن شحاتة وحازم إمام يصنعون المجد فتربي علي عشقهم كواحد من جمهور الكرة العادي.

تم تصعيده للفريق الأول ليلعب أول مباراة رسمية له أمام المنصورة بتاريخ ٢٥ يناير ٢٠٠٣ في الدوري المصري وأحرز أول أهدافه أمام غزل المحلة بكأس مصر من نفس العام ولم يكن عمره يتعدي السادسة عشر وقتها وحظي بأول مشاركة أفريقية علي المستوي القاري أمام السكر الكيني بتاريخ ١٣ إبريل ٢٠٠٣.

منذ نعومة أظافره وبمجرد لمسه للكرة جن جنون 

 الجماهير وهم يشاهدون فتي أسمر صغير يمتلك مهارة غير معتادة ، مختلف غير مسبوق يمتع يقنع يبدع يسرق العيون ويأسر القلوب ، له سحر أخاذ كالإدمان لا تمل من مشاهدته ولا من الإستمتاع به، ويمتلك حضور وكاريزما طاغية منحها الله له تجعله دائمآ محور حديثا الجميع سواء في الأشياء الجميلة او حتي في الصراعات التي تفرض عليه.

لعب لموسمين الي جانب كوكبة من النجوم كحسام حسن وحازم امام وتامر عبد الحميد وغيرهم وأحرز فيهم أربعة ألقاب وهم بطولتان للدوري العام المصري وسوبر افريقي امام الوداد المغربي شارك فيه بتاريخ ٢ يوليو ٢٠٠٣ وأحرز ايضا كأس مصر.

ثم طرق ابواب الاحتراف عن طريق نادي باوك اليوناني وخطف قلوب الجماهير هناك حتي أطلقوا عليه لقب “شيكالدينهو” نسبة الي النجم البرازيلي رونالدينهو وعاد الي مصر بعدها بسبب التجنيد الاجباري حيث لم يستطع ان يغادر مصر ليعود ويلعب في الزمالك مرة أخري رغما نه كان في طريقه الي الانضمام لنادي بي اس ڤي ايندهوڤن الهولندي الشهير.

ولكن هذه المرة كان يغرد منفردا حيث لم يكن الفريق يمتلئ بالنجوم الكبيرة كذي قبل وكان عليه ان يسبح ضد التيار وحيدآ يحمل آمال الجماهير الزمالك المتعطشة للبطولات وحده ولكن لم يستطيع ان يحقق الكثير لفارق الامكانيات بينه وبين فريق المنافس رغم انه قدم متسويات مبهرة وكان سببآ في اختيار اجيال كاملة من المشجعين تشجيع الزمالك رغم قلة البطولات فقط لانهم مؤمنين به، ويعتبر موسم ٢٠١٠٢٠١١ هو اعظم موسم فنيآ في تاريخ شيكابالا حيث كان وحده يقود الزمالك للمنافسة علي الدوري حتي الأسابيع الأخيرة وحصل علي لقب هداف الدوري  العام في هذا الموسم وايضا علي جائزة افضل لاعب عربي المقدمة من جريدة الهداف الجزائرية واخيرا وليس اخرآ افضل لاعب في مصر عن نفس العام.

وإحترف من جديد في سبورتينج لشبونة البرتغالي والوصل الإماراتي والرائد السعودي وأبولون اليوناني وقضي فترة إعارة قصيرة في نادي الإسماعيلي المصري قبل أن يعود للزمالك من جديد ليحقق لقب الدوري وبطولتين لكأس مصر وبطولتين للسوبر المصري وبطولة للسوبر الأفريقي.

ومع منتخبات مصر المختلفة حقق شيكابالا ١١ بطولة مختلفة مع منتخبات الناشئين والشباب والأوليمبي وحصد جائزة أفضل لاعب في عدة بطولات ودية دولية ابرزهم مع المنتخب الأوليمبي في قطر، أما علي صعيد منتخب مصر الأول فقد حقق كأس الأمم الأفريقية بأنجولا ٢٠١٠ وتأهل مع المنتخب المصري الي نهائيات كأس العالم بروسيا ٢٠١٨ بعد إحرازه لهدف في مرمي منتخب غانا في اخر مباريات التصفيات المؤهلة للمونديال.

آخر بطولة حققها هي بطولة الدوري الموسم الماضي مع الزمالك ولكنه يحققها وهو قائد للفريق ليس لاعب عادي ، قائد لآمال وطموحات الملايين وله دور كبير في حالة الألفة والوحدة بين لاعبي الفريق الي جانب دوره الفني.

تبتسم له الساحرة المستديرة الآن بعد سنوات من عدم التوفيق ويطمح الآن في اضافة المزيد من الإنجازات قبل تعليق حذائه تاركآ ورائه إرثآ عظيمآ من اللحظات التي ستخلد بين عاشقيه ومحبيه من الجماهير كما هو الحال في الرقصة الشهيرة التي يقوم بها عند إستلام أي كأس بطولة وهي الرقصة التي أصبحت علامة مسجلة لجميع لاعبي النادي في مختلف الألعاب عند الفوز بالألقاب وهذا يبين انه لاعب ذو كاريزما طاغية لم ولن تتكرر.

حقق شيكابالا ١٨ لقبآ ما بين الرسمي والودي حيث حقق بطولة الدوري المصري ٣ مرات والسوبر الأفريقي مرتان وكأس مصر ٥ مرات والسوبر المصري مرتان ومأس الأمم الأفريقية مرة واحدة ودورة حوض النيل مرة واحدة وكأس العالم العسكري مرة واحدة.

أحرز ٩٧ هدفآ حتي الآن وصنع أكثر من ١٠٠ هدفآ لينفرد بأكثر لاعبي مصر عبر التاريخ صناعة للأهداف وأيضآ له رقم مثير للإهتمام وهو أنه ساهم في أكثر من ٥٠ هدفآ ما بين التسجيل والصناعة بعد بلوغه سن الثلاثين وهذا ما لم يفعله لاعب مصري اخر في مثل عمره من قبل.

لقب بعدة القاب من الجماهير كالفهد الأسمر والأباتشي ولكن يبقي “الأباتشي” هو الأشهر له بين الجماهير.

الحكاية لم تنتهي وبمقدور شيكابالا أن يستمر في العطاء ويمتع الملايين ويزيد غلته من الألقاب والإنجازات فهو قادر علي قهر الصعاب وأبضآ يأمل الجمهور العاشق له ان يخلفه نجله الجميل “آدم” في مسيرة العطاء ويستكمل مسيرة والده العظيمة.

هو خالد كخلود هذه الأرض ، لا يموت ، كطائر العنقاء كلما أحرقوه ينهض مرة أخري من بين الرماد.

وكما قال أبو تمام :

نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى

ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ

مازالت للقصة بقية

تعليقات الفيس بوك

الكاتب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار