تمر الأيام وتقترب بطولة كأس العالم للأندية من إنطلاقتها فى المغرب للمرة الأولى فى تاريخها والقارة الإفريقية بأكملها حيث ستنطلق صافرة البداية فى الحادى عشر من ديسمبر الجارى بين بطل الدورى المغربى في الموسم المنقضى الرجاء البيضاوى بصفته منظم البطولة ومنافسه أوكلاند سيتى بطل الأوقيانوس على ملعب أغادير.
كأس العالم للأندية سيشارك فيها النادى الأهلى بطل مصر وإفريقيا للمرة الخامسة فى تاريخه والثانية على التوالى بعدما شارك النسخة الماضية فى اليابان وسيصطدم النادى الأحمر بالعملاق الصينى جوانجزو إيفرجراند بطل الصين وأسيا للمرة الأولى فى تاريخه يوم السبت المقبل الموافق 14 من ديسمبر.
وعلى الرغم من حداثة الفريق الصينى مقارنة بالأهلى والفرق الشاسع بين تاريخ الناديين إلا أن البطل الآسيوى يمتلك إمكانيات هائلة تؤهله للمنافسة على لقب البطولة فالفريق يمتاز بإمكانيات هائلة على كافة الأصعدة من لاعبين وجهاز فنى وإدارة محترفة بمعنى الكلمة.
وقد لاحظت عبر الأيام القليلة الماضية نبرة ثقة من كل ما ينتمى للفريق الأحمر من لاعبين وجماهير فالجميع يتخيل من الآن شكل المباراة التى ستجمع بين الأهلى وبايرن ميونيخ فى نصف نهائى البطولة بعد تخطيه الفريق الصينى، وأنا لا أنكر حالة التفاؤل على الجماهير واللاعبين ولكنى أرفض حالة الثقة الزائدة عن اللزوم تذكرنى بنفس الحالة التى كانت سائدة فى بطولة 2005 عندما رسم اللاعبون والجماهير أحلام وردية بمقابلتهم لفريق ليفربول الإنجليزى فى نهائى البطولة وبعدها إستيقظت الجماهير على صدمة قوية بخسارة من إتحاد جدة فى المباراة الأولى والخروج مبكراً والإكتفاء بالمركز السادس من أصل سبع فرق شاركت بالبطولة، بعدها أدرك الجميع الحقيقة وتعملوا الدرس جيداً فى البطوة التالية عام 2006 ليحصد الأهلى الميدالية البرونزية للمرة الأولى فى تاريخه والعالم العربى وإفريقيا.
وفى العام الحالى الواقع يشبه كثيراً ما دار عام 2005 فيجب على المدير الفنى محمد يوسف الإستعداد جيداً لمنافسه الصينى وعدم إستباق الأمور والعمل على تجهيز اللاعبين بالشكل الأمثل فالهلى مطالب هنا ببذل الجهد اضعاف مضاعفه فبطل اسيا لديه سرعات هائلة ومدرب محنك فاز بكأس العالم عام 2006 المدير الفنى الإيطالى مارشيلو ليبى الذى قاد منتخب الأزورى للتويج بالمونديال العالمى على حساب الديوك الفرنسية.
وقد إستطاع ليبى قيادة جوانجزو للتتويج بدورى أبطال أسيا للمرة الأولى فى تاريخه وتاريخ الصين بأكملها، كما قام بتحفيظ لاعبيه على طريقة لعب يخاف منها أى منافس فبات الفريق صناعة إيطالية بحق وليس “صنع فى الصين”، كما أن الفريق يملك عدد من اللاعبين المحترفين منهم البرازيلى سيلفا موريكى وقلب الهجوم اليكسون وريبيرو باولاو والأرجنتينى داريو كونكا وجمعيهم أصحاب تاثير كبير مع العملاق الصينى.
يوسف سيصطدم بالخبرة المتمثلة فى ليبى والمهارة البرازيلية والأرجنتينية والسرعة الصينية وكل ذلك يتطلب كفاح كبير من اللاعبين والجهاز الفنى فى الأجواء الطبيعية التى تتمثل فى إقامة واللعب فى منافسات فما بالنا بتوقف النشط ما يقرب من ثلاثة أعوام.
وفى النهاية نتمنى التوفيق للأهلى وأن يكون خير مشرف للكرة المصرية والعربية والأفريقية وأن يعود من المغرب بميدالية تمسح الأحزان المتواجدة بالشارع المصرى كما عودنا دائماً أنه سبب البسمة فى الشارع المصرى.