قد تكون المباراة هي أفضل مباريات روبيرتو دونادوني المدير الفني للفريق هذا الموسم.
للمرة الثانية في التاريخ يفوز بارما على نابولي ذهابا وإيابا بعد موسم 97-98 الذي فاز فيه بارما 4-0 و3-1 وكان موسما كارثيا على نابولي هبطوا بعده للدرجة الثانية.
بعد الفوز في مباراة الذهاب في سان باولو بهدف نظيف جاء الفوز للمرة الثانية في إينيو تارديني بالنتيجة ذاتها.
الفوز جاء بعد أسبوع فقط من فوز نابولي الكبير على يوفنتوس بهدفين نظيفين, وهو أيضا الفوز الذي جعل بارما الفريق الوحيد الذي تغلب على نابولي ذهابا وإيابا هذا الموسم في الدوري.
هي المرة الأولى التي يخسر فيها نابولي من أي فريق ذهابا وإيابا منذ ثلاث سنوات وبالتحديد موسم 2010-2011 الذي خسر فيه في الدوري ذهابا وايابا أمام كل من كييفو وميلان وأودينيزي, وتعرض للهزيمة أربع مرات أخرى ذهابا وإيابا منذ صعد للدوري الممتاز من الدرجة الثانية في 2007 كانت اثنتان منهم في موسم 2007-2008 أمام كالياري وجنوة والاخرتين موسم 2008-2009 أمام جنوة وتورينو ولكن وقتها كان نابولي ضعيفا ولا ينافس على البطولات والمراكز المتقدمة.
ومنذ بدأ نابولي تدعيم فريقه بالصورة التي تسمح له بالمنافسة لم يتعرض للهزيمة مرتين من فريق واحد في نفس الموسم في الدوري .. قبل مباراة بارما!
الفوز عادل أيضا تاريخ المواجهات بين الفريقين بعدما كان نابولي هو الأفضل قبل هذا الموسم بمباراتين, وبعد الفوز ذهابا وإيابا أصبح كل فريق بحوزته 12 انتصار على الآخر في الدوري بخلاف 6 تعادلات بينهما في 30 مباراة سابقة.
بارما بدأ المباراة بتشكيل منطقي تعلم فيه دونادوني من أخطاء مباراة روما التي خاضها بحذر شديد وبخماسي دفاعي.
ميرانتي في حراسة المرمى, وطرفين معتادين كاساني ومولينارو, وباليتا عاد لقلب الدفاع بعد تعافيه تماما من الاصابة وجاوره فيليبي في قلب دفاع الفريق بديلا للقائد لوكاريلي الموقوف.
في خط الوسط كان ثلاثي منطقي بارولو وماركيوني وأكواه, وفي الأمام سكيلوتو وبيابياني بالإضافة لبالادينو في ظل اصابة كاسانو وإيقاف أماوري.
ميرانتي
مولينارو – فيليبي – باليتا – كاساني
بارولو – ماركيوني – أكواه
بيابياني – بالادينو – سكيلوتو
التشكيل الذي بدأ المباراة منطقي للغاية ولا غبار عليه, كما أن التغييرات ربما كانت منطقية نوعا ما وإن كانت متأخرة.
فخروج بارولو ونزول موناري جاء في الدقيقة 80 بعد دقيقتين فقط من حصول بارولو على إنذار سيوقفه عن مباراة بولونيا المقبلة, وكان نزول موناري منطقيا.
إلا أن خروج بالادينو في الدقيقة 89 كان متأخرا للغاية خاصة وأن هدف بارما كان في الدقيقة 55, وكان من الواجب سحب بالادينو مبكرا على سبيل التأمين الدفاعي أكثر وخاصة مع عدم نشاط بالادينو, وكان من الواجب الدفع بجوبي على حسابه في وقت مبكر أكثر من ذلك.
أما التبديل الثالث فكان بخروج بيابياني الذي ربما شعر بالإرهاق بعد مباراة قوية للغاية, وكان مقبولا خروجه في الدقيقة 92 مستهلكا بعض الوقت, ونزول ألبيرتو تشيري الناشئ – الذي سيكون أحد أبرز اللاعبين في الفريق في المستقبل القريب ان شاء الله – كان أمرا إيجابيا, وإن كنت أفضل أن يشترك تشيري في وقت مبكر أكثر من ذلك حتى يستطيع خوض المزيد من الدقائق والدخول في أجواء المباريات الرسمية ولا ينهي المباراة كما اشترك فيها بلا أن يلمس حتى الكرة, وإن كان اشتراكه في حد ذاته قبل إتمامه عامه ال18 هو أمر إيجابي في كل الأحوال.
وعلى عكس تبديلات بارما, جاءت تبديلات نابولي مخيبة لآمال جماهيره, فقد حاول بينيتيز تنشيط فريقه وتعويض لاعبين غابوا تماما عن المباراة بالرغم من مدى نجوميتهم وهو جونزالو هيجوايين وماريك هامشيك وخوسيه كايخون, إلا أن ميرتينز وبانديف وزاباتا بدلائهم لم يقدموا الكثير في المباراة سوى الكرة التي حاول زاباتا الحصول فيها على ركلة جزاء.
كان الشوط الأول لبارما حذر أكثر من الثاني وسعى فيه الفريق لفرض أسلوبه على اللقاء, بينما الشوط الثاني اعتمد بارما أكثر على الهجمات المرتدة وبرغم استحواذ نابولي أكثر على الكرة إلا أنه كان استحواذ بلا فعالية في الوقت الذي كان بارما فيه خطرا للغاية في المرتدات.
مشكلة بارما تجسدت في عدم وجود محطة لإيقاف الكرة المرسلة من الخلف.
ففي ظل اعتماد بارما على المرتدات وجوب نقل الكرة بشكل سريع بشكل طولي وطويل من الخلف للأمام كانت المباراة بحاجة لكاسانو أفضل محطة ممكنة في الفريق الذي يعتمد دونادوني على ارسال الكرات الطويلة له وحصوله منها على مخالفات أو انطلاقه بها مشكلا خطورة على مرمى الخصم.
حتى أماوري بالرغم من عدم ركضه نحو الكرة أو بها إلا أنه يعتبر أحد أفضل المحطات الممكنة في الفريق مستغلا قوته الجسمانية وطوله الفارع.
بيابياني وسكيلوتو كانا سريعين للغاية ولكنهما في الكرات الهوائية كانا ضعيفين وفشلا في التعامل مع الكرات الطويلة المرسلة إليهما من خط الدفاع.
نابولي ضغط بكل قوته من الدقيقة 60 تقريبا ولكن هجومه كان بلا خطورة حقيقية سوى في الكرة التي سددها انسيني بعرض المرمى وركلة الجزاء الصحيحة التي لم تحتسب لدوفان زاباتا مهاجم نابولي على ميرانتي حارس مرمى بارما.
استفاد بارما من أخطاء نابولي تماما في المباراة, وعدم توجيه بينيتيز لاعبيه للضغط على لاعب بارما حامل الكرة وهو ما كان يساهم في تسهيل مهمة التحضير بالنسبة للاعبي بارما.
جميع لاعبي الفريق يستحقون الإشادة وبشدة.
بارولو بطل الموقعة بهدفه الرائع وباليتا وفيليبي قلبي الدفاع انا متميزين وكذلك الجناحين الطائرين بيابياني وسكيلوتو, إلا أن كاساني بالذات يستحق الإشادة على المستوى المبهر الذي ظهر به في المباراة.
الفوز سيعطي اللاعبين دافعا معنويا قويا للغاية قبل مباراة بولونيا المقبلة والتي سيكون على الفريق الفوز بها لمواصلة الزحف نحو البطاقة الأوروبية التي باتت قريبة قبل مواجهة بولونيا ومن خلفها مباراة الموسم بالنسبة لبارما أمام انتر المنافس الأول على المركز الخامس.
ملخص المباراة
عمرو فكري .. مشجع لبارما
للتواصل عبر تويتر: @amrfekry26
انضم لصفحتنا علي الفيس بوك
انضم لصفحتنا علي تويتر