الساموراي هو شخص يكرس نفسه لحفظ الأمن في اليابان في العصور الوسطي، وقد أطلق ذاك الأسم علي جميع المحاربين في اليابان بعد ذلك تقديراً لجهودهم، لكن محارب اليوم ليس محارب في ساحة قتال أو حرب ضروس بل مقاتل في ملعب كرة القدم يعلمنا الصبر والقوة من أجل الفريق وليس لمجد شخصي يُحسب له.
شينجي أوكازاكي مهاجم اليابان الذي حصد لقب الآسيوي رفقه لاعبي بلاده عام 2011 لينتقل بعدها إلي شتوتجارت الألماني في الميركاتو الشتوي لنفس العام في اليوم التالي من النهائي الآسيوي، ومنه إلي ماينز الألماني والانتقال الكبير كان إلي ليستر سيتي مفأجاة الموسم الحالي من البريميرليج، الذي أبهر العالم وجعل الجميع يتعاطف معهم بل ويشجعهم بحُرقة من أجل تحقيق الانتصار تلو الأخر من أجل نهاية سعيدة في منافسة محتدمة لم يشهدها الدوري الأنجليزي منذ سنوات.
شينجي يعتبر أغلي لاعب في تاريخ الثعالب بقيمة انتقال تصل إلي سبعة ملايين يورو، مقدماً موسم لا يُنسي بالرغم من عدد أهدافه القليلة المسجلة بأسمه في الدوري الأغلي في العالم حيث سجل أربع أهداف من أصل 23 مشاركة في البريميرليج، لكنها أهداف لها أهميتها، فقد عزز فوز ليستر في ثاني لقاءات الدوري أمام ويست هام يونايتد، وسجل هدف الفوز علي إيفرتون في فتره البوكسينج داي والأعياد ليعزز من تقدم ليستر نحو الصدارة، وهدفان آخران أمام نيوكاسل وأستون فيلا ليعزز صدارة تاريخية أجمع عليها العالم وتعاطف معها الكثيرين.
الدوري الإنجليزي شهد تواجد عدد كبير من الجنسيات التي شاركت تحت شعاره، غانا وسيشل واليونان وبيرمودا وجزر سانت كيتس ونيفس دول شارك بها لاعبين في الدوري الأنجليزي فالدوري الإنجليزي شارك به 101 جنسية مختلفة أي تقريباً نصف جنسيات الكرة الأرضية وطأت قدمها ملاعب البريميرليج، لكن اليابان وتجربة أوكازاكي المميزة تجعلنا نلقي نظرة عما قدمه اللاعبين الشرق آسييون في بلاد مهد كرة القدم والأسود الثلاثة.
اليابان شارك منها سبعة لاعبين في تاريخ البريميرليج، كازوكي تودا في 2003 كان أول من بدأ في المشاركة رفقه توتنهام هوتسيبير علي سبيل الإعارة، جينتشي إيناموتو إيضا لعب لكل من أرسنال وفولهام وويست بروميتش ألبيون.
لاعب روما وسامبدرويا الياباني الأشهر في الملاعب الإيطالية أنهي مسيرته الكروية عام 2004 مع بولتون واندرراز في موسمه الأخير بالملاعب، صانع الألعاب وناشئ المدفعجية اللندنية ريو مايتشي شارك أيضا رفقه ويجان علي سبيل الإعارة قبل الانتقال إلي ملاعب البوندزليجا.
شينجي كاجاوا صانع الألعاب لبروسيا دورتموند انتقل إلي الشياطين الحمر مانشستر يونايتد مقابل 17 مليون يورو، بتوصيه من السير أليكس فيرجسون عام 2012، لكنه لم يقدم ما يشفع للبقاء له في مسرح الأحلام ليرحل نحو أسود الفيستفاليا مرة أخري بعد عامين قضاهما في أنجلترا للنسيان.
المدافع الياباني مايا يوشيدا يقضي موسمه الرابع رفقه القديسين ساوثهامبتون، ومقدماً أداءاً مذبذباً علي أرضية السانت ماري، نعود مرة أخري لأوكازاكي الذي سجل أربع أهداف ولم يصنع أي هدف لكنه أمد زملائه بخمسة عشر فرصة محققة للتسجيل.
اللاعبون الشرق آسييون يتطورون بشكل سريع منذ إقامة كأس العالم بكوريا واليابان عام 2002، فالاهتمام باللعبة متزايد ومدارس وأكاديميات كرة القدم تطور من أسلوب لعبهم حتي أصبحنا نري تطور كبير في مستوي اللاعبين اليابانين والكوريين الجنوبين بشكل خاص والصين ستدخل في السباق مدفوعين بالألة المالية القوية وضم عدد كبير من الأسماء الكبيرة في وقت قصير وبمبالغ طائلة لم تقدر عليها كبير الأندية الأوروبية.
طالع هنا: نجوم الدوري الصيني VS نجوم الدوري الأمريكي.. الصراع المرتقب.
كوريا الجنوبية تمتلك أسماء كبيرة الملاعب الإنجليزية، بارك جي سونج أول لاعب كوري جنوبي يحصل علي لقب البريميرليج رفقة الشياطين الحمر، والآن سون هيون مين في توتنهام، وكي سنيج يونج في سوانزي سيتي ولي يونج بيو في كريستال بالاس يُكملون المسيرة.
في الملاعب الأوروبية نجد ديربي ياباني مصغر في إيطاليا بين يوتو ناجاتومو في الإنتر ميلان وكيسوكي هوندا في ميلان، الملاعب الألمانية تمتلئ باللاعبين اليابانين والكوريين هذا وهو ما سنتاوله في تقرير منفصل لما يقدموه في ملاعب البوندزليجا الموسم الحالي بالتحديد.
فهل يحقق شينجي أوكازاكي أحلام بلاد الشمس المشرقة، في قصة جميلة يصعب تكرارها في الوقت الحالي مع أبطال سيحفر التاريخ أسمهم بحروف من ذهب في حالة تحقيق مجد لا ينسي.