“نحن في ورطة” .. هكذا كان تعليق البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للشياطين الحمر مانشستر يونايتد على إصابة زلاتان إبراهيموفيتش بقطع مزدوج في الرباط الصليبي سيغيب الهداف السويدي على أثرها عن الملاعب لفترة تصل إلى تسعة أشهر كاملة .. هي الأخطر في تاريخ اللاعب.
إبرا هداف اليونايتد هذا الموسم تعرض للإصابة بعد كرة هوائية في مباراة فريقه مع نادي أندرلخت البلجيكي في إياب ربع نهائي الدوري الأوروبي، ليتم فتح الباب أمام الكثير من الشائعات المتعلقة باللاعب وبالنادي في الفترة المقبلة (مزيد من التفاصيل هنا).
اللاعب الذي استوفى شروط تجديد عقده مع اليونايتد وكان من المنطقي أن يجدد العقد لعام إضافي، والذي منح مورينيو بطولتين في موسمه الأول مع الفريق بالتسجيل مرتين في كلتا مباراتي نهائي كأس الرابطة الانجليزية والدرع الخيرية، سيفكر الآن في العديد من الأمور خاصة في حالة لم يشأ اليونايتد أن يجدد تعاقده مع اللاعب الذي سيغيب لمنتصف الموسم المقبل، والذي سيكمل عامه السادس والثلاثين خلال فترة إصابته.
ذكريات حزينة
الإصابة أعادت لجماهير مانشستر يونايتد ذكريات سيئة سابقة كإصابة دافيد بيكام في 2002 أمام ديبورتيفو لاكورونيا، وإصابة ألان سميث في 2006 أمام ليفربول .. الأول عاد من الإصابة أقوى مما كان، والثاني كانت إصابته نقطة بدء تدهور مسيرته الكروية.
الجماهير تعرضت لصدمة جديدة بعد إصابة زلاتان، الذي سجل ثمانية وعشرين هدفا وصنع تسعا في إحدى وأربعين مباراة هذا الموسم، مع ثمان وثمانين فرصة أخرى صنعها لزملائه في الفريق في هذه المباريات، خاصة مع عدم وجود مهاجمين آخرين في الفريق سوى اللاعبين الشابين ماركوس راشفورد وأنتوني مارسيال، والقائد المخضرم واين روني.
مستقبل اليونايتد
مورينيو بعد التأكيد على ورطة الشياطين الحمر أشار إلى إمكانية الاعتماد على روني وربما ماتا في حالة تعافي الأخير من إصابته الحالية، ولكن كيف سيكون شكل الفريق في ما تبقى من مراحل حاسمة هذا الموسم؟
ففي ظل ابتعاد روني عن مستواه وعدم اقتناع مورينيو بالمجهود الضئيل الذي يبذله مارسيال مع الفريق، يبقى راشفورد ذو التسعة عشر عاما هو الخيار الأساسي للحلول محل إبراهيموفيتش في هجوم الفريق الذي ينافس على الدوري الأوروبي وأحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري المحلي، وبالرغم من تراجع إنتاج راشفورد طوال الموسم، إلا أن تسجيله في المباريات الثلاث الأخيرة سيكون بمثابة بارقة أمل لجمهور الفريق حتى الصيف.
فترة ما بعد الصيف ستكون مشتعلة بالتأكيد .. في ظل اهتمام اليونايتد الحتمي بإضافة مهاجم من العيار الثقيل يساعد الفريق في الموسم المقبل خاصة في حالة ضمان التأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا، والحديث عن الفرنسي أنطوان جريزمان مهاجم أتليتيكو مدريد الذي سيرحل بنسبة كبيرة عن فريقه هذا الصيف.
أيضا اليونايتد مهتم بـهاري كين مهاجم توتنام الذي سيكون من الصعب ان يتخلى السبيرز عنهم هذا الصيف، ليصبح البديل الأمثل هو البلجيكي الشاب روميلو لوكاكو مهاجم إيفرتون الذي لعب سابقا تحت قيادة مورينيو في تشيلسي، والذي سجل هذا الموسم أربعة وعشرين هدفا في البريمييرليج.
مستقبل اللاعب
نعود لإبرا .. الذي قالت صحيفة ريكورد البرتغالية إنه قد يقرر الاعتزال بعد إصابته الطويلة التي ستبعده لتسعة أشهر، قد لا يعود بعدها لمستواه وهو في السادسة والثلاثين من العمر، إلا أن اللاعب الذي قال من قبل إنه أتى لليونايتد في الخامسة والثلاثين من العمر واعتقد الجميع أنه قادم على كرسي متحرك ليجدوا في النهاية أن الأسد لا يزال حيا، سيكون عليه بالطبع أن يثبت أنه أقوى من الإصابات كما كان طوال العقدين الماضيين.
إبرا لم يغب لأكثر من عشرة أشهر في إجمالي فترات غياباته للإصابة طوال العشرين عاما الأخيرة، وكانت معظم إصاباته عضلية في الفخذ، فكيف سيفكر اللاعب في المستقبل؟ خاصة وأن الإصابة أتته في ذات اليوم الذي انتشرت فيه شائعات انتقاله لأحد ناديي لوس انجيلوس إف سي ولوس أنجيلوس جالاكسي في الدوري الأمريكي لكرة القدم براتب سنوي يبلغ الخمسة ملايين جنيه استرليني.
هل يعتزل إبرا؟ هل يجدد مع اليونايتد؟ أم يقرر الانتقال لناد جديد وتكون وجهته للغرب الأقصى أو الشرق الأقصى؟ تسعة أشهر ستكون طويلة على عشاق السلطان لرؤيته في الملاعب من جديد.
عمرو فكري
للتواصل مع الكاتب: