الزمالك يواصل رحلة الدفاع عن لقبه بطلا لكأس مصر بنجاح بعد أن تأهل إلى دور ال16 من البطولة بفوزه على فريق نجوم المستقبل بهدفين لهدف، فى مباراة تدخلت فيها العناية الإلهية أكثر من تدخلات المدير الفنى للزمالك “محمد صلاح” لتنقذ الزمالك و جماهيره من سيناريو “بنى عبيد” جديد !
الزمالك حقق المطلوب من الناحية العملية بالفوز و التأهل للدور القادم، ولكن من الناحية الفنية فلا بد بالطبع من وقفة مع بعض النقاط:
سوء الإختيارات:
لظروف مختلفة بين الإصابات و الخوف من الإيقافات بداعى الإنذار الثالث قبل مواجهة الأهلى فى مباراة القمة فى الجولة القادمة من الدورى، لجأ “محمد صلاح” ،القائم بأعمال المدير الفنى للزمالك، إلى العديد من التعديلات فى تشكيل الفريق الأساسي، دون المساس بالشكل الخططى للفريق باللعب بخطة (4-4-2)، وذلك بالدفع ب “صالح موسى” فى مركز الظهير الأيسر بدلا من المصاب “أحمد سمير”، بالإضافة لإشراك “إسلام جمال” فى مركز قلب الدفاع على حساب “على جبر”، خشية حصول الأخير على بطاقة صفراء ثالثة تبعده عن لقاء القمة، ولنفس السبب شارك “يوسف أوباما” على حساب “أحمد عيد عبد الملك”، فيما دفع “محمد صلاح” ب “عمر جابر” فى مركز الجناح الأيمن بديلا لنجم الفريق “أيمن حفنى” المصاب، ليأتى التشكيل على النحو التالى:
حراسة المرمى: أحمد الشناوى.
خط الدفاع : حمادة طلبه – إسلام جمال – أحمد دويدار – صالح موسى..
خط الوسط : إبراهيم صلاح – محمد شعبان – عمر جابر – يوسف أوباما .
خط الهجوم : باسم مرسي – عبد الله سيسيه .
“محمد صلاح” احتفظ بالشكل الكلاسيكى لخطة (4-4-2)، واكتفى فقط بتغيير الأسماء، دون النظر إلى قدرة الأسماء البديلة لتنفيذ المطلوب من الخطة كما كان ينفذه الأساسيون.
فى الوضع الطبيعى، الزمالك يعتمد فى منتصف الملعب على كل من “إبراهيم صلاح” و”أحمد توفيق” للقيام بالأدوار الدفاعية، مع منح حرية الحركة لكل من “أيمن حفنى” و “احمد عيد عبد الملك” فى التقدم و القيام بصناعة اللعب لرأسي الحربة.
ولكن فى مباراة نجوم المستقبل، “صلاح” استبدل “حفنى” و “عبد الملك” أصحاب الميول الهجومية والقدرة على صناعة اللعب، بكل من “عمر جابر” و “يوسف أوباما” على الترتيب، متوقعا أن يستمر أداء الزمالك كما كان فى اللقاءات السابقة، ولكن ما حدث هو أن أداء “عمر جابر” الذى يغلب عليه الطابع الدفاعى قد فرض نفسه فى أرضية الملعب، بالتزامه بالدور الدفاعى فى أغلب فترات اللقاء دون التقدم هجوميا – وهو الدور الذى يفترض القيام به كجناح فى تلك الخطة- مما جعل “يوسف أوباما” يجد نفسه يقوم وحيدا بدور صناعة اللعب، فيما أدى “عمر جابر” أدوارا دفاعية أكثر من دوره فى بدء الهجمة وصناعة اللعب، لتتحول الخطة من (4-4-2) على الورق و فى أرضية الملعب إلى (4-4-2) على الورق و (4-3-1-2) فى أرضية الملعب بتراجع “جابر” إلى جانب “إبراهيم صلاح” و “محمد شعبان” للتأمين فى منتصف الملعب، والاعتماد على “أوباما” كصانع ألعاب وحيد خلف رأسي الحربة “باسم مرسي” و “عبد الله سيسيه”، وهو ما تسبب فى وجود مساحات كبيرة بين منتصف ملعب الزمالك و الثلث الهجومى للفريق، أدت إلى مواجهة الزمالك لصعوبات فى بدء هجمات منظمة وبالتالى اعتمد الفريق على الكرات الطولية للوصول سريعا إلى الثلث الأخير من الملعب، و هو ما تسبب فى فقدان الفريق للكرة بشكل كبير، و هو ما انعكس فى استحواذ فريق نجوم المستقبل على الكرة فى أوقات كثيرة قبيل تسجيلهم للهدف الأول.
عشوائية لا نهائية!:
مشاكل “محمد صلاح” فى الإدارة الفنية للقاء لم تتوقف فقط عند عدم التوفيق فى الإختيارات عند بداية التشكيل، بل استمرت أيضا فى توجيه هؤلاء اللاعبين و كيفية تمركزهم فى أرضية الملعب أثناء اللقاء.
تحول خطة الزمالك عمليا فى أرضية الملعب إلى (4-3-1-2) بتواجد “إبراهيم صلاح” و “محمد شعبان” على الدائرة كمحورى إرتكاز إضافة إلى “عمر جابر” المتحفظ هجوميا ، كان لابد أن يصاحبه تدخل من “محمد صلاح” إما بتوجيه “عمر جابر” بالعودة لدوره الأساسي فى هذا اللقاء واللعب كجناح أيمن أمام “حمادة طلبه”، أو .الإستفادة من الوضع الذى فرض نفسه بتراجع “جابر” لمنتصف الملعب و إعطاء الحرية لتقدم “حمادة طلبه” على الناحية اليمنى واستغلال تواجد رأسي حربة يجيدان اللعب بالرأس باعتماد لعب الكرات العرضية؛ إلا أن “صلاح” اختار الحل الثالث و هو الإكتفاء بالمشاهدة و تحميس اللاعبين من الناحية النفسية دون التدخل فى النواحى الفنية، وهو ما جعل حالة من العشوائية تسيطر على أداء الزمالك فى ظل تحرك اللاعبين دون معرفة ما هى أدوارهم أو مراكزهم بالتحديد، وهو ما انعكس فى أحدى هجمات الزمالك بتقدم قلب الدفاع “احمد دويدار” للعب كرة عرضية من الجانب الأيمن فى دور من المفترض أن يقوم به “حمادة طلبه” أو حتى “عمر جابر”!
تغييرات الإصلاح من محمد صلاح!:
بعد إنتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبى بين الفريقين والذى شهدا عقما هجوميا للزمالك،فى ظل إنعدام الفرص، باستثناء كرة “باسم مرسي” التى ارتطمت بالقائم الأيسر لحارس نجوم المستقبل إثر تمريرة بينية حريرية من “يوسف أوباما” ، حاول “محمد صلاح” زيادة الضغط الهجومى على فريق نجوم المستقبل مع بداية الشوط الثانى ، حيث قام بإخراج الغير موفق “عبد الله سيسيه” وإشراك المتحرك و المقاتل بدنيا “أحمد على”، غير أن فريق نجوم المستقبل نجح فى استغلال المساحات الكبيرة فى دفاعات الزمالك و الناتجة من سوء التمركز وعشوائية تحرك لاعبى الزمالك -كما سبق وقد أشرنا- ونجح فى مباغتة الزمالك بهدف، أعاد للأذهان سيناريو مبارة “بنى عبيد” فى 2008، وهو السيناريو الذى لا يحب مشجعى الزمالك تذكره فى مباريات الكأس، وهو ما نجح أن يطمئن فيه البديل “احمد على” جمهور الزمالك من عدم تكراره مجددا بتسجيله لهدف التعادل بعد متابعته لتسديدة “باسم مرسي” من عرضية “عمر جابر”.
بعد هدف التعادل، حاول “صلاح” معالجة عشوائية أسلوب لعب الزمالك و ضبط الدفة مجددا، بسحب “محمد شعبان” والدفع ب “حازم إمام”، ليعود –كما كان مفترضا من هذا التغيير- “عمر جابر” بجوار “إبراهيم صلاح” فى منتصف الملعب، ويصبح “حازم إمام” فى مركز الجناح الأيمن أمام “حمادة طلبه”، وهو الشكل الرئيسى للفريق كما كان مخططا له قبل المباراة بتطبيق خطة (4-4-2)، غير ان الفريق على الرغم من زيادة إندفاعه الهجومى بعد التغييرات، إلا أن أداء الفريق ظل عشوائيا دون خطة لعب واضحة ،وخصوصا بعد تواجد 3 لاعبين فى أرضية الملعب يلعبون فى نفس المركز “الظهير الأيمن” و هم: “حمادة طلبه” و “عمر جابر” بالإضافة ل “حازم إمام”، مما أدى لبعض الإرتباك و عدم التناسق فى الأداء ،و ذلك بسبب عدم وجود توجيهات من المدير الفنى لتحديد مهام كل لاعب ودوره وظيفته فى شكل الخطة!
فى النهاية، الزمالك خرج من اللقاء بالهدف المنشود وهو التأهل للدور القادم من بطولة كأس مصر الذى يحمل الزمالك لقبه، إلا أن ذلك الفوز لم يستطع إخفاء الكثير من النواقص فى أداء الفريق الجماعى، وأيضا فى النواحى الفنية فى إدارة المباراة من قبل الكابتن “محمد صلاح”، بدءا من سوء اختيار البدلاء فيما يخدم الخطة الموضوعة، وصولا لعشوائية أداء الفريق وعدم النجاح فى التدخل بالشكل الصحيح لمعالجة الوضع أثناء المباراة، والذى كادت أن تكلفه تكرار سيناريو “بنى عبيد” مرة أخرى، لولا تدخل العناية الإلهية –وحدها- لتنقذ الزمالك و جمهوره من صدمة جديدة كادت أن تكون بمثابة الصاعقة عليهم مع بداية العام الجديد!
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر:
@AhmedHAbdelHali
انضم لصفحتنا علي الفيس بوك
انضم لصفحتنا علي تويتر