كعادتها في الفترة الأخير تقسو الساحرة المستديرة على عشاق نادى الزمالك في سيناريو آخر يبدو مختلفا عن ذي قبل حيث مر عليهم العديد من السيناريوات القاسية الغريبة مثل الهزيمة في المباراة السابقة في الدورة الرباعية بقدم لاعب الوسط الأبيض أحمد توفيق, في مباراة استعرض فيها دفاع الفريقين قوته وتألقوا بشدة في إشارة واضحة من سعد سمير ومحمد نجيب وعلى جبر وصبري رحيل إلى شوقي غريب مدرب المنتخب المصري أنهم أحق بالانضمام إلى صفوف المنتخب في الفترة المقبلة.
** فمثل لعبة الشطرنج قام كل مدرب ب”رص” قطعه على أرض الملعب,ولكنه لم يمسك القطع المؤثرة ويحركها لتهديد دفاعات الخصم بل تركوها في أماكنها بلا مجازفات ولم نرى تقدم لاعب الوسط ل”يترقي” ويصبح رأس حربة آخر ولم نرى الظهير الذي يصبح جناح هجومى, وعاش كل منهما في عالم منعزل ولعب على إمكانيات فريقه فقط ولم ينظر إلى كيفية مفاجأة الخصم وضرب دفاعاته بطرق أخري غير التى قرأها الخصم بل وتغلب عليها وانتظر كل منهما كى يعمل كردة فعل ويجازف في حالة تقدم الآخر, لم يخلق أى منهما المساحات ليتحرك لاعبوه إلى الأمام وينفذوا التكتيك الهجومى الذي درب عليه اللاعبين.
**إذا تابعت التوجيهات لكلا المديرين الفنيين تري كل يغنى”على ليلاه”, حسام يعطي تعليمات لتنفيذ الكرة الطولية لعبد الله سيسيه والتحرك من خلفه ليتسلم المنطلق الكرة منه وه ما لم ينفذه لاعبو الزمالك مطلقا, بينما جاريدو طوال اللقاء يحاول”رص” لاعبي الأهلى مثل الشطرنج كل لاعب عنده له خانة يقف فيها في حالة امتلاك الكرة أو خانة أخرى في حالة الدفاع ولم يظهر أيضا أية جمل تكتيكية واضحة.
**إذا نظرت إلى اللعب برباعي في خط الددفاع في كل فرق العالم تري الثغرات تكمن في المسافات بين قلبي الدفاع والظهيرين وهى الأماكن التى يستغلها المهاجمون”وخصوصا القادمون من الأطراف” لاختراق خط الدفاع ولكن في مباراتنا رأينا المدافع الرائع نجم اللقاء الأول بلا منازع سعد سمير يقوم بالتغطية في أكثر من كرة في تلك المسافة بينه وبين الظهير الأيمن باسم على بل وتطور الأمر إلى أن قام بالتغطية في بعض الأحيان خلف لاعبى الوسط في منطقة تواجد اللاعب أيمن حفنى وهو الأمر الذي انطبق أيضا على المدافع محمد كوفي والذي قدم أداءا قويا للغاية طوال أحداث المباراة.
**هي مباراة تفوق فيها القدر على كلا المدربين ولم يكن لأحدهما بصمة واضحة على فريقه اللهم إلا عدة تمريرات من لاعبي الأهلى في الدقيقة 71 انتهت بتمريرة انفراد من غالى إلى عبد الظاهر ولكن أخرجها المدافع المُميز على جبر ثم أُخرى في الدقيقة 91 انتهت بتمريرة من عاشور إلى عبد الظاهر الذي سددها قوية ومفاجأة ولكن تألق فيها الحارس الصاعد بقوة أحمد الشناوى, بينما كان اعتماد حسام حسن على الكرات الطولية للاعب القوي عبد الله سيسيه الذي عليه أن يهيئها إلى القادم من الخلف أحمد عيد أو أيمن حفنى ولكنها لم تنجح.
**لم يُقدم حسام حسن أو جاريدو الأداء الهجومى الذي يستحق عليه أحدهما الفوز وكانت المباراة منحصرة في معركة وسط الملعب وما يؤكد ذلك أنك بالعودة إلى الأحداث لن تتذكر أية هجمات من هنا أو من هناك كانت بها ملامح الخطورة اللهم إلا كرتين إحداهما من كرة ثابتة نفذها وليد سليمان مع حسام غالي بجملة رائعة وارتطمت بالقائم الأيسر للشناوى, أما الأخري فكانت من نصيب أيمن حفنى إثر تمريرة خاطئة من حسام غالى ليسددها حفنى وتلمس أطراف يد إكرامى ثم ترتطم بالعارضة.
** نقطة إيجابية بارزة: وهى الضغط الذي فرضه كلا المدربين على الفريق الآخر ولكنه اختلفت طرق تطبيقه, حيث طبق جاريدو الضغط في وسط ملعبه في مساحات معينة لتطبيق فكرة الثلاثيات الضغطة على كل لاعب والتى إذا حاول تطبيقها بطول الملعب سيفقد لاعبيه بدنيا ولن يستطيع إحكامها بشكل سليم, أما حسام حسن طبق الضغط على لاعبي الأهلى في كل مكان تتواجد به الكرة تري لاعب أبيض يضغط بكل قوة. ويعتبر هذا هو السبب الرئيسي لعدم رؤيتنا أية جمل تكتيكية هجومية مبنية من الدفاع إلى الوسط ثم الهجوم ولكن كل ما شاهدناه كرات طولية من نصيب الدفاع الذي تألق وبشدة.
** أخطاء فنية:
1- أخطأ حسام حسن في إشراك معروف يوسف في مركز الوسط الأيمن وأيمن حفنى تحت رأس الحربة وهو المكان الذي عرضه للرقابة اللصيقة من حسام عاشور بمعاونة غالى ورزق وأحيانا سعد سمير وهذا المكان لا يناسب أسلوب لعب حفنى الذي حن إلى الجناح الأيمن في كرة راوغ فيها صبري رحيل بطريقة مثالية بينما معروف يتميز بالقوة البدنية في الاحتكاكات في وسط الملعب وكذلك التسديدات القوية.
2-أخطأ جاريدو في إشراك حسام غالي في تشكيلته الأساسية وكان الأفضل منه بكل تأكيد هو اللاعب محمود تريزيجيه الذي يمتلك السرعات والمهارة لتأدية دور قائد الفريق حسام غالي على أكمل وجه حيث كان يلعب غالي طوال الشوط الأول أقرب إلى ثنائي الهجوم.
**رأينا بعد مرور 21 دقيقة من بداية اللقاء تغيير جبهات النادى الأهلى بشكل واضح من جاريدو حيث انتقل صلاح الدين ومعه حسام غالي إلى الجانب الأيمن للأهلى بينما انتقل وليد سليمان ومعه محمد رزق إلى الجانب الأيسر لإحداث خلخلة لدفاعات الزمالك ولكنها لم تثمن ولم تغنى.
** ملاحظة غريبة طوال أحداث الشوط الأول: لم يرسل عبد الشافي أية كرة عرضية فيما قدم عمر جابر عرضيته الوحيدة غير متقنة في الدقيقة 14, بينما أرسل صبري رحيل كرتين عرضيتين بدون إتقان وقام باسم على بإرسال ثلاث عرضيات منها اثنتان لم يكن تمركز المهاجمين جيد.
** تألق بشكل واضح في هذا اللقاء سعد سمير ومحمد رزق من الأهلى, ومحمد كوفي وعلى جبر من الزمالك, وهذا هو تقييم أداء اللاعبين رقميا:
*تقييم لاعبي الأهلى
*تقييم لاعبي الزمالك
تابع Cairostadium علي Facebook| تابع Cairostadium علي Twitter