لاجازيتا ديلا سبورت:ليلة مذبحة بورسعيد..الليلة التي قتلت الثورة المصرية

لاجازيتا ديلا سبورت:ليلة مذبحة بورسعيد..الليلة التي قتلت الثورة المصرية

Array
- Advertisement -
- Advertisement -

 

نشرت لاجازيتا ديلا سبورت الايطالية تقريراً عن احداث بورسعيد مقتل 72 من مشجعي الاهلي المصري وكتبت لاجازيتا تحت عنوان


الليلة التي قتلت الثورة المصرية

 


PORTSAID


تعددت الاقاويل والاتهامات من الناشطين السياسيين من جهة والداخلية المصرية والبلطجية بعد الحكم الاعدام على 21 فرداً بتهمة قتل 72 من التراس الاهلي

ويقول جمال أحد شهود العيان : “رأيت لاعبين من الاهلي يسرعون نحو غرفة خلع الملابس ومن ورائهما شخصان أحدهما يحمل عصا والآخر يحمل سيفاً “

“لم أكن مصدقاً عيناي فتلك المشاهد رأيتها فقط في السينما والافلام”

“حاول شباب الاهلي الهروب من أمام الجحافل المهاجمة القادمة من مدرجات المصري ورأيت ما يقرب من 500 شاب يتكدسون للهروب من احد البوابات ولكنها كانت مغلقة لم يكن أمامي حل سوى القفز ومحاولة الهرب وأثناء محاولة الهروب شاهدت جثث لأطفال وشباب لم يصلوا لسن العشرين”

“ما حدث غير مصدق بعد صافرة النهاية جماهير المصري تخترق الملعب وتتجه نحو جماهير الاهلي وافراد الشرطة المتواجدين لا يتعاملون مع الموقف بل وكأنهم فتحوا المجال لهم للتعدي علينا”

“ولتكتمل الحبكة الدرامية الدموية شاهدت عشرات البلطجية مندسين وسط الجماهير التي اقتحمت ارض الملعب يخترقون مدرجات جماهير الاهلي والاعتداء عليهم وما زاد الطين بلة ارتفاع صوت المكبرات الصوتية بالموسيقى واطفاء أضواء الملعب نهائياً” وبكى جمال عندما تذكر مشهد الـ72 قتيل من شباب التراس اهلاوي

ليلة 1 فبراير شهدت مقتل 72 شاب وطفل وسألنا العديد من المواطنين وضباط الشرطة ونشطاء سياسيين ولكن ظلت هناك نقاط مبهمة كيف دخل مسلحون لأرض الملعب ؟ ومن فتح ابواب مدرجات الاهلي ؟ وما هو دور الشرطة ؟ ومن الذي أمر بتعتيم الملعب بالكامل ؟

هل الاهمال فقط هو السبب ام انه كان هجوما خارج عن السيطرة ، هناك أقاويل كثيرة بأن ما حدث كان لاعطاء التراس أهلاوي درساً لن ينسوه بسبب مشاركتهم الفعالة في الثورة بل ان هناك من يتهم الشرطة والمجلس العسكري بتدبير تلك الحادثة المفجعة

وفي قلب القاهرة يوم 26 يناير صدر الحكم باعدام 21 متهم وتأجيل النطق بالحكم لبقية المتهمين الى 9 مارس وفي اليوم المشهود عم الصمت أرجاء القاهرة في انتظار خروج القاضي الذي أكد على اعدام 21 متهم وحبس 2 ينتموا لوزرارة الداخلية وتبرئة 7 آخرين وقال جمال انه حكم تاريخي لأنه في مصر يستحيل ان تمس ضابط شرطة !!

وبعد احكام 9 مارس انطلقت الافراح واشتعلت الشماريخ لتزين سماء القاهرة ولكن كان هناك غضب عند البعض ولم تعجبهم تلك الاحكام فأضرموا النيران في اتحاد الكرة المصري ويبدو ان روح الانتقام سيطرت على التراس الاهلي ورد فعلهم العنيف قابله نشطاء سياسيين بالرفض بل ان بعض النشطاء نددوا بهذا العنف واعتبروا ان الحلول السياسية والدبلوماسية هي الطريق الصحيح لاعادة الحقوق لاصحابها ، أحد النشطاء الذين كانوا ضد حكم مبارك اعتبر ان تسييس روابط الاولترا خطأ جسيم لأن معظمهم غير مهتم بالسياسة واقحامهم في الامور السياسية رفع من معدل العنف في التعامل مع أمور كثيرة يمكن للسياسة ان تحلها بنفسها

وعلى الجانب الآخر بورسعيد خرج أهلها غاضبون من الحكم واعتبروا نفسهم كبش فداء واشتعلت الشوارع بالاشتباكات وكأنها حرب أهلية قامت في المدينة الصغيرة وسقط 50 قتيلا وأكثر من 800 جريح ولم تهدأ الأمور الا بعد تدخل الجيش وانتشار دباباته في شوارع المدينة الباسلة

واثناء رحلتنا الى بورسعيد قابلنا شرطياُ وسألناه عن رأيه في الحكم على مدير الامن بالحبس فرد قائلاً :

“انه يستحق ما حدث لأنه أمر بعدم التدخل في تلك الليلة حتى لو تشابك 2 من المشجعين وحذرنا بأن بورسعيد قد تنقلب علينا لو تدخلنا!!”

تجولنا قليلا داخل بورسعيد وقابلنا محمد ناشط سياسي وأحد الثوار على نظام مبارك وسألناه عن سبب أحداث بورسعيد بعد حكم الاعدام فرد قائلاً :

“لقد شعرنا بالظلم الشديد من تلك الاحكام وتم الحكم على ناس ابرياء من أجل ارضاء اهل القاهرة على حساب البورسعيدية”

“الشرطة تنتشر في المدينة وكأنها احتلت المدينة فتجد الشرطي ينظم المرور بيد وفي الاخرى السلاح وتجد المئات منهم يقفون عند المباني الهامة وكأن أهالي بورسعيد سيقتحمونها”

وتظهر عليه علامات خيبة الامل عندما سألناه عن محاولة اقتحام قناة السويس

“حاول البعض التوجه لقناة السويس ولكن تدخل الجيش أوقف كل تلك الامور ونحن نحترم الجيش ولا نستطيع مهاجمته مثلما فعلنا مع الشرطة”

نستخلص من تلك الاحداث ان مصر تعيش في جو متوتر وكل الاطراف تلعب باستراتيجية التوتر فمن ينسى خطاب مبارك ومقولة “أنا أو الفوضى” وفي ظل حكم المجلس العسكري حدثت تلك المجزرة وكثر الكلام حولها وان كانت بالفعل انتقام من شباب كان مشاركأ فعالا في الثورة المصرية ثم جاءت الانتخابات لتجد فصيلا سياسيا يهدد بأن يكون في سدة الحكم او تقوم حرب أهلية كل الاطراف تلعب على أوتار التوتر والاستفادة منه بأقصى شكل ممكن

مصر تعيش فترة صعبة وتعاني من مشاكل اقتصادية وصراعات سياسية، حتى ميدان التحرير رمز الثورة اصبح يسيطر عليه اطفال الشوارع واصبح متنفساُ لكل من يريد ان يصب جام غضبه ويبدو ان من راهن على الفوضى هو الرابح حتى الآن من انتشارها في عدة أماكن

ويتبادر في الأذهان سؤالا هاماً هل ما حدث في بورسعيد كان انتقام من شباب شارك بالثورة وهو سؤال صعب ان تجد اجابة عليه ولكن الأهم الآن هل كان 1 فبراير ليلة مقتل جمهور الاهلي هي نفسها الليلة التي قتلت الثورة المصرية ؟؟؟


تعليقات الفيس بوك

الكاتب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار