نادي ريال مدريد أُنشيء عام 1902 ولا ينكر أحدا قيمة هذا النادي الكبير صاحب الرقم القياسي في حصد بطولة دوري ابطال اوروبا 10 مرات وهو رقم يصعب ان يكرره او يصل اليه فريق اوروبي آخر خلال العشرين عام المقبلة بل وربما يزيد الفريق الملكي من رصيده من تلك البطولة.
وعندما ننظر لحجم انجازات النادي وما يضمه من نجوم يقفز الى الأذهان كيف لهذا النادي العريق أن يعبر الأزمات الاقتصادية التي اجتاحت العالم بشكل عام ودولة اسبانيا بشكل خاص ، ومع ذلك لم يتأثر النادي او سياسته في شراء نجوما كبار والاستمرار بشكل طبيعي في التنافس على كل البطولات ، بالرغم من وجود أندية اخرى عريقة في دول أوروبية بدأت في الاندثار بسبب نفس الأزمة الاقتصادية التي تمر على معظم الدول ، وهو ما دفع كثير من تلك الاندية لاتباع سياسة التقشف او بيع النجوم وجلب ما يمكن تسميتهم أنصاف نجوم ولكن انصاف النجوم لا يحققون الالقاب.
حالة نادي ريال مدريد وضعها المحللون الاقتصاديون تحت المجهر من اجل الكشف عن نجاح النادي الملكي في اجتياز كل الأزمات وعبورها بامان مع أنه يسبح ضد التيار ولخصوها في 4 أسباب :
1- العلامة التجارية ..
أصبح نادي ريال مدريد علامة تجارية بُنيت على شعبيته الجارفة والتي اكتسبها في فترة الخمسينات من القرن الماضي ومع الالفية الجديدة وتولي فلورنتينو بيريز تحديدا رئاسة النادي بدأ هذا الرجل في استغلال علامة الريال تجاريا من اجل كسب المزيد من المال ، وربما كانت صفقة ديفيد بيكهام في عام 2003 خير مثال.
بيكهام لاعب موهوب من الدرجة الاولى ولكنه وجه اعلاني فخم وهو ما استغله بيريز في اختراق السوق الآسيوي لرفع شعبية الفريق الملكي هناك وفتح أسواق جديدة لتسويق علامة الريال التجارية.
وكان الكثيرون ينتقدون بيريز في جلب نجوم كبيرة في بداية الالفية الجديدة وبدأ تكرارها الآن ولكن الاقتصاد الآن هو عصب الحياة وما يدفعه نادي ريال مدريد في النجوم يسترده مرة أخرى ولا يمثل أدنى مشكلة لأنه ببساطة يكفي تسويق وبيع تي شيرت نجم كبير عليه شعار ريال مدريد.
2- التسويق التلفزيوني ..
عندما تكون نادي كبير فمن الطبيعي ان تكون حقوقك الاعلامية أكبر بسبب شهرتك العالمية ، ومنذ عام 1997 صدر قانون في اسبانيا أصبح للأندية حرية في بيع حقوقها الاعلامية.
ولكن توزيع الحقوق التلفزيونية كان دوما للكبيرين الريال وبرشلونة وهو ما يفسر أنه دوما المنافسة بينهما على لقب الليجا الاسبانية التي اقتنصها اتليتكو بأعجوبة الموسم الماضي.
يتبقى ان نذكر ان ريال مدريد وبرشلونة يحصل كل منهما على 188 مليون يورو سنويا من حق البث التلفزيوين ، بينما بايرن ميونيخ مثلا يحصل على 107 مليون يورو ومانشستر يونايتد 119 مليون يورو.
3- الرعاة الكبار ..
عندما تكون نادي عالمي تعطيك الحق في رفع العائد من حقوق البث التلفزي لمبارياتك وهو ما يجذب كبرى الشركات العالمية لرعاية النادي ، وفي حالتنا هذه فان الريال يملك 5 رعاة من النوع الثقيل “bwin.com” سابقا وطيران الامارات حاليا ، اديداس ، كوكاكولا، أودي ، واحدى شركات البيرة الاسبانية الشهيرة.
شركة اديداس دفعت عام 2007 دفعت 762 مليون يورو من أجل أن يرتدي الفريق الملكي ماركة الملابس الشهيرة ، وأضف الى ذلك ما ياتي للنادي من عائد من الرعاة الرئيسيين للاعبيه وهو أحد أهم “مداخيل” الريال المالية.
ولنعود مرة اخرى الى ديفيد بيكهام بعد التعاقد مع مع الريال تم الاتفاق على ان يقتسم مع النادي اي عائد مادي مع النادي ، ووقتها علق بيريز قائلا : “عندما أتى بيكهام الينا ارتفع دخل النادي من 7 مليون يورو الى 45 مليون يورو عبر الرعاة الرسميين ، هناك بعض اللاعبين لهم تأثير تجاري كبير ويمنح النادي مكاسب كبيرة”.
ولك ان تعرف عزيزي القاريء ان جاريث بيل سيمنح نادي الريال 40% من العائد الاعلاني ، ولم يُعلن بعد عن القيمة التي سيتشاركها الصاعد الواعد خيمس رودريجيز مع ناديه الجديد ريال مدريد.
4- القوانين التفضيلية ..
ويمكن تسميتها باللغة العامية “قوانين تفصيل” وعلى سبيل المثال عام 2005 تم اطلاق قانون تم تسميته “قانون بيكهام” كان يقضي بأن يدفع العاملون الاجانب ومن ضمنهم اللاعبون الاجانب 24% من دخله السنوي.
ولكن مع الضغوط الشعبية أصبح العاملون الاجانب يدفعون مثل العاملين الاسبان بدفع 45% من دخلهم السنوي اذا تعدى دخله السنوي أكثر من 60 الف يورو.
هناك قوانين أخرى يستفيد منها الريال والأندية الأخرى ان النادي مملوك من أعضائه وهم المسئولون عن انتخاب رئيس للنادي ، وبالتالي لأن النادي مملوك من مشجعين لا يخضع للعديد من القوانين اذا كان للأندية مالك بعينه او شركة ما.
أعتقد أننا استخلصنا الآن أسباب شراء اللاعبين بتلك الأسعار الخرافية ولا يشعرون بأي هموم أو أعباء مادية فالنادي أصبح علامة تجارية عالمية كبرى يتهافت عليه كبار المعلنين وله حقوق بث كبيرة وتسانده بعض القوانين أيضا ففي البلد التي يعاني الكثير من شبابها من البطالة يدفع احد نواديها مبلغ 90 مليون يورو من أجل جاريث بيل ، واذا عانت اندية أخرى من شبح الافلاس بسبب الظروف الاقتصادية فان الريال مازال مزدهرا وغنيا ولا يعاني.
وأود أن اختم بمعلومة رقمية مثيرة ان نادي ريال مدريد تكلف 265 مليون يورو لجلب 3 لاعبين فقط هم كريستيانو رونالدو وجاريث بيل و خيمس رودريجيز بينما نادي أياكس الهولندي ومنذ انشائه عام 1900 دفع 245 مليون يورو حتى الآن في شراء لاعبين.
تابع كايروستيديوم علي Facebook | تابع كايروستيديوم علي Twitter