ما أجمل حكم وأمثال أجدادنا لأن غالبيتها نجمت عن تجربة في الحياة وبالتالي عندما تواجه موقف في حياتك ينطبق عليه المثل تجد لسانك منطلقا بذكر المثل.
تكرر في السنوات الأخيرة الصراع ما بين شباب التراس الأندية وقوات الداخلية المصرية وتعددت المواجهات بينهم فتارة تستخدم الداخلية العنف وتارة تلجأ الى اللين او عدم الاكتراث وهو أحد أهم أسباب كارثة بورسعيد بسبب التراخي الامني في حماية الجمهور الضيف مما أدى لسقوط 72 قتيل.
وسمعنا الى اتهامات متبادلة بين الطرفين الداخلية من جهة وشباب التراس من جهة وتدخل كثيرون من اجل تهدئة الأوضاع وتقريب وجهات النظر وظهرت أطراف اعلامية أخرى تنتقد شباب الالتراس بسبب او بدون سبب وهو ما أدى لازدياد مساحة المشاكل بين الطرفين المتنازعين.
وبعد زيادة المشاكل وتبادل الاتهامات قفز الى ذهني المثل القائل “شيل ده من ده يرتاح ده عن ده” ويبدو أن تطبيق هذا المثل سيكون الحل الأمثل ولكن كيف سيكون التطبيق ؟
قد يميل تفكيرك عزيزي القاريء الى لعب المباريات بدون جمهور وبالتالي نكون قد طبقنا المثل ولكن لا توجد كرة قدم بلا جماهير فالساحرة المستديرة اكتسبت شهرتها من الشغف الجماهيري ، وهنا نتوقف اذا كان لزاما الآن ابتعاد كلا الطرفين عن بعضهما ومن الصعب بل المستحيل لعب كرة القدم بدون جماهير اذن لا يوجد سوى حل وحيد وهو تواجد الجماهير وخروج افراد الدخلية من المشهد!!
أعلم أنه قد يدور في خُلدك استحالة حدوث ذلك في مصر ولكنه حدث ويحدث بالفعل فمعظم الالعاب الجماعية الأخرى تقام بجماهير ولم تحدث مشكلة واحدة بالرغم من تواجد شباب التراس وغياب وزارة الداخلية وأفرادها من المشهد.
اذن يبدو أنه الحل الوحيد وهو ليس بالمستحيل فعدة دول تعتمد على شركات تأمين خاصة في تأمين الملعب والمدرجات ولا تجد مطلقا الزي العسكري داخل الاستاد ربما يكون هناك استنفار امني خارج الملعب تحسبا لمباراة جماهيرية ويعمل الامن على عدم وجود احتكاكات ، وما يدفعني لامكانية وجود هذا الحل بشكل عملي على الأرض هو تطورات اليومين الماضيين فــبيان التراس المقتضب كان واضحا أنهم لن يتخلوا عن مساندة انديتهم سواء برغبة الداخلية ام لا وكانت المفاجأة هو ترحيب وزارة الداخلية بهذا الاقتراح.
اذن وصلنا لنقطة وسطى يتفق عليها طرفي الصراع لأول مرة فأرجو من الزملاء الاعلاميين البناء على تلك المبادرة وعدم شيطنتها وتحويلها الى صراع بين طرف قوي وآخر ضعيف حتى لا تُخلق ساحة لمعركة بلدنا في غنى عنها.
موافقة الداخلية جاءت على لسان متحدثها الرسمي ولكنه اشترط التطبيق من الموسم المقبل وأتمنى ألا يقود مجموعات التراس الاندية أسلوب العند والاندفاع فربما كانت لكم رغبة وقد تتحقق فأتمنى التريث والتفكير قبل اللجوء لخطوات تصعيدية قد تنسف المبادرة من الأساس.
أتمنى أن نطبق المثل على تلك الحالة ونشيل ده “الداخلية” من ده “الملاعب“ يرتاح ده “التراس” عن ده “الداخلية” ، وأثق تماما في قدرات الشباب على الابداع وامتاعنا من مدرجاتهم بلوحات فنية جميلة وننهي الصراع الدائر والعداء المتبادل بينهم وبين أفراد الشرطة القادرين بدورهم على حماية مصر وشعبها.
لمتابعة Cairostadium عبر facebook | لمتابعة Cairostadium عبر twitter