تعتبر بطولة كأس أميركا الجنوبية للأندية “كوبا ليبراتادوريس” هي بطولة الأندية الأقوى على مستوى القارة، حيث تجمع أبطال القارة ليتنافسوا على اللقب مثل نظيراتها دوري أبطال أوروبا و آسيا و إفريقيا، و الفائز بلقبها يتأهل للعب في بطولة كأس العالم للأندية.
بدأت البطولة سنة 1960 بمشاركة سبعة أندية هي “باهيا البرازيلي، بينارول من أوروجواي، أوليمبيا من باراجواي، سان لورينزو الأرجنتيني، يونفيرسيداد التشيلي، ميلوناريوس الكولومبي، خورخي فيليسترمان البوليفي” و استطاع بينارول أن يفوز بالبطولة بعد فوزه في النهائي على حساب أوليمبيا.أول مباراة في تاريخ البطولة جمعت بين بينارول و خورخي البوليفي و فاز بينارول بسبعة أهداف لهدف، و أحرز أول أهداف البطولة لاعب بينارول “كارلوس بورجيس”
و على الرغم من ظفر الأوروجواي لأول لقبين عبر ناديها الكبير بينارول إلا أن الأندية البرازيلية و الأرجنتينية بدأت تشق طريقها للقب البطولة، ففاز سانتوس بعده باللقب مرتين و مثله فعل إندبيندنتي الأرجنتيني ليعود بينارول مرة أخرى للتتويج عام 1966 ليفوز بعد ذلك بها راسينج كلوب الأرجنتيني ثم يأتي استوديانتس الأرجنتيني ليظفر باللقب ثلاث مرات متتالية ليصبح أول نادي يفوز باللقب ثلاث مرات متتالية، منهياً حقبة الستينات و مفتتحاً حقبة السبعينات.
السبعينات نصلح أن نسميها الحقبة الأرجنتينية حيث حصلت الأندية الأرجنتينية على ستة ألقاب في عشر سنوات، و رغم بداية العشرية بفوز ناسيونال من أوروجواي بلقب المسابقة، إلا أن إندبندنتي الأرجنتيني عاد ليحجز اللقب لأربع سنوات متتاية في خزائنه من 1972 و حتى 1975، و بعدها خرج اللقب للبرازيل عاماً واحداً عن طريق كروزيرو قبل أن يعود للأرجنتين في عامين متتاليين لبوكا جونيورز في 1977 و 1978 قبل أن يفوز به أوليمبيا الباراجواياني و يختتم ناسيونال من أوروجواي العشرية التي بدأها بلقبه الثاني مفتتحاً حقبة الثمانينات.
في هذه الحقبة لم تصبح قبضة الأندية على البطولة قوية كما الأول، فلم يفز أي نادي بالبطولة مرتين متتاليتين ففاز فلامينجو بأول و آخر ألقابه في 1981 و فاز بينارول مرتين في 1982 و 1987 و هو لقبه الأخير، كما شهدت تلك الحقبة فوز كل من جريميو البرازيلي و ريفيربليت الأرجنتيني و مواطنه أرجنتينيوس جونيورز بأول ألقابهم كما دخلت كولومبيا قائمة الشرف بعد تتويج أتليتيكو ناسيونال بالبطولة.
التسعينات بدت مشابهة للثمانينات حيث فاز أوليمبيا الباراجوياني بلقب عام 1990 تلاه كولو-كولو أكبر أندية تشيلي في 1991 و هو لقبه الأوحد ليأتي بعدها ساو باولو البرازيلي و يفوز بلقبين متتاليين ليظفر بعده فيليز سارسفيلد الأرجنتيني بالبطولة، في 1995 فاز جريميو باللقب الأخير و تلاه ريفير بليت و لقبه الأخير أيضاً قبل أن تظل البطولة في البرازيل لثلاث سنوات مع أندية كروزيرو و فاسكو ديجاما و بالميراس.
حقبة الألفية الجديدة يمكن أن نُطلق عليها اسم “بوكا جونيورز و البرازيليين” حيث ظفر النادي الأرجنتيني بأربعة ألقاب في السنوات الأربع عشر الأخيرة، بينما فازت أندية البرازيل بالبطولة في ست مناسبات موزعة بين “انترناسيونال مرتين” و “سانتوس، ساوباولو، كورينثيانز، اتليتيكو مينيرو مرة لكل نادي”، مع بطولة واحدة لكل من “استوديانتس الأرجنتيني، ليجا دي كويتو الإكوادوري، أونس كالداس الكولومبي و أوليمبيا الباراجوياني”
أكثر الأندية تحقيقاً للبطولة هي: إندبندنتي الأرجنتيني بسبعة ألقاب و مواطنه بوكا جونيورز بستة ثم بينارول الأوروجوياني بخمسة ألقاب.أما أكبر أندية البرازيل في تلك البطولة هما سانتوس و ساو باولو بثلاثة ألقاب لكل منهما، و تعتبر الأندية الأرجنتينية هي صاحب الهيمنة و الريادة في تلك البطولة حيث تحمل أنديتها عشرين لقباً مقابل سبعة عشر لقباً للبرازيل و ثمانية ألقاب لأوروجواي.
يُذكر أن إياب نهائي النسخة الحالية سيُقام بعد قليل بين سان لورينزو الأرجنتيني و ناسيونال أسونسيون من الباراجواي، حيث انتهى الذهاب بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما في باراجواي، كما أنه لم يسبق لأي من الفريقين الفوز بالبطولة مما سيمنحنا بطلاً جديداً لكوبا ليبراتادوريس.