كتب/ بلال علام
الآبتسامة الحزينة..رودريجو تادييه
في أواخر عام 2003 كان البرازيلي رودريجو تادييه يمر بمحنة حقيقية كادت أن تؤثر على مشواره كلاعب كرة قدم محترف في الكالتشيو الأيطالي ، ولم يكن يتخيل أحد أن يعود تادييه مرة أخرى للتألق والظهور بمستوى متميز ، حيث كان اللاعب الذي بدأ في صفوف بالميراس البرازيلي قد انتقل في 2002 الى صفوف سيينا الأيطالي ، ولم يمر سوى عام واحد على انضمامه للدوري الأيطالي الا وقد تعرض الى المحنة التي سأتحدث عنها .
يقود تادييه سيارته الجديدة التي اشتراها بعد أن ضمن تأمين أسرته وبعض أصدقاءه في ضاحية ساو باولو البرازيلية ، وكان يصطحب معه في السيارة توأم روحه وشقيقه الصغير ليوناردو ، ومعه صديقه المقرب بينجا (لاعب سانتوس الحالي والظفرة وأهلي دبي السابق) . كان تادييه ذاهبا في نزهة من أجل أخيه الصغير . خرج تادييه من التدريب ، واصطحب بينجا ، وفي الطريق داهمهم حادث مروع للغاية !!
تادييه أصيب بجروح وكسور في عضلات ظهره ، وبينجا تعرضت قدمه للشروخ والرضوض ، بينما ليوناردو الذي كان قد جاء في عطلة قد فارق الحياة !! ودخل تادييه في غيبوبة شديدة استمرت لأكثر من ثلاث أيام ، حتى أفاق من كابوس لم يكن يحلم يوما ما في أن يحدث له وهو في أوج عطاؤه الكروي مبتدئا بخطى ثابتة .
وسرعان ما استفاق تادييه ودخل لمصحة نفسية وعولج من الحادثة . مرت الأيام على تادييه وهو جالسا وحيدا لا يتحدث للأعلام أو حتى لزملاؤه في الفريق !! ولكن الغريب أنه كان ينزل لأرض الملعب مبتسما ، يركض … يسابق الخصوم … وفي النهاية اما يسجل أو أن يساهم في صناعة هدف لفريقه سيينا .
أتى عام 2005 وتادييه من أفضل 5 لاعبين ثباتا على المستوى بحسب جريدة لا جازيتا ديللو سبورت الأيطالية ، وقدمت أندية ميلان ويوفنتوس ولاتسيو وليون عروضا من أجل ضمه ، ولكن تادييه صرح تصريحا غريبا : حلمي أن ألعب في فريق واحد بأيطاليا !! لم يذكر تادييه اسم النادي أو يلمح حتى له !! ولكن لأن مفهوم الصحفي الرياضي في أوروبا يعد بارزا ، ذهب أحد الصحفيين المهتمين بشئون سيينا ويدعى (باولو بوجيكا) وهو كان على علاقة وطيدة بتادييه الى منزله ، وطلب منه أن يفصح له عن اسم عن هذا النادي . هذه المرة كان الرد أكثر غرابة : اسأل ليوناردو أخي !! فهو طلب مني قبل أن يرحل أن ألعب في ناد واحد !! طلب من أن ألعب مع الذئاب !! أعلم أنهم غير مهتمين بي بالمرة ، ولكن اما الذئاب أو البقاء في سيينا ، واما حل ثالث هو اعتزال كرة القدم لا العودة الى البرازيل !!
ذهب باولو مسرعا مخاطبا برونو كونتي الذي كان يتمتع بثقة الرئيس فرانكو سينسي أنذاك ، ليعطي الضوء الأخضر للأدارة للتعاقد معه !!
لم أتخيل يوما ما أن يكون هناك قصص من وحي الخيال في عالم كرة القدم !! ولكن الغريب أنني عندما تعاملت مع تادييه قبل أن أعرف هذه القصة كان جافا للغاية . قابلته في القاهرة وقت مباراة الأهلي وروما الودية في 2008 . ولكنني عندما جلست مع باولو بوجيكا في بهو مقصورة الصحفيين في ستاد القاهرة وقت لعب المباراة ، حكى لي هذه القصة التي جعلتني أتأمل صوره مع أصدقائي الذين صاحبوني من أجل التقاط الصور مع نجوم روما ، لأجد ملامح تادييه في تلك الصور وكأن الزمان يقول رسالته ، فتادييه نعم يبتسم ، ولكنه ابتسامة المالك الحزين !!
وقفات :
. سعيد بوجودي ضمن فريق عمل موقع كايرو ستاديوم ، فمن يتواجد فيه أشخاص متميزون في فهم الكرة العالمية بالأخص ، وهم شرف لي معرفتهم كالزملاء عمرو جريندو وعمرو ندفيد وصلاح النادي ، هذا بالأضافة الى أشقائي المبدعين مهدي محمد وشريف خالد .
. قالوا قديما : الحلم سيد الأخلاق !! فلنصبر على كل انتقاد سواء كان بناءا أو هدام ، ولنمضي في طريقنا متمسكين ببارقة أمل نحو مستقبل يسطع فيه فكرنا ويبزغ فيه رأينا . رسالة الى كل شخص يبدأ حياته في مجال يحبه
وفي النهاية أعود قريبا للتعليق ، ولكن أين !! هي خطوة أتمنى من الله أن يوفقني فيها
للتواصل
