شاهدنا جميعا مباراة برشلونة وميلان فى اطار مباريات دور ثمن النهائى لبطولة دورى ابطال اوروبا والتى انتهت بفوز برشلونة برباعية نظيفة تأهل الكتلان على إثرها لربع النهائى على حساب الروزونيرى الذين كانوا قد فازوا فى مباراة الذهاب بهدفين نظيفين فقط.
برشلونة لم يكن هو برشلونة الباهت الذى خسر فى مباراتين متتاليتين امام ريال مدريد وميلان نفسه.
لم يكن برشلونة الذى ودع كأس اسبانيا على يد ريال مدريد وخسر فى الدورى امام الفريق الملكى وفى مباراة الذهاب بدورى الابطال.
فقد استطاع رورا – مساعد المدير الفنى لبرشلونة والقائم بمهام المدير الفنى تيتو فيلانوفا – اصلاح عيوب فريقه والتغلب على عدد من المشاكل التى ظهرت فى الفترة الاخيرة فى صفوف برشلونة.
ولكن السؤال الاهم, هل حقا أخطأ ماسيمو أليجرى المدير الفنى لميلان فى اختيار تشكيل فريقه؟
فاجا رورا الجميع بإجلاس قائد الفريق كارليس بويول على مقاعد الاحتياط وتفضيل البدء بالارجنتينى ماشيرانو بدلا منه.
فالمستوى الذى ظهر به بويول امام ريال مدريد وتواضعه امام انطلاقات لاعب الريال الارجنتينى انخيل دى ماريا أقلقت رورا من حدوث المثل أمام الشعراوى ونيانج, ففضل اللجوء لسرعة الحركة على الحنكة والخبرة؟
ذلك القرار عجز اليجرى عن اتخاذه, فأشرك العجوز أمبروزينى فى وسط الميلان أمام اسرع خط وسط فى العالم, وظهر البطء جليا فى وسط الروزونيرى خصوصا مع عدم انسجام أمبروزينى مع ماثيو فلامينى الذى اختفى تماما وتأخر قرار استبداله.
استبعاد مونتارى كان تأثيره كارثى على خط وسط الميلان, وباضافة قرار اشراك نيانج كأساسى منذ بداية المباراة على حساب روبينيو, مع اللجوء للدفاع المستميت من اللحظة الاولى فى كامب نو, كان بداية الهزيمة المذلة للميلان.
فشل أليجرى فى التعامل مع سير المباراة.
فمع نهاية الشوط الاول بالتأخر بهدفين كان عليه الاسراع باجراء تغييرات من شأنها الضغط على برشلونة وعدم اعطاء لاعبيه حرية التحرك فى وسط ملعب الميلان, وهو ما نتج عنه هدف برشلونة الثالث.
وحتى حينما قرر أليجرى استغلال تقدم خوردى ألبا للهجوم وارسال كرات طولية خلفه مع تقدم ظهير الميلان الايمن اباتى, استطاع رورا اغلاق تلك الثغرة بنزول ادريانو.
استطاع مدافعوا برشلونة الضغط على الشعراوى بشكل جيد, ومع المهام الدفاعية التى كانت توكل اليه ظهر هجوم الميلان ضعيفا فى غياب باتزينى وبالوتيلى بشكل جلى.
فنيانج الموهوب لا شك لا يزال شابا على تحمل مسئولية هجوم الميلان فى كامب نو, وهو ما ظهر فى انفراده بفالديز والذى كاد ان يقتل المباراة.
انفراد كهذا كان بحاجة لمهاجم من عينة ابراهيموفيتش وميليتو وفورلان او حتى بيرباتوف وكريسبو وفان نستلروى.
مهاجم قناص قادر على وضع الكرة بقوة فى الزاوية القريبة, او حتى مراوغة الحارس ووضعها فى المرمى الخالى.
ميلان حتى ومع توديع دورى الابطال بشكل مذل, يظل أفضل بكثير منه فى بداية الموسم.
على أليجرى – او من يخلفه – سرعة التفكير فى تشكيل الفريق للموسم القادم, والذى يحتاج الميلان فيه لحارس مرمى وظهير أيسر بشكل أساسى, قبل التفكير فى الفوز مجددا بالسكوديتو او دورى الابطال, وهى البطولة التى لن يكون الروزونيرى قادرا على الفوز بها بتشكيله الحالى لخمسة اعوام مقبلة على الاقل.
عمرو فكرى