فبراير الأسود | 3 مشاهد ترسم كيفية قتل جمهور الأهلي في بورسعيد

فبراير الأسود | 3 مشاهد ترسم كيفية قتل جمهور الأهلي في بورسعيد

Array
- Advertisement -
- Advertisement -

 

1 فبراير2012…يوما لن يُمحى من ذاكرة جماهير كرة القدم المصرية بصفة عامة وجمهور الأهلى بصفة خاصة والذي فقد 72 مشجعا”نحتسبهم عند الله شهداء” راحوا ضحية الغدر والإهمال والفوضي.

جرى العُرف في مباريات الأهلى مع أندية القناة وخاصة(الإسماعيلي والمصري) أن تكون مليئة بالأحداث والمشاحنات بين كلا الجمهورين حتى وصل الأمر لخروج جمهور الأهلى من الملعب في عربات مصفحة تابعة لقوات الأمن، أقصد من هذه المقدمة أن اوضح مدى عشق هؤلاء الشباب لناديهم وتضحيتهم وتحملهم كافة الصعوبات في مثل هذه اللقاءات تحديدا..فكيف تدرك أن طفلا لم يبلغ من العمر الخامسة عشرة ولم تمنعه كل تلك العقبات من الذهاب خلف فريقه؟!! إنه العشق لدرجة الجنون.

في صباح الأول من فبراير عام2012 تقرر تجمع جمهور الأهلى أمام مقر النادى بالجزيرة للسفر إلى بورسعيد لحضور مباراة الفريق أمام المصري البورسعيدي في بطولة الدورى العام بدأت الأحداث مبكرا في التاسعة صباحا حيث رفض سائقي الحافلات الذهاب إلى بورسعيد وبعد محاولات من مسئولى النادى لإقناعهم باءت كلها بالفشل ليتقرر السفر عبر القطار في إصرار على مساندة الفريق ليتحرك الجميع إلى”كوبري 6أكتوبر” متجهين إلى محطة القطار في رمسيس وانتظرنا حتى الحادية عشر ليتم تخصيص قطار لجمهور الأهلى المتجه إلى بورسعيد وبدأت الرحلة حتى وصلنا إلى محطة”التل الكبير” تابعة للإسماعيلية لينهال وابل من الحجارة على القطار والجميع كان مستعد لذلك فهو أمر طبيعي كل عام، حتى وصلنا إلى محطة”الكاب” وهنا توقف القطار وتعجب الجميع لنرى مسئولين كبار من قيادات القوات المسلحة في المنطقة ومعهم بعض قيادات الداخلية وخلفهم حافلات منتظرة لنقلنا إلى ستاد بورسعيد وبعد بعض المفاوضات كان حديث حديث”ممثل القوات المسلحة” أن المباراة مؤمنة وأننا من هذا الطريق سنصل إلى الاستاد دون أية تعديات من جمهور بورسعيد حيث أننا سنذهب من طريق دولى على شاطئ البحر وكان للمرة الأولى يحدث هذا الأمر فكان معتاد أن يتوقف القطار في محطة بورسعيد ونذهب من داخل البلدة إلى الاستاد.

تأخرنا في الطريق وسمعنا في الإذاعة أنه تم إطلاق بعض الألعاب النارية على اللاعبين في التسخين قبل انطلاق المباراة وبدت حالة من الغضب تنتاب الجميع خوفا على لاعبي الأهلى حتى وصلنا من خلف مدرجات جمهور المصري الذين ما إن رأوا الحافلات حتى خرجوا وانهالوا عليها بالألعاب النارية والحجارة وغيرها ولكن مر الأمر بسلام وبدأ الجميع في الدخول إلى المدرج الذي كان له بوابة دخول واحدة.

بدأت بعض الحالات الفردية من جمهور المصري تنزل إلى”تراك الملعب” وتأتى أمام مدرج جمهور الأهلى وتطلق ألعاب نارية”باراشوط” وبعدها يأتى أفراد الأمن لمحاولة إقناعه بالعودة وتكرر هذا الأمر طوال الشوط الأول وبعد نهايته زادت تلك الأعداد ولكن مرت بسلام أيضا وهو ما دعي بعض جماهير الأهلى للرد وإطلاق بعض الحجارة على المقصورة على يسار مدرجاتنا وانتهت مع ضربة بداية الشوط الثاني واستمر الكر والفر من جمهور المصري في الملعب باتجاه مدرجاتنا حتى جاءت آخر دقائق المباراة ليرد بعض من جمهور الأهلى بالألعاب النارية عليهم وتحديدا على جمهور الدرجة الثانية لتصعد بعض قوات الأمن إلى مدرجاتنا للقبض والاعتداء عليهم وهو مالم نره في معاملتهم مع الجانب الآخر.

بالطبع شاهد الجميع على الشاشات الأعداد التى كانت تنزل إلى أرض الملعب للاحتفال عقب كل هدف يتم تسجيله لفريق المصري ولم نر ردة فعل من رجال الشرطة المسئولة عن تأمين المباراة.

انطلقت صافرة النهاية وجمهور الأهلى غاضب من كم الاعتداءات عليه طوال أحداث المباراة حتى شاهدنا الآلاف من جمهور المصري تنزل إلى أرض الملعب متجهة إلى مدرجات الأهلى والتشكيلات الأمنية قد انفكت والأضواء قد انطفأت وانطلقت أغنية حكيم”كله يرقص” لتبدأ مشاهد الموت.

 

**المشهد الأول:

 ليس أمامنا سوي هذا الممر المؤدى إلى باب الخروج إلى الجمهور المنتظر خارج الاسوار بالحجارة والأسلحة البيضاء ولكنها الصدمة الباب مغلق الجميع في الممر والتكدس يزداد وجمهور بورسعيد يقترب ويخبئ القدر وجود يوسف حماده البطل الذي راح ضحية إنقاذ زملائه خارج الباب وبعد استغاثات”إلحقنا يا يوسف” يبدأ يوسف في كسر”القفل” من الخارج حتى انهارت البوابة الحديدية ووقعت على يوسف لتصعد روحه إلى السماء.

 تم إلقاء بعض الشماريخ من جمهور المصري في الممر المتكدس ليختنق العديد من الشباب ويلقوا حتفهم اختناقا وهو المكان الذي توفي فيه غالبية الأعداد.

 

قتل جماهير الأهلي في الممر بالشماريخ

 

**المشهد الثاني:

كان الممر ممتلئا ولم يجد الجزء الآخر من الشباب سوي أعلى مكان في المدرجات لتصعد إليه وتحتمى في بعضها ولكن كان الأمر أكثر سوءا شاهدت بأم عيني كل مجموعة من جماهير المصري تمسك بفرد من جمهور الأهلى ويتم الاعتداء تارة بالسلاح الأبيض وتارة بالضرب في خلف الرأس في مناطق حساسه وتارة خنق ب”الكوفية” وتارة إلقاء من أعلى المدرج وكان من الخارج تأتى الحجارة على رؤوسنا بغزارة.

كل من ارتدي ملابس لا توضح انتمائه للأهلى خرج من الموقف دون أية اعتداءات فهم يعلمون من يريدون الاعتداء عليه وقتله وأخذ ملابسه.

 

قتل جماهير الأهلي بالخنق

 

**المشهد الختامي:

هنا بدأت قوات الشرطة في الصعود إلى المدرج وإخلائه من جماهير المصري دون القبض على أحد منهم وسمعت أحد الشباب يطالب فرد الداخلية”إلحقونا” وكان الرد: “مانتم اللى بتضربونا وتشتمونا “.

ثم تم تجميع من تبقي من جمهور الأهلى في أرض الملعب حتى جاء بعض الأهالى من بورسعيد فمنهم من أحضر ملابس ومنهم من أحضر طعام حتى وفرت الشرطة عربات مصفحة وتم إخراجنا من تحت مدرجات الدرجة الثانية إلى العربات وبها إلى محطة القطار وانطلق القطار عائدا إلى القاهرة وسط حالة من الذهول الكل يؤكد أننا في كابوس وأنه لم يحدث شيئا لم يمت أحدا ثم ينهار الواحد تلو الآخر ويدخل في حالة هستيرية من البكاء.

 

الشرطة تشاهد قتل جمهور الأهلي

 

 

 

 

 

تابع Cairostadium علي Facebook  |  تابع Cairostadium علي Twitter

 

 

 

 

تعليقات الفيس بوك

الكاتب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار