تعاني كأس الأمم الإفريقية في نسختها الثالثة والثلاثين هذا العام بالكاميرون الأمرين حيث أصبحت أضحوكة للصحافة العالمية ليس فقط لفقر المستوى الكروي ولكن أيضًا لسوء التنظيم.
كأس الأمم الإفريقية والعقم الهجومي
انتهت الجولة الأولى من دور المجموعات بكأس الأمم الإفريقية بإجمالي 12 مباراة تم فيها تسجيل 12 هدف فقط بمعدل هدف واحد فقط للمباراة الواحدة!
انتهت 9 مباريات بنتيجة ال 1-0 بينما انتهت مباراتان بالتعادل السلبي.
شهدت مباراة الافتتاح فقط 3 أهداف ولكنها أيضًا انتهت بفارق هدف واحد بنتيجة 2-1 للكاميرون أصحاب الضيافة على حساب بوركينا فاسو.
كأس الأمم الإفريقية .. قصة التأجيل
يعلم الجميع أن مصر رفعت عاليًا طموحات التنظيم بعد أن استضافت النسخة الأخيرة عام 2019 وأبهرت الجميع بالرغم من أنه لم يكن من المقرر إقامتها في مصر أصلا.
بدأت القصة في 20 سبتمبر 2014 عندما حدد الاتحاد الإفريقي الدول المستضيفة لنسخ 2019 و 2021 و 2023 على أن تكون البطولة في يونيو بدلًا من يناير لتتنساب مع جدول المسابقات الأوروبية التي يشارك بها معظم اللاعبين الأفارقة.
لكن في عام 2018 جرد الاتحاد الإفريقي الكاميرون من حق الاستضافة لعدم الجاهزية الفنية وأيضًا لعدم تناسب المناخ الصيفي في غرب إفريقيا في ذلك الوقت من العام ومنح مصر شرف التنظيم.
وبناء على ذلك تقرر أن تستضيف الكاميرون نسخة 2021 بدلًا منها وأن تستضيف ساحل العاج نسخة 2023 بدلًا من 2021 على أن تُقام البطولة في موعدها الطبيعي في يناير.
تغير كل ذلك بعد جائحة كورونا التي أجبرت الاتحاد الإفريقي على تأجيل البطولة مرة أخرى لتقام مطلع العام 2022 بدلًا من 2021 مع احتفاظها بنفس الاسم.
هذا يعني أن الكاميرون كان لديها في المجمل ما يقارب ال 8 سنوات لتنظم هذه البطولة منذ اللحظة الأولى التي قرر فيها الاتحاد الإفريقي منحها حق التنظيم!
وحتى مع كل هذا كان الاتجاه العام هو إلغاء البطولة خاصة مع اعتراض الأندية الأوروبية وهو ما استفز الأفارقة بقيادة صامويل إيتو -رئيس الاتحاد الكاميروني- لإقامة البطولة دون وضع الجاهزية في الاعتبار حيث اعتبر إلغاء البطولة إهانة لقارة إفريقيا.
كأس الأمم الإفريقية .. معاناة فنية وتنظيمية
امتلكت الكاميرون ما يقرب من 8 سنوات لتنظيم كأس الأمم الإفريقية ومع ذلك فقد كانت الجولة الأولى كارثة بكل المقاييس.
البداية كانت مع حادث غريب يوم الأحد الماضي حيث تعرض بعض الصحفيين الجزائرين لحادث سرقة حيث تم تجريدهم من هواتفهم المحمولة وجوازات السفر في مدينة دوالا الكاميرونية.
في مباراة مصر ونيجيريا لحساب المجموعة الثالثة فوجئ الجميع بلاعبي الفريقين يطلبون تغيير الكرة أكثر من مرة لعدم كونها صالحة للعب وتم تغيير الكرة عدة مرات متتالية في مشهد مضحك!
أما في مباراة تونس ومالي لحساب المجموعة الخامسة فقد قرر الحكم جياني سيكازوي إنهاء المباراة قبل الوقت الأصلي بدون سابق إنذار وسط دهشة الجميع!
ولم تنتهي المهزلة التنظيمية عند هذا الحد ففي مباراة موريتانيا وجامبيا لحساب نفس المجموعة تم عزف النشيد الوطني القديم لجمهورية موريتانيا في مشهد محرج!
أما لاعبي منتخب الجزائر فقد غادروا الملعب بعد انتهاء حصتهم التدريبية أمس في سيارات صغيرة متفرقين بسبب غياب حافلة الفريق!
أضف إلى ذلك أرضية الملاعب السيئة حيث لجأت بعض الملاعب لاستخدام اللون الأخضر لتظهر الأرضية موحدة اللون مع عدم جاهزية العشب الأخضر.
وقد عانت كل الفرق تقريبًا من سوء أرضية ملاعبها وألقى البعض اللوم على ذلك فيما يتعلق بسوء المستوى الفني والكروي العام في البطولة.
اقرأ أيضًا: أمم إفريقيا .. الاعتداء على صحفيي الجزائر .. حلقة جديدة في مسلسل إفريقيا الحزين
كأس الأمم الإفريقية .. ماذا بعد؟!
الآن وبعد انتهاء الجولة الأولى من دور المجموعات هناك العديد من التساؤلات..
هل كان لابد من إقامة البطولة في هذا التوقيت بالرغم من عدم الجاهزية؟ أم أن ما حدث كان الأفضل لتحدي سلطة الأندية الأوروبية؟
هل إقامة البطولة بهذا الشكل المُزري سيؤثر على سمعة الكرة الإفريقية عمومًا وسمعة كأس الأمم الإفريقية تحديدًا كبطولة قارية مهمة في المستقبل؟
ويأمل الجميع أن تتحسن الظروف والقدرات التنظيمية في الجولات القادمة لحفظ ما تبقى من سمعة وكرامة الكرة الإفريقية أمام العالم.
وتنطلق منافسات الجولة الثانية اليوم بمباراة الكاميرون المستضيفة في مواجهة إثيوبيا لحساب المجموعة الأولى.
وتتصدر الكاميرون المجموعة برصيد 3 نقاط بعد الفوز على بوركينا فاسو في المباراة الأولى بينما تتذيل إثيوبيا الترتيب دون نقاط عقب الهزيمة أمام الرأس الأخضر.
وتُقام المباراة في الساعة السادسة مساء بتوقيت القاهرة.
