يتحدث الكثيرين عن رواتب كرة القدم بـ إنجلترا كل فترة إنتقالات وصيف، أو ميركاتو شتوى أيضًأ، في ذلك التقرير سننقل لكم تطور رواتب اللاعبين منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى الآن.
كُرة القدم بدأت في إنجلترا بلاعبين هواة، ليسوا محترفين، والأندية التي تلعب البطولات بلاعبين محترفين كانت تُعاقب بالخروج من البطولات.
أبسط مثال على ذلك هو عام 1984، تحديدًا في شهر يناير، لعب بريستون نورث إند مع فريق لندن أبتون بارك في كأس الاتحاد الإنجليزي، بعد المباراة اشتكى أبتون بارك لاتحاد كرة القدم من أن بريستون يُشارك لاعبين محترفين.
قرر الاتحاد الإنجليزي أنذاك استبعاد برستون من أكثر البطولات عراقة في العالم، كأس الاتحاد الإنجليزي لكُرة القدم.
في الـ20 من يوليو عام 1985 قرر الاتحاد الإنجليزي أنهُ من مصلحة الكُرة الإنجليزية تقنين توظيف لاعبي كُرة القدم المحترفين ولكن في ظل شروط معينة.
في موسم 1985-1986 سُجل بلاكبيرن روفرز كنادي محترف، أنفق نادي بلاكبيرد روفرز 615 جنية استيرليني خلال موسم 1885-1886، تم الكشف أيضًا عن أن كبار اللاعبين مثل جيمس فورست وجوزيف لوفتهاوس كانوا يتقاضون 1 جنيه إسترليني في الأسبوع.
في عام 1888 عُلم أن نيك روس كان يتلقى 10 جنيهات إسترلينية بعد شهر من نقله من بريستون نورث إند إلى إيفرتون.
في سبتمبر 1993، اقترح ديربي كاونتي حد أندى وحد أقصى لمرتبات اللاعبين، الحد الأقصى يبلغ 4 جنيهات، وهو ما كان يُهدد اللاعبين الذين يتقاضون أكثر من 4 جنيهات في الأسبوع، وهُم قلة قليلة جدًا أنذاك، في تلك الفترة كان اللاعبين يعملون في أماكن أُخرى بجانب كُرة القدم، الذي يتقاضون مرتب قليل بالأُسبوع.
الفرق في هذا الوقت أيضًا كانت تكافئ اللاعبين عند الفوز بخارج الديار، أو التسجيل، في مكافآت تصل إلى 10 شلن للمباراة/للهدف.
تم الدفع للاعبين 5 جنيهات استيرليني مقابل الفوز تُظهر سجلات الأندية والاتحاد الإنجليزي ذلك أيضًأ، وفرت بعض الاندية الصناعية مثل ويست هام يونايتد بقيادة أرنولد هيلز بعض الوظائف الصناعية العالية المرتب بجانب لعب كُرة القدم.
اتحاد لاعبي كُرة القدم الذي كُون في نهاية القرن التاسع عشر، نجح في اقناع اتحاد كُرة القدم الإنجليزي ورابطة الدوري بعدم فرض حد أقصى للأجور عندما فاز ليفربول بالدوري عام 1900-1901.
ولكن سُرعات ما غُيرت تلك القاعدة، وضع الاتحاد في جمعيتهُ العمومية حد أقصى للأجور وهو أربع جنيهات وكذلك ألغي مكافآت المكسب في المباريات، لتشجيع اللاعبين على اللعب في الأندية لوقت أطوال.
فقرر حينها اللاعبين الإنضمام أندية الدوري الجنوبي، وهو دوري نصف احترافي حاليًا، لماذا أنضموا؟ لا يوجد حد أقصى للأجور، قد يصل المرتب إلى 100 جنية استرليني.
تحدث جون هاردينج في كتابهُ من أجل خير اللعبة قائلًا:”في الواقع، ألغى دوري كرة القدم السوق الحرة حيث كانت أجور اللاعبين وظروفهم معنية، كان هناك طرق الهروب إلى الأندية والبلدان حيث يمكن للاعب ممارسة تجارته بحرية وكسب أجر معقول، بدأت أندية الدوري الجنوبي في اغراء اللاعبين بعقود تصل إلى 100 جنية استرليني”. الدوري الجنوبي
شُكل اتحاد جديد للاعبين، في مانشستر، ولكن ما الغرض؟ رفع سقف الحد الأقصى للأجور “4 جنيهات” في إنجلترا ولكنهم لم ينحجوا في ذلك، عام 1908 أكد الاتحاد الإنجليزي على وجود حد أقصى للأجور “4 جنيهات” ولكنهم قرروا أن يحصل اللاعبين على مكافآت أو أشاروا لذلك.
اتحاد اللاعبين واصل مفاوضاتهُ مع الاتحاد الإنجليزي ولكن عام 1909، في أبريل تحديدًا، لم يتوصل الجانبان لحل، مما أدي إلى حرب شاملة على اتحاد اللاعبين.
أصدر الاتحاد الإنجليزي أمرًا للاعبين بمغادرة الاتحاد، وأن لم يفعلوا ذلك فسيتم إلغاء عقودهم الإحترافية، وحدث ذلك بالغل، تم إيقاف لاعب مانشستر يونايتد و17 لاعب بسندرلاند، الامر انتهى بخروج الجميع من اتحاد اللاعبين، لعب مانشستر يونايتد أول مباراة في سبتمبر 1909 بشرائط ذاع مكتوب عليها “AFPU“.
عقب الحرب العالمية الأولى “1914” حصل لاعبو كرة القدم المحترفون على أجر أسبوعي بحد أقصى 10 جنيهات استرليني، أقٌترح بعد ذلك التخفيض إلى 9 جنيهات وهو ما حدث.
دعى البعض إلى الإضراب داخل اتحاد اللاعبين، ولكن البعض الاخر استقال، في الاخير تم فرض قرار الاتحاد 6 الإنجليزي لكرة القدم وتم التخفيض حتى إلى 8 حنيهات في لعب 37 أُسبوع، و 6 جنيهات عند إغلاق الموسم ككل.
لم يحدث آي تغيير في المرتبات وأُجور اللاعبين حتى عام 1945! على الرغم من مجهودات اللاعبين منذ القرن التاسع عشر.
زاد أجر إغلاق الموسم إلى 7 جنيهات، جاءت المحكمة التحكيم الوطنية وزادت الحد الأقصى إلى 12 جنيهًا كموسم كامل، 10 جنيهات عند إغلاق الموسم.
تمت زيادة الحد الأقصى للأُجور من 14 جنية استرليني شهريًا عام 1951، إلى 20 جنية استرليني عام 1958، تمت الزيادة 6 جنيهات على مدار سبع سنوات.
يقول الاتحاد الإنجليزي أن إجمالي ما يأخذهُ اللاعبين عام 1957 هو 1677 استرليني سنويًا، كان هذا النموذج مُطبق في مانشستر يونايتد على سبيل المثال ويتكون هذا المرتب من العديد من الأُمور سنعرضها لكم تباعًا.
| 744 استرليني كأجور | 72 استرليني مكافأة مباريات الدوري | 45 استرليني كأموال مواهب بالدوري | 60 استرليني مكافأة مشاركات أوروبية | 150 استرليني كمزايا مستحقة مسبقًا |
| 80 استرليني من صندوق الادخار | 56 جنية مكافأة مباريات كأس الاتحاد | 50 استرليني كأموال مواهب بالكأس | 400 استرليني مشاركات دولية | 20 استرليني المشاركة في الدوري |
في عام 1961، تكلل نضال اللاعبين ضد الحد الأقصى للأُجور بإلغاءهُ أخيرًا عقب فوز جيمي هيل كرئيس جديد لأتحاد اللاعبين المحترفين، وأصبح جوني هاينز أُسطورة فولهام، الذي أصبح أول لاعب يلعب بالدوري ويتقاضى 100 جنية أسبوعيًا.
في عام 1962، كسر مانشستر يونايتد حاجز الـ100 ألف في استقدامهُ اللاعب دينيس لو من تورينو، دفع حينها الشياطين الحُمر 110 ألف استرليني.
في عام 1979، كسر نوتنجهام فورست الحدود، وتخطي الجميع ودفع مليون جنية إسترليني، كأعلى صفقة في ذاك الحين بتاريخ مهد كُرة القدم، وضم تريفور فرانسيس من برمنتجهام.
أصبح بيتر شيلتون لاعب نوتنجهام فورست هو الأخر الأفضل أجراً في بريطانيا بعقد جديد بقيمة 1200 جنيه استرليني في الأسبوع.
عقب تلك الـ”صدمة” في الأموال بعشر سنوات تقريبًا، دُفع ثاني مليون في الانتقالات، حيث جلب توتنهام بول جاكسوين من نيوكاسل، بالتأكيد تزامن مع ذلك زيادة في الأجور.
ولكن بعد ذلك بقليل، عام 1994 أصبح كريس ساتون أول لاعب في إنجلترا يتقاضى 10 الآف جنية استرليني عندما وُقع عقدًا لبلاكبيرن قادمًا من نوريتش سيتي.
في عام 1995، شارك حكم بوسمان بزيادة عقود اللاعبين بشكل كبير جدًا في إنجلترا حيث سُمح للاعبين المنتهية عقودهم بدون موافقة فرقهم، وبالتالي زيادة الأُجور مع عروض عديدة من قبل الأندية، وكذلك أيضًا السماح باللاعبين الأوروبين بالانتقال داخل دول الاتحاد الأوروبي واعتبارهم كلاعبين محليين. ماذا غير حكم بوسمان
في عام 1995، انضم دينيس بيركامب إلى أرسنال، والمقابل ماذا؟ 19 ألف جنية استرليني أسبوعيًا، كان الهولندي قادمًا من إنتر ميلان.
عام 1996، فجر نيوكاسل مفاجآة كبرى بـ إنحلترا القدةم بآلان شيرر مقابل 15 مليون استرليني من بلاكبيرن وندرز، كسر نيوكاسل يونايتد مبلغ الـ19 ألف جنية ليُعطي لشيرار 34 ألف جنية استرليني أسبوعيًا.
في الثلاث سنوات القادمة، أستقدم مانشستر يونايتد روي كين ودفع للاعب 50 ألف جنية، ضم أرسنال سول كامبل ليأخذ اللاعب 100 ألف جنية إسبوعيًا.
ضم أيضًا مانشستر يونايتد ريو فيرديناند مقابل 30 مليون استرليني، كأكبر صفقة حينها، قادمًا من ليدز يونايتد.
عام 2006، ضم نادي تشيلسي الإنجليزي الأوكراني أندري شيفتشينكو لاعب نادي ميلان الإيطالي، والمقابل؟ 118 ألف جنية إسبوعيًا.
عام 2010، نادي مانشستر سيتي أعطى كارلوس تيفيز 286 ألف جنية إسبوعيًا، ما يعادل مليون جنية استرليني شهريًا في زيادة كبير جدًا للأُجور بـ إنجلترا.
في صيف عام 2010، وقّع لاعب الوسط الإيفواري يايا توريه عقداً مع نادي مانشستر سيتي، يحصل بموجبه على راتب يصل إلى 200 ألف جنيه استرليني، ويصبح صاحب ثاني أعلى راتب في الكرة الإنجليزية في ذلك التوقيت .
في يناير عام 2011، انضم المهاجم الإسباني فيرناندو توريس إلى نادي تشيلسي قادماً من نادي ليفربول.
وقع توريس على عقداً مع نادي تشيلسي، يحصل بموجبه على 200 ألف جنيه استرليني أسبوعياً، ليصبح صاحب ثاني أعلى راتب للاعب في ذلك الموسم في إنجلترا، بجانب يايا توريه.
أشار تقرير إنجليزي إلى أن الأندية في الدوري الإنجليزي الممتاز، قد أنفقت 67% من دخلها على رواتب اللاعبين والعاملين في الأندية بشكل عام، وهو رقم أعلى من المقياس المتوسط وهو من 50% إلى 60%.
زاد دخل الأندية الإنجليزية من البث التليفزيوني، من 4.26 مليار جنيه استرليني بين عامي 2010 – 2013، إلى 6.7 مليار جنيه استرليني بين عامي 2013 – 2016، مما انعكس على رواتب اللاعبين في المواسم التالية.
في فبراير عام 2014، وقع النجم الإنجليزي واين روني عقدأ جديداً مع نادي مانشستر يونايتد، ليحصل على راتب يقدر ب 300 ألف جنيه استرليني أسبوعياً، ويكون اللاعب الأعلى أجراً في ذلك التوقيت في إنجلترا .
في صيف عام 2016، انضم لاعب الوسط الفرنسي بول بوجيا إلى نادي مانشستر يونايتد.
وقع بوجبا على عقد يحصل بموجبه على 290 ألف جنيه استرليني، ليصبح صاحب ثاني أعلى راتب في الدوري الإنجليزي في موسم 2017.
في يناير من عام 2018، أعلن مانشستر يونايتد عن ضم المهاجم التشيلي أليكسيس سانشيز قادماً من أرسنال.
وحتى يتمكن الفريق من حسم الصفقة، قام بمنح اللاعب راتب يصل إلى 400 ألف جنيه استرليني أسبوعياً، وهو راتب لم يحصل عليه أي لاعب قبل ذلك التوقيت في تاريخ الكرة الإنجليزية.
في نفس العام، عام 2018، قام نادي مانشستر يونايتد بتمديد التعاقد مع حارسه الإسباني ديفيد دي خيا، ليحصل الحارس الدولي على 375 ألف جنيه استرليني أسبوعيا.
بعد رحيل أليكسيس سانشيز عن مانشستر يونايتد، في صيف عام 2019، أصبح دي خيا هو اللاعب الأعلى أجراً في الكرة الإنجليزية حاليًا بـ19 ونصف مليون إسترليني سنويًا.
في عام 2018 أيضًا، قام كيفين دي برويني بتوقيع عقد جديد مع ناديه مانشستر سيتي، ليحصل بموجبه على 350 ألف جنيه استرليني، ويصبح ثاني أعلى راتب للاعب في إنجلترا .
تزداد قيمة الرواتب المدفوعة في الكرة الإنجليزية على مدار السنوات، وستظل في ازدياد مستمر مع زيادة دخل الأندية الإنجليزية، من خلال عقود الرعاية والبث التليفزيوني تحديداً.
المصادر..
اقرأ أيضًا..
