لا شك في أن دجوكوفيتش واحد من أفضل لاعبين التنس على مر التاريخ بكل المقاييس، لكن لماذا معظم محبين التنس ليسوا معجبين بشخصيته؟
الصربي بدأ رحلته في التنس بإحتراف اللعبة منذ سن الرابعة، منذ ذلك الحين فاز نوفاك ب 17 جراند، يأتي في المركز الثالث بعد السويسري روجر فيديرر (20) ورافائيل نادال (19) ووضع نفسه من بين أميز اللاعبين الذين لمست قدمهم ملعب التنس. في الواقع، نوفاك هو المصنف رقم 1 في 2020 وفقاً لرابطة محترفي التنس.
من جهة اخري لا يعجب دجوكوفيتش جماهير فيديرر ونادال، حيث أن دجوكوفيتش في السن ال 32 فقط ويتبقي له لقب لمعادلة نادال و ثلاث القاب لماعدلة روجر فيديرر، ومن الوارد جداً أن يعتزل دجوكوفيتش ومعه لقب الأكثر تحقيقاً للجراند سلام في العالم.
كان عشاق التنس بالفعل قد اختاروا من سيشجعون ما بين الأسطورتين روجر فيدرير ورافاييل نادال بما أن كان المنافسة بينهما على أحر من الجمر، في نفس الوقت الذي كان يولد في أسطورة جديدة في عالم التنس.
في البداية عندما كان نوفاك يلاقي أحد من الكبيرين روجر او نادال كان يدفعهم إلي أقصي حد في المباراة ولكن يخسر في النهاية وينتهي الأمر بتهنئته لأحد منهما، لكن الرأي العام تحول ضد نوفاك عندما بدأ في هزيمتهم وخطف الجراند سلام تلوي الأُخرى منهم، لكن هذا ليس السبب الوحيد الذي يُنفر الجمهور من دجوكوفيتش، هناك مواقف آخري جعلت الصربي مكروهاً أكثر من الجماهير.
في 2016، عندما كان لاعبات التنس مثل: سرينا ويليامز وماريا شارابوفا يطالبون بالمساواة في الرواتب بين الرجل والمرأة في اللعبة، كان هو معارض للأمر قائلاً عندما سُئل من صحيفة الجارديان ” من الواضح أن هذا موقف حساس، لأن الرجال يجذبون مشاهدين أكثر فيجب أن يتقاضوا رواتب أكبر من السيدات”، وجاء الرد من سيرينا ويليامز ” بأن تذاكر نهائي بطولة أمريكا المفتوحة لتنس السيدات قد نفذت قبل نهائي الرجال”، برر نوفاك موقفه بأنه ليس ضد المرأة وأنه متزوج من مرأة وتحدث عن مدي حبه وتقديره لها.
ايضاً في ربع نهائي بطولة فرنسا المفتوحة عام 2016، في مواجهة توماس بيرديتش، عندما غضب من إحدى الكرات وألقي مضربه إلى الخلف دون أن ينظر كاد أن يصيب حكم الخط الذي لولا سرعة رد فعله لكان مصاباً، لاحقاً في نفس السنة في مواجهة دومينيك ثيم في نهائيات الجولة العالمية للتنس، قام بضرب الكورة في فريق التدريب الخاص به الذين كانوا جالسين أمام المشاهدين مباشرةً.
عام 2020 لم يخلو ايضاً من مواقف دجوكوفيتش الغاضبة، خلال بطولة أمريكا المفتوحة، بعد أن كان علي بُعد فوز واحد من معادلة رقم رافاييل نادال في تحقيق الجراند سلام، وقعت حادثة لم يتوقعها أحد من المشاهدين، عندما كان يواجه بابلو كارينو لم يكن يعجبه أداءه خلال الشوط الرابع في المباراة وبعصبية شديده ضرب الكرة بمضربه لتصدم حكَمة الخط في الحَلق وجاء قرار حكم المباراة بإعتبار نوفاك خاسراً وبالتالي إقصاءه من البطولة.
الطريقة التي يُعامل بها نوفاك الحكام وحاملي الكرات دائماً تكون سبباً في غضب الجمهور منه.
في مقابلة أجراها نوفاك بعد إحدي المباريات ضد روجر فيدرير قال ” لو أن معظم المتواجدين في الملعب من الجماهير يشجعونك، هذا يساعدك ويعطيك التحفيز، القوة والطاقة، لكن إن لم يكونوا في صفك يجب عليك أن تجد ذلك بداخلك، وأضاف أنه عندما هتافات الجمهور لفيدرير يتخيلها أنها له ويحاول إقناع نفسه بذلك”.
في تصريح لأسطورة التنس جون ماكنرو عبر شبكة “إي إس بي إن” عندما سُئل عن إحدى حوادث نوفاك ” الضغط بدا بداخله، أعتقد أن الكثير يحدث خارج الملعب، من الواضح أنه أثر عليه وسوف يظل الرجل الشرير إلى نهاية مسيرته سواء يعجبه الأمر ام لا، سوف يكون من المثير أن نرى كيف سيأخذ هذا الأمر”
في النهاية تتفق او تختلف مع أفعال دجوكوفيتش لكن سيظل من أفضل اللاعبين الذين خطت قدمهم ملاعب التنس.
اقرأ أيضًا
حصاد عام 2020.. تأثير كورونا على الكرة الأوروبية وأبرز الأحداث في شهر إبريل