كتب: محمد منصور وإبراهيم جاد ومحمود السماحي
أثيرت بعض الأزمات داخل الاتحادات المحلية الأفريقية بعد نهاية دوري أبطال أفريقيا، تلاعب بالنتائج ورشاوي وإيقاف بعض الحكام، ضغط شديد من بعض الاتحادات المحلية لمصلحة أنديتها على عكس الاتحاد المصري، ومن هنا بدأت فكرة السنين الضوئية لحلقة اليوم الخامسة.
الاتحاد التونسي
الجامعة التونسية لكرة القدم التي يرأسها وديع الجرئ هي التي تدير شئون الكرة في تونس، تأسست عام 1956 وانضمت للاتحادين الدولي والأفريقي عام 1960.
الجامعة التونسية تدير شئون المنتخب التونسي الذي نجح في الفوز بكأس الأمم الأفريقية مرة وحيدة عام 2004، وصعد لكأس العالم خمس مرات.
الاتحاد التونسي هذا العام في بطولة دوري أبطال أفريقيا أعطى درسًا للجميع في كيفية مساندة الدولة للنادي المحلي في المنافسات القارية، فبعد فوز الأهلي في ذهاب النهائي على الترجي التونسي بثلاثية مقابل هدف وحيد تم الدعوة لاجتماع عاجل في الجامعة التونسية لكرة القدم.
الاجتماع الطارئ كان لمناقشة ما حدث في مباراة الأهلي والترجي واتخاذ اللازم من قرارات منها المطالبة بإعادة اللقاء مرة أخرى، وإيقاف أزارو، ورفع الإيقاف عن الثنائي فرانك كوم وشمس الدين الذوادي، واتخاذ اجراءات قوية ضد الحكم الجزائري مهدي عبيد متهمين إياه بتعمد التدخل لمساعدة الأهلي خلال اللقاء.
https://www.youtube.com/watch?v=sBvHoEz6bKk
ليس هذا فحسب بل اتجه وديع الجرئ رئيس الجامعة التونسية لمبنى مجلس الوزراء لمقابلة يوسف الشاهد، رئيس الوزراء التونسي، في حضور رئيس الترجي التونسي لمناقشة ما حدث بالمباراة وتقديم كامل الدعم للفريق التونسي الممثل للبلاد في البطولة الأفريقية العريقة.
وبالفعل، وبعد محاولات كبيرة نجح الاتحاد التونسي في تحقيق بعض المطالب حيث تم إيقاف وليد أزارو من قِبل الكاف، وتم قبول فتح الفيراج، وهو المدرج الخاص بجمهور الترجي، ليكون الحضور 60 ألفًا، ليس هذا فحسب بل اتهم الكاف مدرب الأهلي باتريس كارتيرون بأنه متواطئ مع لاعبه وليد أزارو في واقعة قطع القميص. وطوال الأسبوع كان الاتحاد التونسي هو مصدر جميع القرارات الصادرة من الكاف.
الاتحاد التونسي شارك إعلاميًا في دعم ممثل البلاد حيث شارك أعضائه في مداخلات هاتفية بجميع القنوات التليفزيونية وخاصة القنوات المصري؛ لكي تصل الرسالة في مصر بأن الاتحاد التونسي قوي ويستطيع أن يحمي فريقه، حتى أن رئيس الاتحاد خلال إحدى المداخلات التليفزيونية صرّح بأنه سيشكو الأهلي للكاف والفيفا بسبب بيان مفبرك يتهم الأهلي برشوة الحكم.
ولتونس رجلها في الاتحاد الأفريقي والدولي، وهو طارق بوشماوي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” ورئيس لجنة مسابقات الأندية بالاتحاد، وهو عضو بمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” ممثلًا عن أفريقيا للبلدان الناطقة بالعربية والبرتغالية والإسبانية.
وبذلك يكون الاتحاد التونسي قد أعطى درسًا لكيفية مساندة ممثلها ودعمه على كافة الأصعدة.
الاتحاد الأنجولي
بالانتقال للاتحاد الأنجولي الذي تأسس عام 1979، أعلن انضمامه للاتحاد الأفريقي والاتحاد الدولي لكرة القدم بعد تأسيسه بعام 1980، ويرأسه حاليا دي ألميدا أرتور.
نجح المنتخب الأنجولي في التأهل لكأس العالم في مناسبة واحدة عام 2006 بألمانيا، في حين وصل لكأس أمم أفريقيا سبع مرات، أفضل إنجاز كان الوصول للدور ربع النهائي في بطولتي 2008 و2010.
خرج نادي أول أغسطس الأنجولي من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا بعد خسارته في تونس برباعية مقابل هدفين، في أجواء صعبة وعنف ومشحونة، وأحداث شغب أثناء المباراة لا تسمح بلعبها، بجانب تحيز الحكم سيكازوي الواضح للترجي بالغاء هدف صحيح.
https://www.youtube.com/watch?v=pprtLkmdpso
الاتحاد الأنجولي تدخل في الأزمة بعد نهائي البطولة وضغط بقوة، مما أدى للتحقيق مع الحكم سيكازوي، بدعوى تواجده في مشكلة تلاعب بالنتائج ووجود رشاوي، وأكد خبير تحكيمي بالاتحاد الأفريقي أن العقوبات في حال إثبات التلاعب ستكون رادعة، ولوائح الاتحاد الدولي يوجد بها إعادة المباراة بأرض محايدة مثلما طلب اول أغسطس الأنجولي.
الاتحاد المصري
بالذهاب للاتحاد المصري الذي تأسس عام 1921 وانضم للاتحاد الدولي عام 1923، وبعدها انضم للاتحاد الأفريقي عام 1957، ويرأسه حاليا هاني أبوريدة.
شارك المنتخب المصري في ثلاثة نهائيات لكأس العالم لم يتخطى خلالهم الدور الأول، شارك في 23 نسخة من كأس أمم أفريقيا وتوج بها في سبع مناسبات سابقة أعوام 1957-1959-1986-1998-2006-2008-2010.
خسر النادي الأهلي النهائي الأفريقي بعد كوارث قبل مباراة الإياب في تونس، حيث تم الهجوم على أتوبيس الفريق وإصابة لاعب الفريق هشام محمد وهو سبب كافي لعدم لعب المباراة والاعتراض للاتحاد الأفريقي.
الأهلي حتى الآن لم يفكر في تقديم أي شكوى رغم ضغوطات الترجي، حتى الاتحاد المصري لم يتحرك.
مشكلة أخرى وهي تقديم رئيس نادي الزمالك تظلم للاتحاد الأفريقي بشأن إيقافه لمدة عام وتغريمه 40 ألف دولار، والذي تم رفضه بسبب عدم دفع مصاريف التظلم المقدرة ب3 آلاف دولار، والاتحاد المصري لم يتدخل لحلها على عكس الاتحادين التونسي والأنجولي.
هذه المرة سنين ضوئية هي مشاكل محلية، اتحادات محلية داخل نفس قارتنا الأفريقية الفقيرة كما تُلقب، رغم كون الاتحاد المصري أكثر تقدمًا ولكن هم يعرفون كيفية التعامل لأخذ حقوق أنديتهم، والاتحاد المصري يدافع عن نفسه فقط، فهنا السنين الضوئية تفضيل المصالح الخاصة على المصالح العامة للأندية المصرية، فأين الحقوق التي تم انتهازها؟ وإلى أي مدى قد يصل الاتحاد المصري؟
يمكنك متابعة حلقات سنين ضوئية هنا:
