يسعى المهاجم المصري محمد صلاح هداف الموسم الماضي من الدوري الإنجليزي لحماية حذاءه الذهبي من أطماع المنافسين، ويبدو أنه سيخوض صراعا شرسا مع هاري كين وسيرخيو أجويرو وربما مع زميله ساديو ماني.
“تستطيعان أن تأخذا أي جائزة من خزانتي إلا الحذاء الذهبي، فهي أغلى وأصعب جائزة حصلت عليها” كان ذلك رد محمد صلاح على هشام ماجد وشيكو ممثلي الكوميديا المصريين في حوار مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام.
وأحرز محمد صلاح إثنين وثلاثين هدفا (رقم قياسي) في الموسم الماضي 2017/2018 في أول موسم له مع ليفربول، مع العلم أنه قد سجل خمسة عشر هدفا مع روما في الدوري الإيطالي في الموسم الذي يسبقه 2016/2017.
وأصبح صلاح حديث العالم بعد تلك الطفرة في معدله التهديفي الذي زاد عن الضعف بعد وصوله إلى ليفربول، حتى أنه حل ثانيا بعد ليونيل ميسي بفارق هدفين في ترتيب هدافي الدوريات الأوروبية.
لكن يبدو هذا الموسم أكثر صعوبة على صلاح فهو مطالب بالاستمرارية ليثبت أن تألقه لم يكن مجرد صدفة، وعليه أن يواجه تربص مدافعي الفرق المنافسة به فقد أصبح منع صلاح عن التهديف على رأس أولوياتهم.
الأمر يتوقف أيضا على مدى مساعدة زملاء صلاح في الفريق له، فالانتدابات القوية لليفربول هذا الموسم تزيد من فرص إمداد صلاح بالكرات الحاسمة إلا إذا كان هناك زميل يطمع في لقب الهداف أيضا.
فقد يشكل ساديو ماني نجم السنغال و وصيف صلاح في جائزة أفضل لاعب في أفريقيا تهديدا لأحلام صلاح بالحفاظ على لقبه، فماني لا يقل أهمية في الفريق عن صلاح ويمد صلاح بالكرات الحاسمة كثيرا.
ولكن بعد جولتين من الدوري سجل ماني ثلاثة أهداف حتى الآن بينما سجل صلاح هدفا واحدا، وربما يفضل ماني نفسه على صلاح للتهديف من الهجمات السهلة مثلما سجل في مرمى كريستال بالاس الليلة الماضية.
وعلى جانب آخر يأبى هاري كين أن يفرط في لقبه المفضل مرة أخرى بعد أن اقتنصه صلاح الموسم السابق، فقد تربع كين على عرش الهدافين لموسمين متتاليين 2015/2016 و2016/2017 برصيد 25 و29 هدفا على الترتيب.
إلا أن كين لم يقف ساكنا بعد خسارته لقب هداف الدوري واقتنص لقب هداف مونديال روسيا بستة أهداف نصفهم من ضربات جزاء.
لذلك فإن كين مُطالب الآن بأن يثبت أنه ليس ذلك المهاجم المحظوظ الذي يسجل الكرات السهلة فقط، ومُطالب أيضا بتخطي المعدل التهديفي للمواسم الماضية فهو لم يكسر حاجز الثلاثين هدفا حتى الآن.
وحتى الآن لم يسجل كين إلا هدفا واحدا مثل صلاح، ويبدو أن الأرجنتيني سيرخيو أجويرو يعود تدريجيا من بعيد ليستعيد لقب الهداف الغائب عن خزانته.
فقد سجل أجويرو حتى الآن ثلاثة أهداف في ظل غزارة تهديفية واجتياح هجومي لمانشستر سيتي، ويعتبر أجويرو محظوظا بوجوده ضمن فريق يمتلك المرونة التكتيكية ولاعبين مؤثرين يجيدون صناعة الأهداف بشكل غير مسبوق.
ويبقى السؤال حول قدرة أجويرو على مجاراة صلاح و كين بمعدله التهديفي القليل نسبيا مع تقدمه في السن، وكان أعلى رصيد لأجويرو في موسم 2014/2015 عندما حصل على لقب الهداف في عمر الستة والعشرين.
كما أن بيب جوارديولا مدرب السيتي معروف بحبه للمداورة في إشراك اللاعبين حماية لهم من الإصابات، وقد لا يكون من أولوياته دعم أجويرو في صراعه على الحذاء الذهبي.
وبما أننا لا نزال في بدايات الموسم، قد يكون من المبكر الحكم على الشكل النهائي لصراع الهدافين، فقد تحدث المفاجأة وتنجب لنا المسابقة وجها جديدا.
فها هو مهاجم إيفرتون البرازيلي ريتشارلسون دي أندرادي يتساوى مع أجويرو وماني بثلاثة أهداف حتى الآن، وربما يظهر في الصورة أيضا لاعبون مثل روميلو لوكاكو وأليكسيز سانشيز وجيمي فاردي.
فدعونا ننتظر ونترقب ما تخبئه لنا جولات البريميير ليج القادمة من مفاجآت، فلازال أمامنا الكثير.