كتب: محمد هشام
رحل كريستيانو عن ريال مدريد، وذهب إلى اليوفي في صفقة قُدرت ب105 مليون يورو، لتنتهي رحلته مع النادي الملكي، والتي استمرت لتسعة أعوام، حقق خلالهم كريستيانو جميع الألقاب الممكنة سواء كانت فردية أو جماعية.
سؤالي سيكون لجماهير الدوري الإيطالي بالتحديد، هل تتذكروا عندما لعب الريال ضد الميلان؟ هل تتذكروا ما الذي قاله الجماهير عن رونالدو؟ بالطبع لا، وهذا تناسي وليس نسيان، وهنا لا ألوم هذه الفئة من الجماهير التي ستنكر ما قالته عن البرتغالي، فهذه طبيعة النفس البشرية.
قبل مجئ رونالدو لليوفي، كانت بعض الجماهير الإيطالية تتحدث عن رونالدو بطريقة سيئة للغاية، فالبعض كان يصور كريستيانو بالمرأة، والأخر يقول أنه لن يستطيع اللعب في الكالتشيو مثلما يلعب في الدوريات الأخرى. لكن الآن، وبعد انتقاله للسيدة العجوز، أصبح الدون حالياً أفضل لاعب في العالم، فالبرتغالي – على حد قولهم – سيصنع المجد مع اليوفي مثلما فعل مع ريال مدريد ومانشستر يونايتد، على عكس ما قالته هذه الفئة تماماً عندما كان رونالدو في إسبانيا !.
هذا الأمر يقودنا إلى أن الإنسان يناقض نفسه دائماً، فكريستيانو الذي كان يتشبه بالمرأة أصبح الآن رمزاً للجرينتا الإيطالية، لذلك علينا بالتعقل دائماً قبل الحكم على الأشخاص، لأننا سنظهر في أخر الأمر متناقضين.
بالإضافة إلى كريستيانو، نجد مثالاُ أخر على تناقض وتناسي الجماهير، نيمار والذي رحل عن برشلونة في الموسم الماضي في صفقة قدرت ب222 مليون يورو، أصبح الآن مثالاً سيئاً للجميع بالنسبة لبعض الجماهير من البلوجرانا، وأصبح إسلوب لعبه سخيفاً وغير مُجدي، المشكلة تكمن في أن هؤلاء الأشخاص تناسوا مدى دفاعهم عن نيمار وعن إسلوب لعبه الذي كان ممتعاً بالنسبة لهم. نعم البرازيلي رحل بطريقة سيئة للغاية عن النادي الكتالوني، لكن انتقاده لا يجب أن يكون بهذا الشكل، فذمه يجب أن يكون بسبب رحيله عن برشلونة بطريقة مهينة للجماهير. وهنا أتذكر هذه المقولة، آفة حارتنا النسيان، في حضرة أمير الرواية العربية، نجيب محفوظ.