في البداية اريد أن أؤكد أن حسام البدري المدير الفني الحالي للنادي الأهلي؛ هو أحد أبرز المدير الفنيين في تاريخ القلعة الحمراء حيث استطاع أن يرسخ اسمه بحروف من نور كواحد من أفضل المدربين المصريين في الفترة الأخيرة؛ وهي كلمة حق له سواء كنت مؤيد او معارض.
حسام البدري في رأيي الشخصي أرى أنه المدرب المصري الوحيد القادر على التواجد على رأس القيادة الفنية للنادي الأهلي؛ على المستوى الخططي والفني داخل الملعب اعتقد أنه ناجح طوال مشواره في الوصول إلى مايريد؛ ولكن من الناحية النفسية والشخصية فهنا تكمن اكبر سلبيات المدير الفني منذ بداية مشواره كمدير فني وحتى الآن؛ وهذا ما تؤكده الأحداث تلو الأخرى سواء مع اللاعبين أو الجمهور وهناك شواهد على ذلك سوف استعرضها لكم.
البدري تولي منصب المدير الفني للأهلي في ثلاث فترات الاولي كانت موسم ٢٠٠٩/٢٠١٠ والثانية في موسم ٢٠١٢/٢٠١٣ والثالثة كانت في موسم ٢٠١٦/٢٠١٧ ومستمرة حتى الان؛ ومنذ الفترة الأولى وبدأت ازماته مع اللاعبين الكبار مثل الانجولي جيلبرتو الذي ظل أسيرا لدكة الاحتياط لموسم كامل وتم الاستغناء عنه؛ وذلك رغم أنه أحد العناصر الأساسية والهامة في الفريق؛ ومن بعدها توالت الازمات مع احمد حسن ومحمد شوقي وأحمد بلال وتطورت الازمات في هذا الوقت إلى حد المشاجرات؛ وقد خرج كثير من اللاعبين ليؤكدوا سوء معاملة البدري وشخصيته العنيفة مع لاعبي الفريق؛ في الولاية الثانية له كانت أقل توترا حيث نضج أكثر ولكن كانت له ضحايا أيضًا ومنهم محمد بركات الذي كان رفيقا لمقاعد البدلاء وانتهى به المشوار إلى الاعتزال في نهاية الامر؛ فترته الثالثة والمستمرة حتى الآن كانت هناك خلافات شديدة مع حسام غالي وعماد متعب؛ فخرج الأول منذ بداية الموسم معارا الى النصر السعودي؛ وخرج متعب في الانتقالات الشتوية الحالية إلى صفوف التعاون السعودي وذلك بعد أن ظهر عدم التفاهم بينه وبين البدري.
حسام البدري أعتقد أن شخصيته القوية وأسلوبه السئ في بعض الأحيان ومحاولة فرض شخصيته وسيطرته على للفريق؛ تسبب له الكثير من المشاكل مع لاعبي الفريق وخصوصاً الكبار منهم؛ فمثلاً ما حدث مع احمد بلال ومحاولة تطفيشه من الفريق وعدم ضمه لقائمة المباريات؛ واعطاء الوعود لعماد متعب بالمشاركة وعدم تنفيذها على الرغم أن اللاعب شارك مع كل المدربين الذين سبقوا البدري واحرز العديد والعديد من الأهداف الهامة والمؤثرة؛وخروج البعض من قائمة الفريق دون وجود أسباب مقنعة تجعلهم يحسنون من مستواهم في التدريبات فزاد هذا الأمر من الازمات طوال فترات تواجده لقيادة القلعة الحمراء؛ وخرج الكثير من هؤلاء اللاعبين ليؤكدوا أنه كان يجلس معهم ويؤكد لهم أنهم لاعبين كبار ولهم دورهم في الفريق ولكن على أرض الواقع كان لم يحدث شئ جديد؛ المدير الفني القدير تعلم الكثير من الأشياء الإيجابية من المدرب الاسطوري مانويل جوزيه ولكنه لم يتعلم كيفية التعامل من حيث الجانب النفسي والمعنوي مع اللاعبين بوجه عام والكبار بوجه خاص؛ والذي كان البرتغالي بارع بها فكان يخرج منهم افضل ما لديهم ويستفاد منهم بشكل كبير جدا.
علاقة حسام البدري المدير الفني للفريق في توتر دائم؛ منذ أول فترة له في قيادة الفريق وحتى الآن ويرجع هذا الخلاف والتوتر لأسباب عدة؛ ففي الفترة الأولى البدري مع الأهلي كان يسعى لعودة الحارس الهارب عصام الحضري للفريق مما أثار حفيظة الجمهور بالإضافة إلى سوء نتائج الفريق والخسارة من الإسماعيلي بنتيجة ٣/١ وقامت الجماهير حينها بالسباب له ومطالبته بالرحيل؛ وحتى الآن عشاق القلعة الحمراء لا ينسوا رحيل البدري وهروبه عام ٢٠١٣ لتدريب أهلي طرابلس الليبي الى جانب خروجه في الفضائيات ومهاجمته لمجلس إدارة الأهلي بقيادة الكابتن حسن حمدي؛ وعلى الرغم من نجاح البدري رقميا واحصائيا وحصوله على بطولتين دوري وبطولة واحدة لدوري أبطال أفريقيا والسوبر الافريقي وكأس مصر وبطولتين للسوبر المصري إلا أن قطاع كبير من الجمهور لا يميل اليه؛ حيث أنه لا يمتلك القدرة على كسب حب الجماهير من تصريحاته ولقاءاته التليفزيونية مثلما كان يفعل الساحر جوزيه؛ أثرت أيضاً الخلافات بين المدير الفني واللاعبين الكبار على الجمهور والذي وقف بجانب جيلبرتو وأحمد حسن ومحمد شوقي وبركات وعماد متعب.
في رأيي أن حسام البدري مدرب غير محظوظ على الإطلاق تخونه قناعاته في بعض الأحيان؛ ويؤدي إصراره المستمر عليها إلى انقسام الجماهير عليه وخلق حالة من الجدال داخل القلعة الحمراء؛ غياب الجماهير عن المدرجات وتواجد جمهور السوشيال ميديا والهجوم على المدرب رغم الفوز وتحقيق المطلوب لمجرد عدم مشاركة لاعب يحبه هذا أو ذاك؛ وانقسام الجمهور بين مدافع عنه ومهاجما له في نهاية الأمر أؤكد أن كلاهما يبحث عن مصلحة الأهلي لا غير؛ أرى أنه في الولاية الأخيرة والمستمرة حتى الآن للبدري مع الفريق اكثر هدوءا ويسعى لتحسين علاقته؛ وتحقيقه للثلاثية المحلية للمرة الثالثة في تاريخ النادي والفوز في نهائيين بطولتي الكأس والسوبر على المصري البورسعيدي كانت لتنهي كافة الخلافات في حالة تواجدت الجماهير في المدرجات.
على الرغم من أنني لست من صفوف محبي البدري ولكني اوافق تماماً على توليه القيادة الفنية للفريق في حالة الاعتماد على المدربين المصريين فهو الأفضل والأحق؛ وطبيعي أن لا يجتمع الملايين من عشاق النادي الأهلي عليه ولكن ما يميز الجمهور رغم الإنقسام بين مؤيد ومعارض الا أن هدفهم في النهاية فوز الفريق وتحقيق البطولات والإنجازات.