في مثل هذا اليوم من 41 عام، شهدت العاصمة القديمة للبرازيل ريو دي جانيرو الصرخات الأولى لأسطورة كرة القدم رونالدو نازاريو دي ليما، ولسوء حظه لم تكن صرخة ميلاده الوحيدة في مسيرته، فقد شهدت مسيرته العديد من الالآم لإصابته المتكررة، ويصحبكم كايرو ستيديوم في رحلة عبر مسيرة الأسطورة البرازيلية ويتوقف القطار في محطات عديدة، ولكن التوقف مجرد لحظات وإن طالت المدة، ولكن القطار يعود للسير من جديد للتوقف في محطة أخرى.
البرازيلي لا يعرف الفارق بين الواقع والحلم
تقول والدة رونالدو عنه أنه كان من شدة حبه لكرة القدم كان يحلم بها، وتذكر أنها سمعته يتحدث أثناء نومه ويقول “مرر لي الكرة، دعني أسجل الهدف”، ولم يكن الكلام فقط هو ما يفعله البرازيلي أثناء نومه، فتقول والدته أنه كان يسدد الكرة حتي في نومه.
بداية صعبة للنجم البرازيلي
حياة رونالدو في البداية لم تكن رغيدة، فاللاعب وجد نفسه في أسرة فقيرة، وأب سكير، وطلاق مبكر لوالديه في الحادية عشر من عمره، وأخ يهزأ بشكله ويطلق عليه “مونيكا” بسبب أسنانه، واقتران اللقب باللاعب بين أصحابه، وعلاوة علي ذلك عدم إيمان والدته بكرة القدم فهي ترى أنها مجرد مضيعة للوقت ولا تؤمن بما قد يصبح عليه رونالدو إذا مارس الكرة بإنتظام، وهو من حسن حظ الجميع أن والده كان يؤمن به ويصطحبه إلي ملاعب كرة القدم ليري السحر الذي يقدمه لاعبو البرازيل، وهو السحر الذي سينثره رونالدو في العالم أجمع.
الكرة البرازيلية علي موعد مع توهج رونالدو
في عمر التسع سنوات ذهب رونالدو مع والده إلي ملعب الماركانا لمشاهدة مباراة فلامنجو وفاسكو دي جاما، ومن هنا بدأ رونالدو يتطلع للعب لصفوف فلامنجو البرازيلي مثل الأسطورة البرازيلية زيكو.
وبدأ ركل كرة القدم مع نادي “دي راموس” في فئات الصغار، وقدم مستوى مذهل جعل نادي “ساو كريستوفو” يضمه وفي أول مباراة مع فريقه الجديد في عمر ال13 سجل ثلاثة أهداف وترك المدرسة ليتفرغ لإحتراف كرة القدم.
وأتت محطة ساو كريستوفو ثمارها بعد انضمام اللاعب لصفوف المنتخب البرازيلي تحت 17عام في بطولة أمريكا الجنوبية المقامة في كولومبيا عام 1993، واستغل رونالدو الفرصة أفضل استغلال بإحرازه ثمانية أهداف جعلته ينتقل إلي نادي كروزيريو الذي كان له الفضل الأكبر في مسيرة المهاجم الأفضل.
علي خطى بيليه
تماماً مثل الأسطورة البرازيلية بيليه، تمكن رونالدو من العودة من مونديال 94 بكأس العالم وهو في عامه السابع عشر، وفي صيف 1994 غادر رونالدو البرازيل متجهاً للعب في أوروبا ومحطته الأولى كانت ايندهوفن.
سماء أوروبا تشهد سطوع نجم رونالدو
قضى البرازيلي رفقة الفريق الهولندي موسمان تمكن من تسجيل 54 هدف في 57 مباراة خاضها مع النادي الهولندي، وارتفعت الأصوات تنادي بضرورة تجنيس رونالدو لإرتداه ألوان الطواحين الهولندية.
وكان ابن ال18 عام محظوظ للعب تحت قيادة العبقري “السير بوبي روبسون” في ولايته في ايندهوفن، وحتى بعد ذهاب روبسون لبرشلونة أصر علي التعاقد مع رونالدو، والذي برهن في كتالونيا أنه يستحق كل هذا وأكثر بعدما أحرز 47هدف في 49مباراة، وتوج بالسوبر الأسباني وكأس أسبانيا وكأس الكؤوس الأوروبية.
ولم يستمر في أسبانيا سوى موسم واحد قبل أن ينتقل لصفوف أنتر ناسيونالي عام 1997، وفي جنة كرة القدم أستمر توهجه رغم كثرة الإصابات وأحرز 59هدف من النيراتزوري وتوج معهم بكأس الإتحاد الأوروبي.
وبعد مونديال 2002 أنتقل الظاهرة إلي صفوف ريال مدريد ليشكل رفقة زيدان وبيكهام وفيجو “جلاكتكوس أوروبا”، وخلال خمس مواسم بقميص الملكي تمكن من تسجيل 107 هدف والتتويج بالسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وبطولتي دوري أسباني ومرة وحيدة للسوبر.
ورحل عن صفوف ريال مدريد في شتاء 2007 بعد خلافات مع المدرب الإيطالي كابيلو، ويتجه لغريم الأنتر التقليدي، وقضى مع ميلان موسم واحد وتوج بالسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وكأس الكؤوس الأوروبية، ليعود مرة أخرى للبرازيل حيث بدأت حكايته من بوابة كورنثيانز بعد إصابات متكررة ونحس لازمه طوال مسيرته، وفي 14 فبراير 2011 أعلن إعتزاله اللعب لمسيرة دامت أكثر من 18 موسم.
وفي عام 1996 حصد رونالدو لقب الأفضل في العالم من الفيفا وسجل بذلك رقم قياسي حيث كان اللاعب الأصغر الذي يحقق اللقب (20 عام) وحصل عليها في 1998 و2002، كما توج بالكرة الذهبية في 1997 و2002
انهزامات متكررة في حياة الظاهرة
صعاب كثيرة واجهت الظاهرة في حياته بداية من طلاق والديه والإنفصال عن زوجته ومواقف محرجة عانى منها البرازيلي، ولكنه كان مثال يحتذى به في الصبر والتغلب علي الصعاب.
في الأسبوع العاشر من الدوري الإيطالي موسم 99/2000 أصيب البرازيلي بقطع في الرباط الصليبي، ولكنه عاد في نهاية الموسم في مباراة الكأس أمام لاتسيو بديلاً ولسوء حظه أصيب هذه المرة بقطع في أوتار الركبة وغاب فترة طويلة جعلت الجميع يظنون أن مسيرته قد انتهت في عمر ال23.
وبعد رجوعه إلي ايطاليا من بوابة ميلان أصيب بقطع في أوتار الركبة اليسرى في مباراة الفريق أمام ليفورنو والتي أنهت مسيرته في أوروبا.
محطات مهمة مع راقصي السامبا
توج بكأس العالم رفقة المنتخب البرازيلي في 1994 وكررها مرة أخرى في كوريا واليابان أمام اوليفر كان عام 2002، ولكن القطار في المعسكر البرازيلي توقف في محطات مزعجة.
ففي مونديال 1998 كان عشاق البرازيل يعولون علي رونالدو كثيراً للتتويج بكأس العالم، ولكن قبل المباراة بيوم مرض رونالدو ونقل للمستشفي بسبب تشنج حاد، وصرح بعد الخسارة “لقد خسرت النهائي، لكن لم أخسر حياتي”.
وفي بطولة كوبا أمريكا 1999 كان رونالدو يرتدي “الحفاظات” بسبب الأدوية التي كان يتعاطها لحل مشكلة السمنة، ولكن ذلك لم يوقفه عن ابهار الجميع وتوج بلقب هداف البطولة رفقة مواطنه ريفالدو.
قبل مونديال 2006 هاجم الجميع رونالدو بسبب وزنه الزائد، ولكن رونالدو أخرس الأفواه بأنه مازال قادراً علي العطاء وأن وزنه لن يكون عائقاً أمامه لمساعدة منتخب بلاده، وقدم أداء متواضع أمام كرواتيا وأستراليا، وعاد بريق الذهب أمام اليابان وأحرز رونالدو هدفين ثم أحرز هدفه الخامس عشر في كأس العالم أمام غانا في دور ال16.
وتوج رونالدو مع البرازيلي بكأس العالم في مناسبتين ومثلهم في كوبا أمريكا (97-99) ، وكأس العالم للقارات 1997.