مصارعة الثيران..عندما يتحول القتل إلى رياضة تاريخية

مصارعة الثيران..عندما يتحول القتل إلى رياضة تاريخية

Array
- Advertisement -
- Advertisement -

تعد رياضة مصارعة الثيران أحد الرياضات ذات الجذور الأسبانية التي يواجه فيها الإنسان حيواناً في حلبة وسط حضور جماهيري في تقليد معتاد بغرض المتعة والتسلية واستعراض الرشاقة والمهارة وفن المراوغة والخداع.

نبذة تاريخية عن مصارعة الثيران

مصارعة الثيران بالأسبانية تعني “تاوروماكيا” يعود للغة اليونانية القديمة وينقسم لجزئين: “تاورو” بمعنى ثور، و”ماكوماي” بمعنى مصارعة.

بدايات مصارعة الثيران قد تعود للعصر البرونزي (من 3000 سنة قبل الميلاد حتى 1200 ق.م) في دول قارة آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية.

فيما يرجح الكثير عودة مصارعة الثيران للأمبراطورية الرومانية والظهور في أسبانيا بالتحديد على يد الإمبراطور كلوديوس.

الصورة الحالية لمصارعة الثيران ظهرت في القرن الثاني عشر الميلادي وانتشرت لدول قارتي أوروبا والأمريكتين بشكل واسع.

وفي أسبانيا حالياً هناك جدل واسع حول اعتبار ماهية مصارعة الثيران، ما بين كونها رياضة أم تراثاً أم فن حسب تعريف قاموس الأكاديمية الملكية للغة الأسبانية لمعنى كلمة (مصارعة الثيران).

تقاليد مصارعة الثيران

تسبق مواجهات المصارعة تقليد تاريخي بإطلاق الثيران من حظائرها حتى حلبة المصارعة في الشوارع والأزقة ليركض الجماهير أمامهم حتى الوصول للحلبة بالرغم من خطورة ذلك التقليد الذي قد يؤدي إلى إصابات خطيرة نتيجة التدافع والزحام أو ارتطام الثيران بالجمهور.

المشاركة في تقليد الركض أمام الثيران قبل المباريات يعتبر دليل على الشجاعة والجرأة وإظهار روح المغامرة وعشق للمتعة والإثارة فتلك الرياضة.

الماتادور (مُصارِع الثيران)

يتم تدريب المصارع منذ صغره على ممارسة رياضة مصارعة الثيران التي تعتمد على عدة مواصفات بدنية وذهنية تشمل القوة واللياقة والسرعة والذكاء والخداع وسرعة البديهة.

المصارع يرتدي بدلة أنيقة باهظة الثمن قد تصل لآلاف الدولارات.

مباريات مصارعة الثيران

مباريات مصارعة الثيران تبدأ باستعراض المصارعين ودعم من مساعدين المصارعين الذين يقومون بإبعاد انتباه الثيران عن المصارع.

تنتهي المباراة بمقتل الثور، ثم تدخل أربعة بغال لجره للخارج ثم يتم تقطيع لحمه وبيعها للعامة بعد ذلك.

 

 

الدول الممارسة لمصارعة الثيران

تمارس رياضة مصارعة الثيران العديد من الدول:

– أسبانيا التي تحتوي على أكثر من 400 حلبة، ويتم قتل 300 ألف ثوراً سنوياً.

أشهر مهرجانات مصارعة الثيران الأسبانية:

1)مهرجان بمبلونا لمصارعة الثيران

-مهرجان سنوي لمصارعة الثيران يقام في مدينة (بمبلونا) عاصمة منطقة نافارا في شمال أسبانيا يقام لمدة ثمانية أيام متتالية، وتجري الثيران للحلبة خلف الجماهير لمدة دقيقتين.

-يعود تاريخه لأكثر من أربعة قرون، واكتسب شهرة عالمية بعد ذكر الكاتب الأمريكي أرنست هيمنجواي في أحد أعماله الأدبية مطلع القرن الماضي.

-خلال شهر يوليو سنوياً لمدة أسبوع في الأيام الأخيرة لمهرجان بمبلونا يتم إطلاق ستة ثيران من فصيلة ميورا القوية في مسار طوله حوالي الكيلو متر عبر الشوارع القديمة لمدينة بمبلونا حتى حلبة المصارعة.

2)مهرجان سان إيسيدرو

يقام مهرجان سان إيسيدرو في العاصمة الأسبانية مدريد والتي تشهد اكتمال العدد في الحلبة يومياً لمدة شهر كامل وهو الدليل على مدى الشعبية الطاغية لتلك الرياضة في أسبانيا.

-البرتغال وأكثر من دولة في أمريكا الجنوبية (بيرو – كولومبيا – فنزويلا – الإكوادور).

-المكسيك التي يوجد بها أكبر حلبة مصارعة ثيران في العالم في مدينة مكسيكو سيتي وتسمى (لا مونيو مينتال) وتسع 55 ألف شخص.

-ولاية كاليفورنيا والجنوب الفرنسي.

أنواع رياضة مصارعة الثيران

ثلاثة أنواع رئيسية في مصارعة الثيران طبقاً للدولة التي يتم ممارسة تلك الرياضة فيها:

1)الأسبانية: يبدأ موسم مصارعة الثيران من مارس حتى أكتوبر ويكون للماتادور ستة مساعدين.

2)البرتغالية: لايتم قتل الثور في الحلبة، وفي حالة نجاته تتم معالجته واستخدامه في عمليات التكاثر.

3)الفرنسية: تمارس في مواسم معينة في الجنوب الفرنسي نتيجة التقارب الجغرافي والثقافي بين البلدين.

 

-تأثير مصارعة الثيران في الفنون

أشهر الرسامين والأدباء والشعراء تأثروا برياضة مصارعة الثيران وقاموا بتخليدها في لوحاتهم الفنية وأعمالهم الأدبية من روايات وقصص وأشعار تعكس البطولة والشجاعة في الشخصية الأسبانية.

 

فوائد مصارعة الثيران الاقتصادية

يعتبر من أهم النشاطات في أسبانيا الذي يعتبر المحرك الأساسي لعدة صناعات مثل شركات تصميم ملابس المصارعين والمشاركين بالاستعراضات التي تصل سنوياً 1250 عرض احترافي و15 ألف احتفال شعبي، كما تعتبر نافذة هامة للإعلانات من خلال البث التليفزيوني الواسع النطاق عالمياً، ووسيلة ترفيهية جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية من كل أنحاء العالم حيث تصل نسبة بيع التذاكر السنوية ل25 مليون تذكرة للاستمتاع بعروض مصارعة الثيران.

خطورة مصارعة الثيران

مصارعة الثيران رياضة خطيرة حيث لايجد الماتادور (المصارع) حماية لجسمه من هجمات الثور الهائج وقرونه التي تعد أهم أسلحته في نطح المصارع ما قد يؤدي لإصابته أو في أسوأ الأحوال وفاته.

علاقة جمعيات حقوق الحيوان بمصارعة الثيران

تندد جمعيات حقوق الحيوان برياضة مصارعة الثيران معللة ذلك بسبب سوء معاملة الثيران وتعذيبها حتى الموت بغرض إمتاع الجمهور فقط.

وتطالب تلك الجمعيات بوقف فعاليات رياضة مصارعة الثيران وترفض تمويلها الرسمي من الجهات المسئولة في الدولة وتكافح لإثبات أن شعبية تلك الرياضة تتناقص وسط رفض مجتمعي نتيجة زيادة الوعي بحقوق الحيوان في الأجيال الحديثة.

مصارعة الثيران في الوطن العربي

اختلفت الآراء حول مصارعة الثيران في الوطن العربي نتيجة حث الدين الإسلامي على الرفق بالحيوان ولما في تلك الرياضة من إساءة معاملة للثيران وتعذيبها حتى القتل إلا أنها تظهر بشكل مختلف في عدة مناطق:

1-مدينة وهران في الجزائر، ويوجد بها حلبة لمصارعة الثيران كانت مشهورة أثناء فترات الاحتلال الفرنسي لبلد المليون شهيد.

2-مدينة طنجة في المغرب، ويوجد بها حلبة لمصارعة الثيران أيضاً تم إيقافها من ملك المغرب الحسن الثاني منذ حوالي النصف قرن بعد رحيل الحماية الدولية عن بلاد الأطلسي.

3-ولاتي صحار وبركاء في سلطنة عمان التي يوجد بها نوع مختلف من المصارعة بين الثيران وبعضها، يفوز فيها الثور الباقي في الحلبة وينهزم فيها الآخر الذي يهرب من الحلبة أو يتوقف عن المصارعة التي تقام مساء كل جمعة وسط اهتمام كبير من العمانيين خصوصاً في ولاية صحار.

4-ولاية الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة.

تعليقات الفيس بوك

الكاتب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار