أنهي فريق برشلونة الموسم الكروي وصيفاً للدوري الإسباني بعد منافسة شرسة مع غريمه ريال مدريد، قبل أن يحسم الأخير اللقب في الجولة الأخيرة من الليجا بفوز علي مالاجا بهدفين نظيفين
ونجح ريال مدريد في حصد لقب الدوري عن جدارة واستحقاق، حيث ظهر الميرينجي بمستوي مميز علي مدار الموسم وقضي معظم فترات الموسم متصدراً لجدول الترتيب، بعد أن نجح في استغلال تعثرات منافسه برشلونة، علي عكس البلوجرانا الذي أضاع نقاطاً سهلة أمام فرق في النصف الثاني من جدول الترتيب.
لماذا ظهر برشلونة بهذا الشكل؟
إذاً علينا تحديد الأسباب التي أدت لظهور البارسا بشكل هزيل في معظم المباريات والتي أعتقد أنها واضحة للجميع، بالطبع لويس انريكي -في رأيي- يتحمل النسبة الأكبر في ظهور الفريق بهذا الشكل، حيث خسر الفريق الكثير من النقاط بسبب دخول برشلونة المباريات بتشكيل خاطئ من إنريكي، فبدا معروفاً للجميع أن المدرب الإسباني يدخل المباراة بتشكيل خاطئ ويقوم باجراء تبديلات تصحح أوضاع الفريق، إلا أن المدرب الاسباني كسر القاعدة وأصبح يدخل المباراة بتشكيل يكلفه الكثير إضافة إلي إجراء تبديلات خاطئة تجعل الفريق يظهر أسوأ مما كان عليه
أحد السلبيات التي يتحملها إنريكي أيضا رفقة المدير الرياضي روبيرت فيرنانديز، هي الانتدابات السيئة التي قام بها الفريق قبل بداية الموسم، بعيداً عن عدم تجديد الادارة عقد الظهير الأيمن الأساسي للفريق داني ألفيش وتركه يرحل بكل سهولة لفريق يوفنتوس الإيطالي، وفشل الفريق في استقدام لاعب بقيمة البرازيلي -وهو شئ مشكوك في وجوده- ليعتمد المدرب الإسباني علي سيرجي روبيرتو وأحيانا اليكس فيدال قبل أن يُصاب الأخير ويبتعد عن الملاعب حتي وقتنا هذا،كما اعتمد أحياناً علي خطة 3/4/3 لحل مُعضلة الظهيرين والأخطاء الدفاعية، وهو الأمر الذي لم يثبت نجاحه في بعض الأحيان
استقدم الفريق كل من لوكاس دينيه الذي لم يقنع في المباريات التي شارك بها والذي يراه الكثيرون أنه ليس اللاعب الذي يرتدي قميص بحجم فريق برشلونة، كما عاني برشلونة كثيراً من عدم إيجاد بديل جيد للمخضرم تشافي هيرنانديز للموسم الثاني علي التوالي، كما هو الحال أيضاً في حالة تذبذب مستوي نجم الوسط اندريس انييستا، وقرر إنريكي ضم الثنائي أندريه جوميز ودينيس سواريز من فالنسيا وفياريال علي الترتيب، فالأول فشل في إقناع جماهير برشلونة بمستواه رغم إصرار إنريكي علي إشراكه في الكثير من الأوقات، والثاني لم ينجح في التأقلم وسط أجواء الفريق رغم أنه لم يحظي بالثقة الكاملة والأوقات الكافية كزميله البرتغالي
كما ضم الفريق المهاجم الاسباني باكو الكاسير صاحب ال23 عاماً قادماً من فالنسيا، ورغم تقديمه لمستويات جيدة مع الخفافيش في الموسم الماضي بمساهمته في 19 هدفاً خلال 34 مباراة بتسجيله 13 هدف وصناعة 6 أهداف، إلا أنه لم يقنع الجميع بأنه البديل الجيد لمهاجم كالأوروجوياني لويس سواريز
يبقي الاستثناء الوحيد من قائمة الإنتقالات الهزيلة لفريق بحجم برشلونة هو المدافع الفرنسي صامويل أومتيتي، اللاعب القادم من صفوف ليون الفرنسي شارك مع البلوجرانا في 25 مباراة في الليجا وقدم أداءا مميزاً بعد تأقلمه مع الفريق بالنسبة للاعب يشارك في موسمه الأول في أجواء مختلفة، وهو ماجعله ينال كلمات المديح من جماهير البلوجرانا.
نقاط في المتناول وتعثرات مفاجئة
أحيانا تُعقد أمورك بنفسك، الأمر ينطبق علي برشلونة هذا الموسم، فالبلوجرانا وضع نفسه في مأزق حين سقط الفريق هذا الموسم في مباريات كانت جميعها في المتناول، فبعد بداية مميزة بفوزين متتاليين علي كل من ريال بيتيس واتلتيك بيلباو، سقط الفريق علي ملعبه ضد ديبورتيفو الافيس الصاعد حديثاً للدوري بهدفين مقابل هدف، بفضل أخطاء من لويس انريكي في التشكيل بعدم البدء بالثنائي ميسي وسواريز وتعويضهما بألكاسير وتوران، بجانب أخطاء دفعية كلفت الفريق خسارة مباراة سهلة
هزيمة مفاجئة دقت ناقوس الخطر منذ البداية إلا أن إنريكي لم يتعلم من أخطاء الماضي ليستفيق مشجعي البلوجرانا بعد ثلاثة أسابيع فقط علي هزيمة أخري من سيلتا فيجو في مباراة كادت أن تخرج بنتيجة ثقيلة بعد تقدم الفريق الجاليسي بنتيجة 3/0 بعد 33 دقيقة فقط من البداية، قبل أن تنتهي المباراة بنتيجة 4/3 لصالح سيلتا فيجو في غياب ليو ميسي
كما خسر الفريق مباراتين اخرتين أمام ديبورتيفو لاكورونا ومالاجا، فبعد التأهل التاريخي لبرشلونة علي حساب باريس سان جيرمان بنتيجة 6/1 سقط الفريق أمام الديبور بنتيجة 2/1 في مفاجأة مدوية، قبل أن يسقط الفريق في الأندلس علي يد مالاجا بهدفين في حضرة ميسي وسواريز والبقية في مباراة شهدت طرد نيمار، كما تعادل برشلونة في 6 مباريات هذا الموسم أمام كل من مالاجا وريال بيتيس، فضلا عن تعادل مع كل من اتلتيكو وريال مدريد وسوسييداد وفياريال.
ماذا لو غاب ميسي عن برشلونة طوال الموسم؟
لا شك أن ميسي هو المستفيد الوحيد في موسم برشلونة الكارثي، حيث أنهي النجم الأرجنتيني الموسم متصدراً لقائمة هدافي الدوري بتسجيله 37 هدفاً متفوقاً علي زميله لويس سواريز 28 هدف وكريستيانو رونالدو 25 هدف، وساهم ميسي في تحقيق فريقه الكثير من النقاط في معظم المباريات بعد أن كان الفريق متعادلاً أو متأخراً في النتيجة، منها مباراة فالنسيا في الدور الأول من ضربة جزاء في الدقيقة 90 بعد أن كان الفريقان متعادلان في النتيحة بهدفين لكل منهما
كما نجح الأرجنتيني في تسجيل هدف الفوز في مباراة ليجانيس من ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة، كما نجح أيضاً في تعديل النتيجة في الدقيقة الأخيرة في مباراة فياريال التي انتهت بالتعادل 1/1، ولم يقف ميسي عند هذا الحد فبعد أن ظن الجميع ان المنافسة قد حُسمت واقتربت صافرة الحكم بانتهاء المباراة علي وقع التعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق نجح ميسي في تسجيل هدف الفوز القاتل في شباك ريال مدريد ليشعل المنافسة علي اللقب حتي الجولة الأخيرة
يمكننا القول أن المنافسة علي اللقب كانت بين ريال مدريد وليونيل ميسي، حيث رفض الأرجنتيني الاستسلام مبكراً ونجح في قيادة فريقة لاستكمال المنافسة وتأخر حسم ريال مدريد للقب الدوري، ولكن المجهودات الخرافية لميسي لم تكن كافية في النهاية لقلب الدفة وتحويل مسار الليجا الي كتالونيا لينجح الريال في نهاية المطاف في تحقيق اللقب الغائب منذ 5 سنوات.
مهمة فالفيردي الصعبة
ينتظر الجميع الإعلان الرسمي لإدارة برشلونة عن اسم المدير الفني للفريق في الموسم المُقبل بعد رحيل لويس انريكي عن الفريق، وسيكون المدرب القادم بنسبة كبيرة حسب التقارير الصحفية هو إرنستو فالفيردي لاعب برشلونة السابق والمدير الفني الحالي لفريق أتلتيك بيلباو، وظهر فالفيردي بشكل لافت خلال فترتة مع الفريق الباسكي وهو ماجعله مفضلاً عن بعض الأسماء الأخري لتدريب الفريق
وستكون مهمة صعبة علي المدرب استلام فريق حالته كحالة فريق برشلونة الحالي، وسيتعين عليه التعلم من الأخطاء التي وقع فيها لويس انريكي، وإخراج الفريق من حالة الإحباط ونسيان كبوات الموسم المنصرم سواء في الليجا أو دوري الأبطال، كما سيحتاج إلي عمل شاق في فترة الانتقالات رفقة المدير الرياضي، حيث يحتاج الفريق إلي الاستغناء عن بعض الاسماء التي أثبتت عدم قدرتها علي تمثيل البارسا وفي المقابل الإتيان بتدعيمات قوية تُعيد الفريق إلي مستواه المعهود، كما يجب علي ادارة الفريق تغيير المدير الرياضي الحالي روبيرت فيرنانديز الذي فشل في استقدام أسماء قوية خلال الموسم المنقضي.