البداية ستكون في عام 2016 وفي إشارة واضحة إلى تحوله من لاعب وسط ملعب إلى حارس مرمى في عمر الثانية عشر قال جيانلويجي بوفون : “لقد كان عمري 12 عاما عندما أدرت ظهري لك، لقد كان قرارا من قلبي وكان شيئا فطريا ،في اليوم الذي توقفت فيه عن النظر إلى وجهك، بدأت في حبك، لقد كنت هنا لأحميكي ولأكون خط الدفاع الأخير عنك ،أنا وأنت كنا دوما نكمل بعضنا، مثل الشمس والقمر، مجبرين على العيش سويا دون أن نلمس بعضنا البعض، لقد كان عمري 12 عاما عندما أدرت ظهري للباب، وسأبقى أفعل ذلك دائما لطالما أسعفتني قدماي ورأسي وقلبي”.
تلك العبارات كما ذكرنا تخص بالذكر الحارس الأسطوري ، جيانلويجي بوفون، حارس مرمي منتخب إيطاليا ، ونادي يوفنتوس الذي أعلن رحيله عن صفوف الفريق بعد 17 عاما قضاها داخل صفوف البيانكونيري قادما من بارما عام 2001 بعد ستة مواسم قضاها جيجي داخل صفوف بارما، الفريق الصاعد حديثا إلي “Serie A “.
وكتب الحارس الإيطالي العملاق، هذه العبارات المؤثرة في مارس عام 2016 مغازلاً شباكه التي نجح في الحفاظ عليها نظيفة لمدة 930 دقيقة، ليكون الحارس الأول الذي حافظ لأطول وقت ممكن على نظافة شباكه في تاريخ الدوري الإيطالي.
ويشاء القدر أن يعلن بوفون رحيله عن صفوف اليوفي قبل يوم واحد من تأكد صعود بارما إلي الكالتشيو مرة أخري ، في مشهد قد يؤثر علي وجهة صاحب ال40 عاما الذي قد يفكر في ذكرياته مع بارما حين بدأ مسيرته مع الفريق في السابعة عشر من عمره تحديداً في 19 نوفمبر عام 1995 ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه في أول مباراة له أمام ميلان.
وخاض بوفون في صفوف بارما 220 مباراة في ستة مواسم وأحرز معه مسابقة كأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي وكأس الإتحاد الإوروبي قبل الإنتقال إلى يوفنتوس في صفقة خيالية.
وكانت بداية ظهور بوفون مع بارما أشبه بالمفأجاة للكل حيث بدأ في مركز خط الوسط وليس كحارس المرمى، لكنه لم يستمر طويلا حيث طالب بأن يكون حارس مرمى وقد لاقى ذلك قبول من مدربه في ذلك التوقيت مستفيدا من الحالة الجسمانية والطول الفارع الذي يتمتع به اللاعب.
الحظ وقف بجانب جيجي في عام 1991 بعدما تدرب مع الفريق بجميع فئاته العمرية إلى أن جاءت اللحظة الأولي التي أنجبت لنا حارسا أسطوريا ،حيث تم استدعاءه للفريق الأول بسبب إصابة الحارسين الأساسيين للفريق ، لتبدأ منذ تلك اللحظة مسيرة جيجي الحافلة بالألقاب.
رحيل بوفون عن اليوفي ، صعود بارما إلي “Serie A” ، أمران لا تبرطهما أي صلة ، لكن بوفون يعرف العلاقة جيداً و أمامه الفرصة سانحة إما لبدء رحلة جديدة أو إستكمال رحتله القديمة التي بدأها منذ الصغر.
“من ينظر إلى المرآة يرى المظهر، ومن ينظر إلى الماضي يرى الجوهر” ، هل يحقق جيجي هذه المقولة ويعود إلي ماضيه القديم مع بارما أم سيغرد بوفون خارج إيطاليا خشية أن يواجه سيدته العجوز وحبيبته الأولي؟