حقق النادى الأهلى فوزًا مهمًا على مضيفه فيتا كلوب الكونغولى بثلاثية نظيفة فى الجولة الرابعة من دورى أبطال أفريقيا.
فوز الأهلى جاء بقيادة بيتسو موسيمانى الذى أدى أفضل مباراة تكتيكية له مع الأهلى فى بطولة أفريقيا حتى الآن.
كيف إستغل الأهلى نقاط ضعف فيتا كلوب؟
بدأ بيتسو موسيمانى اللقاء بطريقة 4-4-2 على غير المتوقع بتواجد عمرو السولية وأليو ديانج فى وسط الملعب أمام الرباعى الدفاعى.
ومع تواجد محمد مجدى أفشة كمتوسط ميدان على الجهة اليمنى وجونيور أجاى على الجهة اليسرى، وفى الأمام محمد شريف ومن خلفه مروان محسن الذى كان له بعض الأدوار المركبة داخل اللقاء.
اللعب فى العمق ومهاجمة المساحة
أحد نقاط فريق فيتا كلوب الواضحة كان سوء مستوى قلبى الدفاع وهو الأمر الذى ذكرناه سابقًا فى تحليل فريق فيتا كلوب قبل اللقاء.
إعتمد بيتسو على الضغط منذ بداية اللقاء على لاعبى فيتا وهو الأمر الذى نجح فيه لاعبو الأهلى، وبعد الإستحواذ على الكرة يقوم مروان محسن بالتحرك للخلف لسحب أحد المدافعين إلى وسط الملعب وإفراغ المساحة لمحمد شريف.
الأمر الذى تكرر مرة تلو الأخرى مع وجود جونيور أجاى فى العمق أثناء الخروج بالكرة من مناطق الأهلى وتحرك مروان للجانب الأيسر، الأمر الذى جعل فيتا كلوب فى ورطة حقيقة.
تواجد مروان محسن بشكل كبير على الجهة اليمنى جعل شبانى الظهير الأيمن لفيتا يتحول من أحد أهم المفاتيح الهجومية إلى ثغرة دفاعية واضحة حيث إخترق الأهلى الجهة اليمنى لفيتا فى أكثر من مناسبة.
ومنع ذلك الأمر شبانى من القيام بواجاباته الهجومية كالمعتاد مما جعل الفريق الكونغولى عاجزًا عن كسر نسق الأهلى فى الشوط الأول بأكمله.
الأمر الذى إستمر الأهلى فى تطبقيه حتى نجح محمد شريف فى تسجيل الهدف الأول بنفس الطريقة، وهذا الهدف جعل مهمة الأهلى فى تطبيق أفكار بيتسو أسهل بشكل كبير.
سوء التمركز من لاعبى فيتا وسوء الإرتداد الدفاعى
قدم لاعبو فيتا كلوب مباراة سيئة للغاية خاصة لاعبى الوسط، حيث ظهر وسط فيتا بشكل ضعيف للغاية ولم يقدم لاعبوه الواجبات الدفاعية بالشكل الأمثل.
يظهر فى كثير من لقطات اللقاء الحرية الكبيرة التى يستلم بها لاعبو الأهلى للكرة، بالإضافة إلى عدم الضغط بأى شكل من الأشكال على لاعبى الأهلى فى الخط الهجومى.
ودائمًا ما ظهر لاعبو فيتا بشكلٍ غير منظم مما أدى إلى توافر مساحات للتمرير لأى لاعب للأهلى فى حالة حصوله على الكرة بسبب عدم تقارب خطوط فريق فيتا من بعضها البعض.
الأمر الآخر الذى قضى على آمال فريق فيتا فى المباراة هو ضعف المستوى الدفاعى للاعبى الوسط وبطء الإرتداد.
حينما تشاهد المباراة مرة أخرى سترى أن لاعبو فيتا أهملوا الواجبات الدفاعية بشكل كارثى وكان من الممكن أن يخرج اللقاء بنتيجة أكبر من تلك لو أحرز لاعبو الأهلى بعض الكرات المُهدرة.
عدم قيام لاعبو فيتا بالضغط قدم هدية مجانية للأهلى حيث إستغل لاعبو الأهلي هذا الأمر وقاموا بالعديد من الكرات الطولية التى إفتقد بعضها للدقة، حيث ظهر كلًا من جونيور أجاى ومجدى أفشة بأفضل صورة فى اللقاء بسبب غياب الرقابة عليهما.
مع بداية الشوط الثانى ونزول طاهر محمد طاهر بديلًا عن محمد شريف بدأ فريق فيتا فى الضغط على دفاع الأهلى، الأمر الذى أظهر بعض السلبيات الجديدة فى المنظومة الدفاعية لفريق فيتا.
ويُعتبر الهدف الثالث نُسخة مُكررة لما حدث مع فريق فيتا كلوب فى مباراته الإفتتاحية أمام سيمبا، الفارق الوحيد أن لاعب سيمبا لم يستغل الكرة بالشكل الأمثل بينما نجح طاهر فى إرسالها للشباك.
وقد أدى ياسر إبراهيم مباراةً رائعة للغاية إستحق عليها الإشادة من جمهور الأهلى بعدما أنقذ مرمى الأهلى فى عدة مناسبات.
ورغم الأداء المميز للنادى الأهلى ولكن هناك بعض الأخطاء الفردية المتكررة التى يجب على الجهاز الفنى تداركها مستقبلًأ
ما هى النقاط السلبية للأهلى؟
التكاسل وسوء التغطية الفردية
فى تلك اللقطة نفذ لاعبو فيتا المخالفة بشكل سريع مما أدى إلى تأخر عمرو السولية فى التغطية وجعل مرمى الأهلى فى خطر.
تلك الأخطاء قد تكون غير مهمًة اليوم نظرًا لنتيجة المباراة ولكن هذه التفاصيل الصغيرة هى التى حرمت الأهلى من الفوز بلقب دورى أبطال إفريقيا فى السابق أمام الوداد المغربى.
لذلك وجب التنويه على أهمية التركيز على هذه النقاط قبل الدخول فى الأدوار الإقصائية إذا ما أراد الأهلى الحفاظ على لقب الأميرة السمراء.
ظهر فى اللقاء بعض اللقطات الخطيرة لفريق فيتا كلوب، لكن السبب فى تلك الخطورة هو تكاسل لاعب وحيد فقط من الأهلى فى القيام بدوره الدفاعى مما أدى إلى تهديد مرمى الأهلى فى أكثر من مناسبة.
الغريب فى الأمر أن هذا الأمر تكرر أكثر من مرة فى الجبهة اليمنى التى تواجد بها محمد هانى وطاهر قبل أن يقوم بيتسو ببعض التعديلات لتدارك الموقف.
فى الصورة الأولى وبعد خسارة ديانج للكرة يحاول لاعبو الأهلى الضغط من أجل إستخلاص الكرة بشكل سريع ولكن نشاهد طاهر لا يقوم بالإرتداد بشكل سريع وهو ما خلق خطورة على مرمى الشناوى كادت أن تسبب فى الهدف الأول لولا القائم.
لكن هل كانت تلك اللقطة محض صدفة أم أن الأمر قد تكرر فى مناسبات أخرى؟
نعم قد تكرر الأمر فى عدة مناسبات الشوط الثانى ودائمًا ما كان هذا الأمر من الجهة اليمنى، وقد نجح لاعبو فيتا فى التوغل والمرور من محمد هانى فى أكثر من لقطة ولكن الخطأ هنا ليس على محمد هانى وحده.
بل يُمكن أن نوضح الأمر بأن الواجب الدفاعى للجبهة اليُمنى بشكل عام قد أظهرت خللًا يجب العمل على إصلاحه بشكل سريع.
شئ آخر ظهر فى شوط اللقاء الأول وهو يحمل الشِقين الإيجابى والسلبى سويًا.
عند خسارة الأهلى للكرة رأينا مثابرة من لاعبى الفريق فى الضغط وإستخلاص الكرة، أو الإلتزام بالعودة للمناطق الدفاعية وتضييق المساحات حتى لا ينجح فريق فيتا فى تشكيل أى خطورة.
ولكن فى إحدى اللقطات النادرة أظهر محمد هانى بعض التباطئ فى العودة بعد خسارة الكرة وهو ما أزعج محمد الشناوى حارس الفريق خاصة بعدما إرتطمت تسديدة لاعب فيتا فى القائم وكادت تُعيد فريق فيتا كلوب إلى اللقاء.
هل تلاحظ لاعب الأهلى الموجود فى دائرة الوسط؟ إنه عمرو السولية، ويتواجد محمد هانى على الجانب الأيمن، قارن فقط بين موقع السولية فى الصورة السابقة وموقعه فى الصورة القادمة لترى الفارق فى الإرتداد بين اللاعبين.
فى تلك اللقطة عاد السولية بجانب ياسر إبراهيم كقلب دفاع مع قيام بدر بانون بتغطية الجانب الأيمن بدلًا من هانى، وقد وقف القائم بجانب الشناوى وحرم فيتا كلوب من هدفٍ كان سيقلب نتيجة المباراة بكل تأكيد.
مسلسل إهدار الفرص.. عرض مستمر
رغم النتيجة العريضة التى خرج بها الأهلي من اللقاء ولكن، إلى متى يستمر مسلسل إهدار الفرص من لاعبى الأهلى؟
قد تكون تلك اللقطات غير مهمة اليوم بعد حصد النقاط الثلاث ولكن بعد الصعود من دور المجموعات لن تتاح فى المباريات هذا الكم من الكرات حتى تملك رفاهية إضاعة فرصة واحدة.
مروان قدم اليوم مباراة تكتيكة من الطراز الرفيع بالإضافة إلى تسجيله هدف فى لقاء الجولة السابقة بعدما شارك كبديل فى اللقاء، ولكن ما ينقص مروان لحجز مركز أساسى فى التشكيل هو إستغلاله لمثل هذه الكرات التى يجب أن تتحول إلى هدف.
ورفع الأهلى رصيده من النقاط إلى النقطة السابعة فى المركز الثانى خلف سيمبا المتصدر بعشرة نقاط فيما توقف رصيد فيتا كلوب في المركز الثالث بأربعة نقاط.
الصور المٌستخدمة مأخوذة من قنوات Bein Sports & Caf
إقرأ أيضًا: مباراة الأهلى وفيتا كلوب .. كيف يقتنص الأهلى الفوز من قلب الكونغو – تحليل