أعلن نادي أرسنال تعيين أوناي إيمري، المدير الفني السابق لباريس سان جيرمان، مديراً فنياً للنادي اللندني ،خلفا لآرسين فينجر، الذي رحل عن الفريق بعد 22 عاما.
وكان إيمري قد أعلن الشهر الماضي رحيله عن النادي الباريسي ، بعد أن قاده على مدار موسمين للفوز بسبعة ألقاب محلية، لكنه فشل معه أوروبيا بعدما ودع دوري أبطال أوروبا من دور الستة عشر مرتين.
إيمري بدأ حياته في عدة أندية إسبانية، من بينها ريال سوسيداد، وليجانيس وأخيرا لوركا ديبورتيفا الذي أنهى فيه مسيرته الكروية عام 2004 ،واتجه للتدريب فور اعتزاله مباشرة حيث قاد لوركا ديبورتيفا خلال الفترة بين عامي 2004 و2006، قبل أن ينتقل للعمل مع نادي ألميريا لمدة عامين.
بداية إيمري الحقيقية كانت مع فالنسيا حين نجح في قيادة الفريق لاحتلال المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإسباني ليتمكن من التأهل لدوري أبطال أوروبا ، لكن نجاح إيمري الأشهر كان مع إشبيلية، بعدما قاد النادي الإسباني للفوز بلقب الدوري الأوروبي ثلاث مرات متتالية في إنجاز غير مسبوق علي مستوي الأندية الأوروبية.
إنجاز إيمري مع إشبيلية دفع إدارة البي اس جي للتعاقد مع المدرب الشاب لتدريب الفريق ، لينجح إيمري سريعاً وعلي مدي موسمين من الحصول على سبع بطولات محلية، إلا أن خروجه من دوري أبطال أوروبا من دور الستة عشر مرتين علي يد برشلونة وريال مدريد علي الترتيب يعد أسوء ما واجهه المدرب الإسباني الشاب بعد تجربة سبارتك موسكو الروسي.
نجاح إيمري مع المدفعجية ليس مستبعداً ولكنه سيكون مشروطاً بما ستطلبه منه الإدارة، بمعني أن أرسنال في السنوات الأخيرة لم يكن منافساً قوياً في معظم البطولات وكان يكتفي بالمنافسة علي مركز مؤهل لدوري الأبطال وهو ما سينجح فيه إيمري بعيداً عن الضغوطات، مع الأخذ في الاعتبار أن أرسنال سيشارك في اليوروباليج الموسم القادم بعد حلوله سادسا في ترتيب الدوري.
أهداف إدارة أرسنال المعلنة منذ سنوات ، بأنها لا تنظر إلي البطولات التي يحققها النادي بقدر النظر للمكاسب المادية التي ستجنيها الإداراة جراء بيع اللاعبين أو المشاركة المستمرة في دوري الأبطال هو ما قد يساعد إيمري علي النجاح مع الجنرز في البريميرليج.
مشاركة أرسنال في اليورباليج الموسم القادم أيضاً مع مدرب بخبرة إيمري في هذه البطولة ، قد يكون سبباً في نجاح إيمري ، أولاً عن طريق عودة الجنرز إلي الواجهة الأوروبية من جديد إذا ما توج بالبطولة، وثانياً عودة جزء قليل من هيبته كمدرب خاصة بعد ريمونتادا برشلونة.
أسوء ما يعيب إيمري هو “ضعف شخصيته”بين لاعبيه من جهة (مشكلة كافاني ونيمار) وفي المواجهات الكبري من جهة أخري وظهر ذلك جلياً أمام برشلونة وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا.
إيمري لا يتحمل الضغط ولكنه يفضل التدريب مع أندية في وسط الجدول أو بمعني أصح لا يستطيع التعامل مع الأندية الكبري حيث أنه يستطيع التكيف مع الإمكانيات المتاحة في الفريق، لذا أعتقد أنه يعد خياراً ممتازاً بالنسبة لإدارة أرسنال، كما فعل في إشبيلية بإمكانيات محدودة.
مشكلة المنافسة الشرسة في البريميرليج علي عكس فرنسا و إسبانيا قد تقف حائلاً أمام نجاح المدرب الإسباني الذي يعد واحداً من أبرز المدربين علي الساحة في السنوات الأخيرة، خاصة علي المستوي الخططي و التكتيكي لاسيما بعد إنجاز إشبيلية غير المسبوق، لكنه دائما ما يفشل في التعامل مع الضغوط ولا يمتلك الشجاعه الكاملة في اتخاذ قراراته ولاحظنا ذلك جميعاً في مباريات دوري الأبطال وفشله الذريع مع النادي الباريسي خاصة بعد عدد ليس بالقليل من الصفقات التي نجح فيها بي اس جي.
وبالحديث عن المستوي الخططي والتكتيكي ، فعادةً ما يفضل أوناي إيمري اللعب بتشكيلة 4-2-3-1 أو 4-3-3 إلا أنا امتلاكه لصانع ألعاب يلعب في المركز 10 تحت المهاجمين هو الأهم بالنسبة للمدرب الإسباني حيث أنه يفضل الاختراق من العمق و الاعتماد على التمريرات المباشرة ، وخير دليل علي هذا اعتماده في إشبيلية علي فيسنتي ايبورا أو راكيتيتش ، وهذه الخطط تتشابه تماما مع خطط أرسين فينجر قبل رحيله بالاعتماد علي أوزيل في المركز رقم 10.
أما في باريس فلم يقم إيمري بأي تغييرات علي المستوي الخططي حيث كان يلعب بنفس طريقة 4-4-3 لكنه اعتمد علي اللعب بشكل مباشر أكثر عن طريق منح أحد اللاعبين حرية مطلقة بين الخطوط،وفي الغالب لم يجد إيمري أفضل من أنخيل دي ماريا قبل قدوم نيمار للقيام بهذا الدور حيث كان يبدا المباراة كجناح، لكنه يتحول أثناء اللعب من الأطراف للعمق للوصول للمركز رقم 10.
وبعد قدوم نيمار ومبابي إلي الفريق الفرنسي في الموسم التاني بدأ إيمري في الاستغناء شيئاً فشيئاً عن دوره كمدرب وانتقل إلي الاعتماد علي مهارات اللاعبين الفردية حيث بدأ بالتخلي عن دي ماريا والاعتماد بشكل كبير علي مهارات كلا من نيمار دا سيلفا وسرعات كيليان مبابي.
أما في الحالة الدفاعية فكان يعتمد الفريق علي تشكيلة 4-4-2 مع وضع مدافعي الخصم تحت ضغط كبير أثناء بنائهم اللعب ،مع اغلاق الأطراف عن طريق رجوع الاجنحة لمساعدة رباعي الدفاع وهذه الطريقة تحديدا كانت تظهر في مباريات دوري الأبطال أمام الفرق الكبيرة.
طرق اللعب التي يعتمد عليها إيمري تناسب بشكل كبير نادي مثل أرسنال خاصة في وجود كلا من مسعود أوزيل، أوبامينج، هنريك ميختاريان ، رامسي، بيليرين ومونريال ، ولكن ما قد يضر الفريق وجود هذه النجوم مع مدرب عرف عنه ضعف الشخصية ، فهل ينجح إيمري في احتواء نجوم المدفعجية أم أن مهمته مع الجنرز ستنتهي سريعاً؟
أخيراً ، فرصة إيمري مع الجنرز ستكون الأخيرة له لإثبات أنه من طينة المدربين الكبار وأن نجاحاته في فرنسا لم تكن لضعف المنافسة مع بقية الفرق ، وكذلك تفوقه في اليورباليج لم يكن لضعف المنافسة مقارنة بدوري الأبطال ، فلننتظر سوياً ماذا سيحدث داخل أروقة ملعب الإمارات في الموسم القادم ؟