الجميع تابع ما حدث هذا الاسبوع في لقاءي الكلاسيكو، وقبلها بأيام قليلة أيضا في لقاء السوبر الأوروبي، الجميع شاهد تحول فريق زين الدين زيدان إلي فريق مرشح لدخول التاريخ ليجاور تشكيلات وصفت بأنها الأفضل علي مر التاريخ مثل برشلونة جوارديولا أو ميلان ساكي، فزيدان نجح في تكوين فريق لا يقف علي اسم بعينه، لا يؤثر فيه غياب أفضل لاعب في العالم، ولا أن لا يشارك أحد أضلاع ثلاثي وسطه الرهيب. فريق يعتمد علي قوة المجموعة والشخصية العامة لها، يفوز بمن حضر إن كان ذلك بيل أو لوكاس، أسينسيو أو رونالدو، مودريدش أو كوفاشيتش، فريق يعرف كيف يسيطر علي وسط الملعب ويلعب كرة تعتمد علي الإستحواذ، أو فريق يعتمد علي المرتدات وما يملك من سرعات في الخط الأمامي. الخلاصة أن زيدان صنع فريقا يبدو أنه لا يقهر، وبطولتي دوري الأبطالي المتتاليتان أقوي برهان علي ذلك، ليطرح السؤال نفسه، كيف يمكن كسر هيمنة هذا الريال؟
علي الجانب الفني، زيدان نجح في العاميين الماضيين في التفوق علي معظم الأسماء البارزة علي الساجة التدريبية، أليجري، أنشيلوتي،مورينيو وغيرهم وذلك في المقام الأول لما يملك من عناصر متنوعة قادرة علي صنع الفارق أمام أي فريق، لكن بالنظر لقائمة ريال مدريد هذا الموسم سنري إستمرار وجود هذا التنوع، خصوصا في الخط الأمامي والوسط كما رأينا في لقاءي السوبر عندما غاب رونالدو ومودريتش ولم يواجه زيدان مشاكل في تعويضهم، لكن النقص العددي في قائمة الريال يأتي في خط الدفاع، وهذه قد تكون نقطة الضعف الوحيدة في صفوف الملكي علي الصعيد الفني هذا الموسم. رحيل بيبي ترك زيدان بلا بديل كفء لراموس وفاران، والثنائي معرض للغيابات علي مدار موسم طويل وشاق، خصوصا مع عنف راموس وكثرة تعرضه للبطاقات، وتاريخ فاران مع الإصابات. علي الأطراف الدفاعية أيضا الملكي يواجه بعض النقص، فعلي اليسار قد يكون دعم مارسيلو بالواعد ثيو هيرنانديز من ألافيس، لكن يمينا يبقي كارفاخال بلا بديل، مما يجعل ناتشو مرشحا للعب عديد الأدوار هذا الموسم لتغطية أي غياب في دفاعات الفريق، لكن هل يكون كافيا بمفرده لذلك؟ هذا هو السؤال.
النقطة الثانية التي قد تطيح بإستقرار الفريق وهيمنته ليست فنية، لكن إدارية بالمقام الأول، ألا وهي رئيس النادي فلورينتينو بيريز. الرجل ماضيه يتحدث عنه، فأعتي الإنتصارات والبطولات لم تشفع لأصحابها أمام مزاجه المتقلب والطامع دائما للإنتصارات دون النظر لأي حسابات،وأسماء مثل أنشيلوتي وكابيلو تشهد علي ذلك، لكن الوضع يبدو أنه تغير مع زيدان، حتي الآن علي الأقل، حيث يبدو أن بيريز أصبح أكثر عقلانية في التعامل مع الفريق، وأصبح لا يبحث فقط عن التعاقدات الباهظة والأسماء الكبيرة، فهذا الصيف الفريق حتي الآن لم يتعاقد إلا مع الشابين سيبايوس وثيو، وبمبالغ زهيدة لا تقارن بما كان يقوم به بيريز في الماضي، كما أن تصريحات بيريز أصبحت أهدأ وبها مساندة لزيدان وقراراته دون أي تدخل في الشؤون الفنية مثلما كان يحدث في الماضي. ربما هي الإنتصارات المتتالية لزيدان وفريقه ما تجبر بيريز علي الهدوء والظهور بهذا الوجه الذي لم نعتد عليه، لكن يبقي شخص مثل بيريز صعب التكهن بأفعاله، فكيف سيكون ردة فعله إذا تراجع مردود الفريق في منتصف الموسم مثلا وغابت النتائج لبضع جولات مثلما حدث مع أنشيلوتي في موسمه الثاني منذ ثلاثة أعوام؟ هل سيصبر بيريز علي زيدان كأي رئيس نادي طبيعي ويترك المدير الفني يتولي زمام الأمور، أم سيعود ليكون بيريز المعتاد ويتدخل في الأمور ويبدأ في صنع هالة من الضغوط علي فريقه؟
فريق ريال مدريد الحالي يبدو أنه غير قابل للإيقاف، لا من المنافسين في اسبانيا أو في أوروبا حتي، لذا إذا كان هناك وسيلة لإيقاف فريق زيدان هذا الموسم، فإنها غالبا ستكون من داخل البيت الأبيض نفسه قبل أن تكون من منافسيه.
