قصة كيري ستروج لاعبة الجمباز الأمريكية صاحبة الـ 18 عام -وقت الحدث- هي من أبرز القصص المؤثرة في تاريخ الألعاب الأولمبية.
دخلت الولايات المتحدة الأمريكية أولمبياد أتلانتا 1996 وهي تطمح للفوز بأول ميدالية ذهبية في رياضة الجمباز بعد هيمنة سوفيتية على اللعبة.
وكانت أمريكا تمتلك فريقاً يبشر بإمكانية تحقيق الذهب، بعدما نجح في تحقيق الميدالية البرونزية في الدورة الأولمبية السابقة برشلونة 1992.
وفي المراحل النهائية خلال أولمبياد أتلانتا، كانت المنافسة مثيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ورومانيا أصحاب الميداليتين الذهبية والفضية في برشلونة.
وبعد تنفيذ لاعبات الفريق الأمريكي محاولاتهم الأولى بنجاح كبير.
أصبحت أمريكا متقدمة وتمتلك أفضلية أكبر لتحقيق الذهبية الأولى في تاريخها.
وكانت اللاعبة “موشينو” أصغر أعضاء الفريق التي كانت تبلغ من العمر 14 عاماً فقط تستعد لتنفيذ محاولتها، لكنها لم تنفذها بالطريقة الصحيحة.
لكن لا بأس، الأفضلية ما زالت للفريق الأمريكي.
حيث كان الدور على “كيري ستروج” لاعبة الفريق التي تبلغ 18 عاماً فقط.
وكانت تحتاج لتنفيذ المحاولة بشكل جيد لتحقق أمريكا هدفها المنشود.
الضغط كان كبيراً عليها، لكن الجميع يعلم أن كيري تستطيع فعلها.
وخصوصاً والدها ووالدتها الحاضرين في الملعب وعلى استعداد لرؤية ابنتهما وهي تغتنم الذهب.
لكن حدث ما لم يكن متوقعاً على الإطلاق.
كيري لم تتمكن من الهبوط على الأرض بطريقة صحيحة وسقطت هي الأخرى لتفشل المحاولة.
بدى للجميع أن القدر يرفض أن تظفر أمريكا بالذهب.
لكن لا بأس مرة أخرى، اللاعبة تمتلك محاولة (أخيرة) لتعويض تلك الإخفاق.
وهنا كانت المفاجأة الأكبر.
أثناء سقوط كيري في المحاولة الأولى، سمعت صوت إصابة قوية في كاحلها وشعرت بألم شديد.
الإصابة كانت بالغة لدرجة أن كيري تستطيع فقط الوقوف على قدميها بصعوبة.
الحلم الأمريكي أصبح قريباً من الضياع، لأن المحاولة الأخيرة يجب أن تنفذها كيري بنفسها.
ولتكتمل الدراما، كيري أصرت على تنفيذ المحاولة الأخيرة رغم شدة الألم الذي تشعر به.
ورغم احتمالية تفاقم الإصابة بعد ذلك، التي ربما تلحق بها أذى شديد للغاية.
لكنها رأت أن الميدالية الذهبية تستحق تلك المخاطرة.
“الأمر متروك لها الآن، لا يمكن لأحد غيرها تنفيذ المحاولة الأخيرة، هي الوحيدة القادرة على فعل ذلك”.
كانت تلك كلمات المعلق على الحدث حينها.
اللاعبة انطلقت بكل سرعة لتنفيذ المحاولة الأخيرة، ولا أحد غيرها يعلم كيف تحملت الألم.
وقفزت بكل قوة وسط ذهول كل من كان متواجداً.
وفي لحظة تاريخية، كيري تتمكن من الهبوط بكل براعة (على قدم واحدة فقط).
القدر الذي رفض محاولتها في المرة الأولى، نصفها تلك المرة لأجل شجاعتها.
من شدة الألم بعد هبوطها لم تتمكن كيري حتى من الوقوف بعدها لتحية الجمهور.
لكن في ذهنها أن أمر وقوفها وألم كاحلها لا يهم الآن، الأهم أن الهدف تحقق بنجاح.
البطلة الأمريكية تعرضت لأذى شديد بسبب ما فعلته، لدرجة أن مدربها قام بحملها لتتمكن من التواجد على منصة التتويج.
لكن ذلك كان اختيارها، تحمل الألم الذي سيزول في وقت ما، مقابل إنجاز كبير لبلدها سيظل مدى الحياة.
قالت كيري في حديث سابق لها عام 2016 وهي تتذكر ما فعلته قبل 20 عاماً:
“الألعاب الأولمبية هي أكثر من مجرد ميداليات ذهبية، إنها تتعلق بالروح البشرية والقلب والدافع الذي يتمتع به الكثير من الرياضيين والبشر بشكل عام”.
محاولتي كيري ستروج التي جلبت للولايات المتحدة الأمريكية أول ميدالية ذهبية في رياضة الجمباز (أولمبياد أتلانتا 1996):
Happy birthday @kerristrug96! 🎂🤸♀️ pic.twitter.com/OvbwscC7KY
— Olympics (@Olympics) November 19, 2019
اقرأ أيضاً: القوة السرية للأم.. سلاح الولايات المتحدة الأمريكية في دورة الألعاب الصيفية
