انتهت رحلة كلاوديو ماركيزيو مع يوفنتوس بعد امتدادها لخمسة وعشرين عاماً، ولم تكتمل قصة الإخلاص والوفاء التي بدأها مع البيانكونيري منذ أن كان طفلاً صغيراً.
فأعلن يوفي عن فسخ التعاقد مع لاعبه الوفى صاحب ال32 عاماً – بالتراضي – لعدم حاجة الفريق لخدماته، بعد سلسلة التصريحات المعاكسة لتصريحات الإدارة بين تمسكه بالبقاء في تورينو ورغبة النادي في التخلي عنه.
وأثبت الأمير – كما يلقبه عشاق البيانكونيري – مرة أخرى وفائه لناديه بعدما نشر صورة على حسابه في تويتر بقميص البيانكونيري وهو يبلغ من العمر سبع سنوات، شكر فيها النادي وأكد على دعمه المستمر بقوله: ’’لا أستطيع التوقف عن النظر إلى هذه الصورة وهذه الألوان، وستظل مصلحة الفريق هي الأهم‘‘.
Non riesco a smettere di guardare questa fotografia e queste strisce su cui ho scritto la mia vita di uomo e di calciatore.
Amo questa maglia al punto che, nonostante tutto, sono convinto che il bene della squadra venga prima. Sempre. pic.twitter.com/AoNuiiZ2cS— Claudio Marchisio (@ClaMarchisio8) August 17, 2018
تتشابه مسيرة لاعب الوسط الإيطالي في يوفنتوس مع فكرة اختلاف أطوار القمر خلال أيام الشهر الهجري، عندما يبدأ الهلال في ظهوره الأول ثم يتزايد حجمه حتى يصير بدراً عند انتصاف الشهر، وبعدها يبدأ في التناقص ويخفت ضوئه مثل ما حدث رحلة الأمير ماركيزيو مع سيدته العجوز، وهذا ما سنوضحه في السطور التالية.
- بداية ماركيزيو مع يوفنتوس (الهلال الأول المتزايد)
بدأ ماركيزيو مسيرته الاحترافية مع يوفنتوس بالتدريج مع جميع الفرق السنية، حتى تمكن من التتويج بلقب كأس السوبر مع يوفنتوس بريمافيرا موسم 2004/2005، وكان المدير الفني فابيو كابيللو أول من قام بضمه إلى الفريق الأول.
حتى بدأ المشاركة فعلياً مع اليوفي في السيريا بي موسم 2006/2007 بعد أزمة الكالتشيوبولي التي أدت إلى هبوط النادي موسم 2005/2006، وظهر لأول في مرة أمام نادي مانتوفا وشارك لمدة 90 دقيقة وهو يملك من العمر 20 عاماً حينها، وأنهى موسمه بمجموع 25 مباراة مع الفريق الإيطالي، وساهم في رجوعه مرة أخرى إلى السيريا آه.
بعدها انتقل إلى إمبولي على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد فقط، حيث شارك في 29 مباراة وصنع هدف وحيد، وهي الفترة الوحيدة التي قضاها ماركيزيو خارج أسوار تورينو.
وعاد في الموسم التالي إلى يوفنتوس ليبدأ رحلة التطور ويسطر اسمه في تاريخ النادي، تاركاً مثالاً يحتذى به في الوفاء للفريق الذي أخلص له منذ نعومه أظافره.
- بزوغ نجومية ماركيزيو (مرحلة إكتمال القمر)
شارك ماركيزيو مع يوفنتوس في موسم 2008/2009 في 32 مباراة – ست منهم بدوري الأبطال – وأحرز هدفين وصنع ثلاثة في مختلف المسابقات.
وبدأ الاعتماد عليه أساسياً وأصبح من أعمدة وسط ملعب الفريق الإيطالي – تحديداً – منذ تولى الإيطالي أنطونيو كونتي مهمة تدريب الفريق في 2011، وبدأ المشاركة بمعدل 40 مباراة في الموسم.
- كلاوديو أصبح أميراً لتورينو (تكوّن البدر)
ثم قام بتقديم أفضل مستوياته منذ بداية سلسلة التتويج بالدوري منذ موسم 2011/2012، وصل إلى قمة عطائه موسم 2014/2015 حيث شارك في 52 مباراة، وساهم في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لكنه خسر أمام برشلونة بنتيجة 3-1.
واستمر في العطاء حتى توج بسبعة ألقاب دوري متتالية من 2011 إلى 2018، أربعة ألقاب لكأس إيطاليا وثلاثة كؤوس سوبر إيطالية.
كان ذلك خلال مشاركته في 389 مباراة لينضم إلى أساطير النادي مثل جيانلويجي بوفون وجورجيو كيلليني وأليساندرو ديل بييرو، وسجل خلالهم 37 هدفاً وصنع 42.
- مشوار حافل ونهاية غير عادلة (الهلال الأخير المتناقص)
بدأ مستوى ماركيزيو في التدني – تحديداً – منذ تولي أليجري مهمة الإدارة الفنية للفريق عام 2014، فقلت مشاركاته وكثرت إصاباته.
حتى وصل إلى أدناه في الموسم الماضي بظهوره في 20 مباراة فقط، وكان ذلك بعد الخسارة الثانية للقب دوري أبطال أوروبا الموسم قبل الماضي أمام ريال مدريد في نهائي كارديف بنتيجة 4-1.
وقبيل بداية الموسم قامت إدارة بطل الدوري الإيطالي بتدعيم الفريق الطامح للفوز بدوري الأبطال، بعد خسارة نهائيين خلال ثلاث سنوات، فتعاقدت مع كريستيانو رونالدو بالإضافة إلى بعض الأسماء الأخرى، مما دفع النادي إلى التخلي عن ماركيزيو.
فأعلن عن فسخ التعاقد مع اللاعب – بالتراضي – رغم امتداده إلى عام 2020، وقام ماركيزيو بشكر النادي وإظهر امتنانه ودعمه الدائم للأبيض والأسود،