بعد انطلاق الجولة الأولى من منافسات الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا، بدأت الجماهير في استخدام لعبة الحسابات من أجل توقع المتأهل إلى الدور القادم، ولكن وجب تذكيرهم بإلغاء قاعدة الأهداف خارج الأرض، القرار الذي سيغير الكثير في سيناريوهات ليالي الأبطال.
منذ متى تم تطبيق القانون
تم استخدام قاعدة الأهداف خارج الأرض في كرة القدم لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن في نهائي كأس الكؤوس 1965-1966.
بدأ تطبيق قاعدة احتساب الهدف بهدفين خارج الديار عام ١٩٦٦، حيث تم اللجوء إلى هذا الحل من أجل تحديد الفائز من الفريق التشيكي و الفريق المجري، حيث انتهت المباراة بالتعادل بأربعة أهداف لكل فريق، لكن تأهل الفريق المجري، الذي سجل أهدافًا أكثر خارج بلده.
ثم توسع، وأصبح يشمل كأس أوروبا( دوري ابطال اوروبا الآن)، وفي عام ١٩٦٧ تم استخدامه في بطولات مختلفة في جميع أنحاء العالم.
شرح القانون
قاعدة أفضلية الهدف خارج الديار، هي طريقة من ثلاث طرق معتمدة من الفيفا لتحديد الفائز في المباريات الإقصائية في حالة التعادل.
القانون يعتبر مواجهتين الذهاب والإياب على إنها مواجهة واحدة، أي المباراة مكونة من ١٨٠ دقيقة وليس ٩٠، بمعنى مباراة الذهاب تعتبر الشوط الأول من المواجهة، والإياب هي الشوط الثاني، وبعد انتهاء المباراتين ينظر القانون على النتيجة الإجمالية لهذه المواجهة ويحدد من الفائز، وفي حال تعادل الفريقين في عدد الأهداف خلال المواجهتين يتم اللجوء إلى قانون أفضلية الهدف خارج الديار، ينظر من سجل خارج أرضه أهداف أكثر، ويكون له الأفضلية في التأهل.
مثال للتوضيح
فاز فريق مانشستر سيتي على ريال مدريد في اسبانيا بنتيجة ٢-١، ثم جاء الريال وفاز بهدف نظيف في إنجلترا، الآن صارت النتيجة ٢-٢ حسنًا من يتأهل؟ هُنا يذهب الحكم إلى القانون ليحكم بينهم، يتحدث القانون قائلاً فريق بيب سجل هدفين في اسبانيا لكن فريق أنشيلوتي سجل هدف واحد في انجلترا إذًا مانشستر سيتي يتأهل بموجب أفضلية الهدف خارج الديار.
خلال السنوات الأخيرة، ساهمت القاعدة في استمرار فرق بالبطولة بطريقة درامية، مثال توتنهام الإنجليزي، وصل الفريق إلى المباراة النهائية بنسخة ٢٠١٩، اعتمادًا على هذه القاعدة، حيث استفاد من أفضلية الهدف خارج الديار في مواجهتين مانشستر سيتي واياكس على الترتيب.
إلغاء القاعدة
كان أرسين فينجر أول من انتقد هذه القاعدة ووصفها “بأنها عفا عليها الزمن” وذلك في عام ٢٠١٥ بعد خروج فريق أرسنال على يد موناكو.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أجرى مؤتمرًا مع المدربين بشأن تلك القاعدة في سبتمبر 2018 وكان القرار قيد الدراسة منذ الوقت، وحينها أشارت الصحف أن الاتحاد الأوروبي سوف يقوم بإلغاء تلك القاعدة قريبًا.
في 24 يونيو 2021، أكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن قاعدة الهدف خارج الأرض لن تُستخدم في مسابقات الأندية من موسم 2021-22 فصاعدًا.
كان قد صرح رئيس الاتحاد الأوروبي عقب القرار: “تأثير القانون الأن يتعارض مع هدفه الأصلي، في الواقع يمنع أصحاب الأرض في مباراة الذهاب عن الهجوم، لأنهم يخشون من دخول هدف في مرماهم”.
وقال: “لم يعد لائقا منح قيمة أكثر للهدف المسجل خارج الديار”.
وأضاف الاتحاد: إن الفارق تضاءل اليوم بين عدد حالات الفوز داخل الديار وخارجه، وهكذا بين عدد الأهداف المسجلة خارج الديار وداخلها في المنافسات الأوروبية، مقارنة بما كانت عليه الأمور عندما أقرت القاعدة.
وأوضح أنّ هذا مرده إلى عوامل عديدة من بينها نوعية أرضيات الملاعب، وتحسين المنشآت والتكنولوجيا الجديدة مثل مساعدة التحكيم بالفيديو.
ومن الواضح، من تصريحات الاتحاد أن الغرض من إلغاء القاعدة هو زيادة رغبة الفرق في الهجوم على شباك الخصم سواء داخل أرضها أو خارجها، وهذا يزيد من المتعة و الإثارة في المبارايات.
لشرح تأثير إلغاء القاعدة
يمكننا الاستشهاد بمواجهة ريال مدريد وباريس سان جيرمان، والتي حقق خلالها الأخير الفوز بهدف دون رد على ملعبه، حديقة الأمراء.
في حالة استمرار القاعدة، فأن إحراز النادي الباريسي لهدف واحد في الإياب، يجعل “الملكي” مطالبا بتسجيل ثلاثة أهداف من أجل الصعود، لكن خلال النسخة الحالية، وبعد إلغاء القاعدة، سيكون ريال مدريد مطالبا فقط بإحراز هدفين -في هذه الحالة- من أجل الوصول إلى الأشواط الإضافية.
قرار صائب
قال محمد مجدي الناقد الرياضي: ” بالطبع قرار صائب، لما له من إيجابيات على العدالة في كرة القدم”.
و قال المحلل الرياضي، أحمد سليمان، إن إيجابيات هذا القرار أكثر من سلبياته بل لا يوجد سلبيات.
وأضاف سليمان لموقع كايرو ستاديوم: “من الناحية الجماهيرية هو أمر سلبي بعض الشيء، كمثال الڤار، نعم حقق العدالة لكنه حد من متعة كرة القدم، كذالك إلغاء قاعدة أفضلية الهدف، ستحد من وجود سيناريوهات مجنونة في المبارايات”.
ومن جانبه يقول محمود عزت صحفي موقع في الجول: “قاعدة أفضلية الأهداف خارج الأرض ك تقتل العديد من مباريات الإياب بعد انتهاء المباريات نظريًا في مواجهة الذهاب”.
وأضاف: بعد إلغاء القاعدة ستهاجم الفرق بشكل أكبر الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة المتعة في المباريات”.
وقال محمد بوكا الناقد الرياضي: “لا يوجد حكم بدون تجربة، من الصعب القول أن القرار صائب أم لا قبل أن يُنفذ، ولكن منطقيًا هو قرار صائب”.
وقال أحمد خالد المحلل الرياضي: “إلغاء القرار أمر طبيعي وصائب”.
وأضاف: ” كان الغرض من تطبيق قاعدة أفضلية الهدف خارج الديار، هو تشجيع الفرق على اللعب الهجومي ولكن حدث العكس، أصبحت الفرق تحاول الخروج بأقل الخسائر، وينعكس ذالك على الأداء، فبالتالي أصبح فقد القرار هدفه”.
أكثر عدلًا
من جانبه، يقول بوكا: “إن قرار “الويفا” بإلغاء قاعدة “الأهداف خارج الأرض”، يضمن أن تكون المنافسات الأوروبية أكثر عدلًا”.
ويضيف: ” الظروف الجديدة للمنافسة تضمن استمرار الإثارة بمباريات الأندية الكبرى بالقارة العجوز حتى دقائقها الأخيرة؛ لكنها ستقلل من فرص الفرق المتوسطة والضعيفة في الوصول إلى أدوار متقدمة بأي بطولة.
وقال مجدي “قاعدة أفضلية الأهداف خارج الأرض كانت مجحفة للفريق المستضيف الذي إذا دخل مرماه هدف مطالب بالتسجيل هدفين”.
ويختتم مجدي حديثه مع كايرو ستاديوم: “اتوقع نجاح تطبيق هذه القاعدة خلال الفترة المقبلة”.