ظهرت موهبته منذ نعومة أظافره، وتأكد كل من شاهده في الرابعة من عمره ويديه الصغيرتين تداعب الكرة والمضرب، في قاعة تنس الطاولة داخل نادى دسوق الرياضى، أحد معاقل تنس الطاولة بمصر ،أنه امام طفل سيكون يوما ما بطلا للعبة محليا وقاريا وقد كان، إنه “عمر عصر” لاعب النادى الأهلى والمحترف بصفوف مارسيليا الفرنسي، فريق الجنوب واحد الفرق الكبرى بالدوري الفرنسي لكرة الطاولة.
وسوف نستعرض خلال السطور التالية، بدايات “عصر” والعقلية الإحترافية التي يتمتع بها وساعدته في الوصول إلى أهدافه، ولن نتطرق تفصيلا إلى الأندية التي أحترف بها سواء في السويد، الدنمارك، ألمانيا وأخيرا فرنسا، أو نتحدث عن البطولات والألقاب العديدة التي حققها أبن السادسة والعشرون من العمر والتي بدأت منذ كان في ال12 ،لأننا حال الحديث عنها نحتاج إلي صفحات وصفحات.
يعتبر إنتقال “عمر” للنادي الأهلي والذى تم وهو في العاشرة من عمره برفقة أخيه “خالد” الذى يصغره بعامين، هو نقطة التحول في حياة اللاعب ، وهو الإنتقال الذى أعترض عليه مسئولو نادى دسوق وكلفه اللعب لمدة موسم رياضى تحت أسم الاتحاد المصرى للعبة، وقتها أختار أن تكون تلك هي البداية وليست النهاية، ونستطيع أن نعدد الأسماء التي أتيحت لهم نفس الفرصة في مختلف الألعاب ،ولكنهم فشلوا ولم يحفروا أسمائهم في قائمة الشرف للرياضة المصرية ،هنا يأتي الحديث عن العقلية والقدرة علي إستيعاب التغييرات في البيئة وأسلوب الحياة.
وبدأ “عصر” في حصد الألقاب والبطولات، وظهرت المخاوف من الإكتفاء بما وصل إليه، ما دعا “محمود الخطيب” نائب رئيس النادى الأهلى سابقا، عند تكريم اللاعب للفوز بفضية كأس العالم للناشئين 2007 التي أقيمت بالسويد، مطالبته بتقديم أفضل ما لديه وعدم السعادة بما وصل إليه أو الأكتفاء به، وأن تكون الجائزة هي البداية للأفضل، وبالفعل أحتفظ النجم الخلوق بالنصيحة وعمل بها، أجتهد أكثر في المعسكرات والتدريبات والمباريات ولم يكتفي بذلك بل طور من نفسه رياضيا وعلميا، حيث أكمل دراسته يالأكاديمية البحرية، أحد أفضل الأماكن التي يلجأ إليها العديد من الرياضين داخل مصر لإستكمال تعليمهم، نظرا لتقدير مسئوليه لمعسكرات اللاعبين وبطولاتهم والمساعدة في عملية التواؤن بين الدراسة والرياضة.
وأحترف “عمر” للمرة الأولى، لينضم إلى صفوف نادي فالكنبرج السويدى، وقدم مستوى متميز دفع الصحافة هناك لإطلاق لقب “الفرعون الطائر” عليه، ويظهر “عصر” في الترتيب 58 حسب اخر تصنيف للائحة الاتحاد الدولي للعبة، وساعد المنتخب المصري الوصول للترتيب 26 عالميا، ويحلم بما هو أفضل والسعى للدخول ضمن قائمة أفضل 10 لاعبين علي مستوي العالم.
الثقافة التي يتمتع بها “الفرعون الطائر” تظهر جليا للجميع بمجرد التعامل أو الحديث معه، تتأكد أنك أمام رياضي يعلم أين يقف وما يخطط للوصول إليه، يعلم أنه الان ضمن لاعبي المستوي الثاني عالميا ويخطط للوصول إلي المستوي الأول قريبا، يحلم بمسابقة دوري ممتاز مصري قوي وتكون تنظيميا علي نفس مستوي الدوريات التي لعب بها، يسأل طالما أن الهدف الرئيسي لأي أتحاد لعبة رياضية هو إعداد منتخب قوي وأن مسئولي الأتحادات يعتيرون في خدمة اللعبة وأفراد المنتخب، فلماذا لا يكون لأعضاء المنتخبات الوطنية الحق في التصويت لأختيار ممثليهم داخل الاتحادات.
ونسرد هنا أحد المواقف التي تؤكد الحس ألوطنى الذى يتمتع به اللاعب والإعتراف بجميل بلده واتحاد لعبته لما وصل إليه، والتأكيد علي عدم تمثيل اى منتخب آخر بخلاف منتخب بلده، حيث عرضت عليه دولة قطر قبل أولمبياد ريو الأخيرة، الحصول علي جنسيتها وتمثيلها في البطولات الدولية ،مقابل شيك يضع فيه المبلغ الذي يحدده ،لكنه رفض رفضا شديدا رغما أنها فرصة من الممكن ان يحلم بها الكثيرون!!!!
أخيرا، نتمني ونتوقع أن يصل الأيقونة الحالية لتنس الطاولة المصرية، لكل ما يحلم ويخطط له حال أسنمر إجتهاده وتعبه في التدريبات ،بسبب ما يتميز به من عقلية نتمنى أن يتمتع بها العديد من رياضى مصر للوصول إلى أحلامهم ورفع العلم المصرى في المحافل الدولية.
شادي نبيل