تتوجه أنظار وعشاق متابعي كُرة القدم حول العالم، إلي الحدث الأكثر أهمية في أوروبا، حين يلتقي ريال مدريد الإسباني منافسه يوفنتوس الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا، مساء السبت علي ملعب الألفية بالعاصمة الويلزية كارديف
ساعة الحسم اقتربت، الجميع يترقب من سيظفر بذات الأذنين؟ هل يتفوق زيدان علي أليجري؟ هل تصمُد شباك بوفون أمام رونالدو؟ من سيمُر؟ داني ألفيش أم مارسيلو؟ لا يوجد أمامك خيار سوي الإنتظار للغد لمعرفة كل مايدور في عقلك من تساؤلات.
يدخل الفريقان المباراة الأخيرة في الموسم، والتي تعتبر أهم مباريات الموسم، والتي بدورها ستكون بمثابة نهاية رائعة للموسم بالنسبة للفريق الفائز وتتويج لمجهودات موسماً كاملاً كان شاقاً علي الصعيدين المحلي والأوروبي، والأن دورنا أن نأخُذك إلي جولة سريعة في عقل مدربا الفريقان
في الطريق للثانية عشرة
يدخل ريال مدريد مباراة الغد بمعنويات مرتفعة بعد تتويجه بلقب الدوري الإسباني علي حساب منافسه برشلونة، وسيكون الفريق الملكي ومدربه زين الدين زيدان أمام اختباراً صعباً عليهم تخطيه إذا أرادوا الظفر باللقب الثاني عشر في تاريخ النادي
ويدخل زين الدين المباراة بقائمته الكاملة، وهو ما اعتبره البعض أزمة بالنسبة للمدرب الفرنسي، حيث سيكون أمام اختياراً صعباً بين الثنائي جاريث بيل العائد من الإصابة، والمتألق فرانشيسكو إيسكو الذي يُفضله الكثيرون للبدء أساسياً علي حساب الويلزي
ومن المتوقع أن يدخل زين الدين زيدان المباراة بخطة 4/3/1/2، بوجود كل من كارفخال وفاران وراموس ومارسيلو في خط الدفاع، كاسيميرو كروس ومودريتش في الوسط، أمامهم إيسكو خلف الثنائي رونالدو وبنزيما
ويفضل الجميع البدء بإيسكو أساسياً لعدة أسباب أراها منطقية جداً، أولها وأهمها أن الريال سيكون بحاجة لجهود إيسكو في خط الوسط، فاللاعب الإسباني يُعطي للفريق السيطرة علي معركة وسط الميدان رفقة الثنائي مودريتش وكروس، كما أنه يجيد اللعب في وبين الخطوط وهو ما سيحتاجه الفريق الملكي أمام فريق كيوفنتوس، فظهر سابقاً أن اليوفي يمكن اصطياده عن طريق المساحات التي تظهر بين ثنائي الإرتكاز وخط الدفاع، وهو مايجعل إيسكو مثالياً للبدء في مباراة الغد
أحد الأسباب التي ترشح وجود إيسكو، هي أن جاريث بيل عائد من إصابة وقد لا يكون في أفضل حالاته، أو غير جاهزاً للمشاركة في حدث كهذا، حيث شارك بيل كأساسي في الكلاسيكو الأخير بعد عودته من الإصابة قبل أن يخرج مصاباً مرة أخري.
من أجل بوفون
علي الجانب الأخر يدخل يوفنتوس المباراة بمعنويات عالية كمنافسه تماماً، حيث نجح الفريق في حسم لقبي الدوري والكأس في إيطاليا، ويبقي أمامهم 90 دقيقة أخيرة لتحقيق الثلاثية، واللقب الثالث في تاريخ منافسات دوري أبطال أوروبا
ومن المُرجح أن يبدأ المدرب الإيطالي ماسيميليانو أليجري بخطة 3/5/2 بدلاً من 4/2/3/1، والتي تتحول في الهجوم إلي 4/4/2، ربما تكون هي الخطة الأفضل أمام خصم كريال مدريد، فالفريق الإسباني يعتمد كثيراً علي إرسال سيل من الكرات العرضية داخل منقطة جزاء الخصم، ولهذا السبب سيكون الأفضل لماكس أن يبدأ بـ3/5/2 حيث سيتواجد ثلاثي دفاعي داخل منطقة الجزاء
بجانب وجود جناحين للحد من نقطة قوة ريال مدريد وهما الظهيرين الهجوميين كارفخال ومارسيلو، والتي من الممكن أن تكون نقطة ضعف أيضاً يستغلها يوفنتوس، وهي ضعف ثنائي الريال في أداء الواجبات الدفاعية، أمام ثنائي كأليكس ساندرو وداني ألفيش، حيث يتمتع الأخير بمستوي مميز في الفترة الأخيرة ساهم في وصول اليوفي لهذا الدور.
شخصياً أري أن أليجري يعي تماماً ماهي الطريقة المناسبة لخوض المباراة، فالمدرب الإيطالي يتميز بمرونة تكتيكية عالية جداً أكثر من غيره، ولا يجد مشكلة في التغيير والمزج بين 4/2/3/1 أو 3/5/2 علي حسب سير ومجريات المباراة.
وسيكون أليجري في أشد الاحتياج لمهجودات الثنائي الأرجنتيني باولو ديبالا وجونزالو هيجواين، وأن يكونا في أفضل حالاتهم، فالثنائي يُشكل قوة كبيرة في الخط الهجومي للسيدة العجوز، فسيكون الثنائي أمام مهمة صعبة وسيتعين عليهم تسجيل الأهداف من أقل عدد من الفرص لحسم المباراة والفوز باللقب
الأوفر حظاً
من المرشح الأوفر حظا؟ سؤال استعصي علي كبار المحللين، فمنطقياً الحظوظ متساوية بين الفريقان للفوز، حين يطلق الحكم صافرته لبداية المباراة، تتنحي كل الأرقام والإحصائيات والتحليلات جانباً، فالمباريات النهائية أحياناً تُحسم بفوارق فردية، كرة ثابتة، خطئ من لاعب من شأنه إفساد خطط المدربين للفوز بأي مباراة، الفريقان يريدان الظفر بذات الأذنين حيث يتمني زيزو الفوز بالبطولة للموسم الثاني علي التوالي وجلب اللقب الثاني عشر لعملاق أوروبا، بينما يسعي أليجري للفوز باللقب لتعويض مرارة الهزيمة أمام برشلونة قبل عامين، ولإهداء الأسطورة جيجي بوفون لقبه الوحيد الذي ينقص خزائنه، فمن سيحسم اللقب، أبناء زيدان أم رفاق بوفون؟
