تفوق روما على لاتسيو في حلقة جديدة من حلقات الصراع التاريخي الملتهب على زعامة العاصمة الإيطالية.
وأنهى الذئاب المباراة متفوقين بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ليرتفع رصيدهم إلى 11 نقطة في المركز الثامن.
وتراجع لاتسيو إلى المركز السادس في جدول الدوري، بعد أن توقف رصيد الفريق عند 12 نقطة.
وبهذا الفوز يواصل روما تفوقه تاريخيا في مجموع لقاءات ديربي روما في الدوري، حيث يحمل هذا الفوز الرقم 55 لروما.
بينما توقف رصيد لاتسيو عند 37 فوزا، وتعادل الفريقان سابقا في 58 لقاء من أصل 150.
ويسيطر روما أيضا على لقاءات الكأس، حيث فاز في 10 لقاءات من أصل 20، بينما فاز لاتسيو في 7 مناسبات.
ويعود الصراع الطويل بين روما ولاتسيو إلى جذور تاريخية، تمتد إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية في عهد إيطاليا الفاشية.
بدأت القصة عندما كان الزعيم بينيتو موسوليني يرغب في تمثيل قوي للعاصمة روما لمنافسة هيمنة أندية الشمال.
فقام إيتالو فوتشي بأمر موسوليني في عام 1927 بدمج ثلاثة من أندية العاصمة وهم: رومان، ألبا أوداسي وفورتيتودو.
وكان من المفترض أن يكون لاتسيو ضمن الأندية التي سيتم دمجها في الكيان الوليد تحت اسم روما.
ولكن قاوم لاتسيو الاندماج بفضل مجهودات الجينيرال الفاشي جورجيو فاكارو.
ومنذ تلك اللحظة ولدت الغيرة بين الطرفين، والتي تسببت في تحويل المنافسة إلى عداوة تاريخية.
في البداية كان لاتسيو يخوض مبارياته على ملعب روندينيللا، في نطاق حي باريولي الراقي.
بينما كانت مباريات روما تقام على ملعب متوتفيلودرومو أبيو، وبعد عامين تم بناء الاستاد الأوليمبي “أوليمبيكو”.
اقتسمت جماهير لاتسيو وروما الملعب الجديد، حيث شغل جمهور لاتسيو القسم الشمالي من المدرجات وكان القسم الجنوبي من نصيب جمهور روما.
وهكذا كانت بداية الأوليمبيكو وكأنه ساحة معارك بين جيشين، يتحفز كل منهما للانقضاض على الآخر.
وفي عام 1979 سجلت أول حالة وفاة نتيجة لشغب الملاعب في إيطاليا على مقاعد مدرجات الأوليمبيكو.
حيث أصيب مشجع لاتسيو فينشينزو باباريللي في عينه ثم توفي جراء سقوط أحد الشماريخ المشتعلة من جهة مدرجات روما.
وأقيم أول ديربي في ديسبمر 1929 وانتهى بفوز روما بهدف لرودولفو فولك، بينما كان أول فوز للاتسيو في أكتوبر 1932.
وحمل موسم 1933-1934 أكبر فوز لروما بنتيجة 5-0، في حين كانت نتيجة 3-0 هي أعلى نتيجة فاز بها لاتسيو وكانت في موسم 2006-2007.
ويتصدر القائد التاريخي لروما فرانشيسكو توتي قائمة هدافي الديربي برصيد 11 هدفا، كما يتصدر قائمة الأكثر مشاركة في الديربي برصيد 44 مباراة.
أما أفضل هدافي لاتسيو في الديربي فكان اللاعب سيلفيو بيولا الذي لعب للفريق بين عامي 1934-1943 برصيد 7 أهداف.
وعلى مدار التاريخ لعب العديد من اللاعبين للفريقين، كان أولهم أتيليو فيراريس.
بينما كان أشهر من لعب للطرفين لويجي دي بياجيو، سينيسيا ميهايلوفيتش والحارس الكبير أنجيلو بيروتزي.
وحاليا يلعب الصربي ألكسندر كولاروف في صفوف روما بعد أن سبق له اللعب مع لاتسيو.
ويتقارب الفريقان على مستوى إحراز الألقاب، فحقق لاتسيو الدوري مرتين بينما فاز به روما في ثلاث مناسبات.
وكان آخر ألقاب لاتسيو للدوري عام 2000، وتبعه آخر لقب لروما في 2001.
وكانت تلك الحقبة الزمنية في بداية الألفية الجديدة، من أفضل عصور الفريقين.
حيث كان يعج الفريقان بالنجوم في تلك الفترة، وشكلا تهديدا مستمرا لهيمنة يوفينتوس وميلان وإنتر.
وبجانب توتي لعب لروما نجوم مثل جابرييل باتيستوتا، كافو، فيتشينزو مونتيلا، ماركو ديلفيكيو وسيموني بيروتا.
بينما كان لاتسيو يشبه منتخب العالم بوجود النجوم خوان فيرون، بافيل نيدفيد، هرنان كريسبو، سيموني إنزاجي، وأليساندرو نيستا.
وفي سباق كأس إيطاليا فاز روما باللقب 9 مرات بينما كان نصيب لاتسيو 6 ألقاب، وفاز لاتسيو بالسوبر 4 مرات مقابل مرتين لروما.
وتقابل الفريقان مرة واحدة في نهائي الكأس عام 2013، وانتهى لصالح لاتسيو بهدف نظيف.
ويتفوق لاتسيو أوروبيا بلقب كأس الأندية أبطال الكئوس ولقب كأس الاتحاد الأوروبي.
وتولى تدريب الفريقين الكثير من المدربين العظماء، الذين أضافوا الكثير للكرة الإيطالية.
ويدين لاتسيو بالفضل للمدرب السويدي سفين جوران إريكسون، الذي قاد الفريق في الفترة من 1997 إلى 2001.
كما يعتبر المدرب الإيطالي المحنك فابيو كابيللو من أبرز المدربين الذين قادوا روما إلى الألقاب في الفترة من 1999 إلى 2004.
وتمر السنوات وتتوالى الأجيال، ويظل ديربي العاصمة هو الأقوى والأكثر سخونة في إيطاليا.