خطف السنغالي إدوارد ميندي الأضواء في عامه الأول بستامفورد بريدج معقل النادي اللندني تشيلسي مستغلًا حالة عدم الإقناع التي مر بها الحارس الإسباني كيبا.
سنستعرض في تقريرنا رحلة السنغالي ميندي والتي كانت مهددة بالنهاية المبكرة، وستكون على جزأين.
الجزء الأول .. البداية حتى الوصول لتشيلسي
الجزء الثاني .. فترته مع تشيلسي واقترابه من لقب دوري أبطال أوروبا
الجزء الأول
ميندي .. مسيرة حارس متميز هُددت بالفشل المبكر
تلك الأضواء التي صاحبت ميندي بإنجلترا كانت مهددة بالاختفاء في عام ٢٠١٥ حين عانى الحارس السنغالي من أجل فرصة حقيقة في دوري المحترفين بعد سنوات لعبه في بطولات الدوري الفرنسية للهواة.
في ذلك العام ابتسمت الساحرة المستديرة لميندي بحصوله على صفقة قصيرة الأمد مع الفريق الثاني لنادي مارسيليا الفرنسي ولكن عقده الاحترافي الأول كان بعمر ٢٤ عامًا مع نادي ريمس خلال موسم ٢٠١٧/٢٠١٦.
وعلى قدر المعاناة تأتي النجاحات، فمن مسيرة مهددة بالانتهاء إلى أربع سنوات مليئة بالكثير من العروض المبهرة من قِبل ميندي.
الظهور الأول لميندي في ظروف استثنائية
بدأت مسيرته المهنية في الدوري بالتأكيد بعد ست دقائق فقط من المباراة الافتتاحية لدوري الدرجة الثانية لريمس في خارج أرضه في أميان بعد حصول حارس المرمى يوهان كاراسو على بطاقة حمراء ليتحصل ميندي على أول ظهور له في ظروف غير متوقعة.
تقدم ريمس في النتيجة بهدف نظيف وكان ميندي قريبًا من الخروج بشباك نظيفة لولا هدف مؤسف في الدقيقة ٧٠ عبر زميله أنتوني ويبر ولكن تمكن من فعل ذلك بعد أربعة أيام فقط ليضمن أول بداية احترافية له وبشباك نظيفة في مباراة الفوز بهدف على بورغ إن بريس.
ولكن على الرغم من ذلك لم تنتهي معاناة ميندي بعد، فإن عودة كاراسو من الإيقاف منحت ميندي الظهور فقط ست مباريات أخرى في ذلك الموسم ولكن موسم ٢٠١٨/٢٠١٧ كانت يحمل قصة مختلفة.
موسم التألق الأول لميندي
تولى ديفيد غيون تدريب ريمس وقام بتثبيت ميندي ليكون الحارس الأول وكان ميندي على قدر ذلك الثقة وساعد فريق في الفوز بلقب دوري الدرجة الثانية الفرنسي بفارق ١٥ نقطة بينه وبين صاحب المركز الثاني نيمز حيث لم تتلقى شباكه أهداف في ١٧ لقاء وكانت له النسبة الأفضل فى تلقى الأهداف (هدف كل ١٣٦ دقيقة).
الظهور الأول بالدرجة الأولى
ربما ظهور ميندي في الدرجة الأولى تأخر كثيرًا حيث كان بعمر ٢٦ عامًا و١٦٣ يوم وذلك في يوم ١١ أغسطس ٢٠١٨، لكن أن تأتي متأخرًا أفضل من أن لا تأتي.
لعب ميندي كل دقيقة من موسمه الأول في دوري الدرجة الأولى وحافظ على نظافة شباكه في ١٤ مباراة ثمانية منهم جاءت في أول ١٢ مباراة، وبشكل عام فقط والتر بينيتيز حارس نيس (١٦ مباراة) ومايك ماينان حارس ليل (١٥ مباراة) تفوقا على ميندي مع الأخذ في الاعتبار كونهم ضمن فرق تفوق قدرات نادي ريمس.

تصديات ميندي بلغت ١١٠ تصدي في ذلك الموسم وحالت دون استقبال ما يقرب من ستة أهداف وفقًا لجودة التسديدات على المرمى مما كان سببًا رئيسيًا في احتلال ريمس المركز الثامن والذي يُعد أفضل مركز له في الدوري الفرنسي منذ ٤٣ عامًا.
الظهور الأول لرين الفرنسي بدوري أبطال أوروبا بمساعدة ميندي
لم يُظهر رين الجودة الكافية بالدوري في موسم ٢٠١٩/٢٠١٨ برغم فوزه بلقب كأس فرنسا الغائب عن خزائن النادي منذ ٤٨ عامًا ولكن ذلك التتويج مكّن النادي من البناء لما بعد ذلك اللقب.
أنهى رين الموسم متأخرًا عن ريمس بمركزين ولكن ذلك لم يمنع ميندي من الانتقال إلى رين قبل ثلاثة أيام فقط من بداية الموسم الجديد.
حافظ رين على شباكه نظيفة في أكثر من ثلث (٣٨٪) المباريات التي ظهر فيها الحارس السنغالي (٩ من أصل ٢٤)، فقط الحارس الصربي بريدراج راجكوفيتش كان معدل استقباله للأهداف أفضل من ميندي، ذلك الأداء المبهر مكّن رين من الحصول على المركز الثالث وتأهله لدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخهم.
Rennes have qualified for the Champions League for the first time in their history.
European nights will be coming to the Roazhon Park Stadium next season. pic.twitter.com/9B75tMvpoC
— Squawka Football (@Squawka) April 30, 2020
يتحدث ميندي عن موسمه مع رين ودور أوليفييه سورين مدرب الحراس في تطويره فقال : ” في العام الماضي قدم لي أوليفييه سورين مقارنات في فرنسا وأوروبا حول إحصائيات مثل الأهداف المتوقعة والشباك النظيفة ودقة تمريراتي لإعطائي ملاحظات حول كيفية تطوري، كل الإحصائيات التي قدمها لي عززت فكرة أنه يمكن أن يكون لدي طموح مختلف “
نجاحات ميندي من التأهل مع ريمس للدرجة الأولى إلى حصول ريمس على مركز غاب عنه ٤٣ عامًا ثم التأهل التاريخي لرين إلى الاستحقاق الأعظم في القارة الأوروبية، فمن الطبيعي أن تكون الخطوة القادمة نحو تشيلسي الإنجليزي.
ميندي ولحظات عاطفية مع زملائه السابقين بنادي رين 👇🏻
Edouard Mendy sharing a moment with his former Rennes team-mates after Chelsea's win
Lovely to see 💙😁 pic.twitter.com/poooCwcOii
— Metro Sport (@Metro_Sport) November 4, 2020
معاناة تشيلسي في مركز حراسة المرمى
رحل تيبو كورتوا حارس البلوز إلى ريال مدريد الإسباني في موسم ٢٠١٩/٢٠١٨ وتم تعويضه بالرقم الأعلى في تاريخ تعاقدات حراس المرمي بوصول الإسباني كيبا، لكن اللاعب الإسباني كافح للتكيف مع الدوري الإنجليزي الممتاز مما أضر ذلك سجل تشيلسي الدفاعي.
تلقى تشيلسي خلال الموسمين ٢٠١٨-٢٠٢٠ تسديدات بلغت نسبتها ١٣.٩٪ من إجمالي التسديدات في الدوري، فقط تلقى فريق هيدرسفيلد تاون نسبة أعلى بلغت ١٤.٦٪ خلال نفس الفترة.
كما تلقى تشيلسى خلال تلك الفترة ٩٠ هدفًا مع نسبة متوقعة لاستقباله الأهداف بلغت ٧٥.٥ هدفًا، أي استقبل أكثر مما هو متوقع، أداء ضعيف للغاية للبلوز.
احتاج تشيلسي إلى الثقة والأمان لذا لم يجد أفضل من بيتر تشيك في دوره الجديد كمستشار تقني للبحث عن تشيك جديد للقلعة الزرقاء.
للمرة الثانية في تاريخ تشيلسي، قرروا طرق باب رين الفرنسي للحصول على حارس مرمى ذو تصنيف عالٍ على أمل تكرار نجاح تشيك مرة ثانية، وبالنظر إلى أداء إدوارد ميندي في موسمه الأول فهو في طريقه للقيام بذلك.
سنُكمل رحلة إدوارد ميندي الرائعة في ستامفورد بريدچ في الجزء الثاني