كل الرياضاترجاءًا ميسي.. لا تُجبِر الكتلان على عمل فِعلة قوم نابولي

رجاءًا ميسي.. لا تُجبِر الكتلان على عمل فِعلة قوم نابولي

- Advertisement -
- Advertisement -

واصل ليونيل ميسي نثر سحره وإبداعه الكروي، وتمكن من حسم لقاء ذهاب الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا لمصلحة فريقه برشلونة أمام ليفربول بتسجيله هدفين من أصل ثلاث فاز بهم النادي الكتالوني.

الأرجنتيني دائمًا ما كان كادحًا مُخلصًا وممتعًا كذلك في عمله حتى في الثلاث سنوات الماضية التي شهدت عجاف وجفاء النجاحات الأوروبية للبلوجرانا حيث سجل خلال هذه الفترة 140 هدفًا وصنع 57 آخرين لحساب جميع المسابقات.

مع إيداع هذه الأرقام الجبارة في جانب، والعودة إلى حاضرنا مرة أخرى فإن ما صنعه ميسي في موقعة الريدز هو نقطة في بحر عُنفوانه الهجومي هذا الموسم.

فقط إذا أردنا التقاط خيط رفيع من أحداث لقاءه مع رفقاء فان دايك، فإن الهدف الثاني الذي أحرزه من ركلة ثابتة مُتقنة للغاية يُعد الهدف الثامن له من ضربات حرة مُعززًا بذلك صدارته كأكثر من سجل من هذه الوضعيات في أوروبا هذا الموسم لحساب جميع مسابقاتها.

قبل الخوض في أرقام “البولجا”، سنتوغل خِلسةً بكل سرعة في أروقة العمليات التكتيكية التي يجاورها ليو في كتيبة فالفيردي لوضع أيدينا على نقاط دقيقة تُبلور عمل ميسي أكثر.

عند النظر إلى التشكيلة الأساسية للفريق ضد ليفربول وغيرها من اللقاءات ستجد أن البارسا يملك أسماء للاعبين كبار، والحديث خاصةً عن منظومة وسط الميدان المرجعية دائمًا لفلسفة الكتلان، والتي بمرور الوقت وكبر سن ظابطي إيقاعها، أصبح برشلونة يتغذى نسبيًا فقط على فُتات قُدراتهم.

بوسكيتس وراكيتيتش إضافة إلى الشيلي المخضرم، ومع سن ال31 وال32 عامًا، فهم مُقاتلون شرفاء مستعدون للتضحية من أجل الفريق ولكنهم أصبحوا لا يملكون الكثير للتضحية به على الصعيد البدني، خاصةً الإسباني والكرواتي.

فقط، تعويض تفاصيل الصراع مع الخصم، بغريزتهم ومَكرهم التكتيكي العميق والذي بالمناسبة هو ناجح ولكن إحصائيات لقاء ليفربول أثبتت أن الفريق كان يُمكن جدًا قتله ولكن ذلك قبل أن يكبح منقذهم الأرجنتيني كالعادة جماح الفريق الإنجليزي تمامًا.

يجدر التذكير كذلك ولموازنة المُعادلة بالقيمة التي يقدمها متوسط الميدان آرتور خاصةً في مفهوم الإستحواذ، تلك الآليات بين قوسين المتهالكة نسبيًا في تفاصيل معينة مطلوبة لتكامل حيثيات المنافسة بأريحية في عُرف كرة القدم، هي ما يجاورها صاحب الرقم 10.

بين السطور، تداعيات مثل هذه وآخرى لاحقة إضافة إلى انعكاساتها، قد أنتجت حالة غريبة من أعنف تجليات الشر الكروي التي جسدها لاعب يومًا ما، بطلها أرجنتيني يُسمى “ليونيل ميسي”.

مساهمة “البرغوث” بصورة مباشرة في 70 هدف هذا الموسم، ما بين التسجيل في 48 مناسبة وصناعة 22 هدفًا آخرين لحساب جميع المسابقات أى ما يُمثل نسبة 53% (أكثر من النصف) من مجموع الأهداف التي أحرزها برشلونة لحساب كامل منافسات الفريق والتي بلغت 133 هدفًا.

الغُصة المؤلمة والتي تُفند أكثر مفاهيم المعاناة لاكتمال خصوبة حقول المنظومة الهجومية بديناميكيتها وتأثيراتها التي قد تساعد ميسي أكثر من ذلك هو عدم التطور الكافي والفَعّال لفيليبي كوتينيو والفرنسي عثمان ديمبيلي اللذان يقدمان الإضافة ولكن على فترات متقطعة جدًا.

الحاشية الهجومية المساعدة لصاحب ال31 عامًا تتمحور كثيرًا حول صديقين تقريبًا فقط، هما من نفس عُمره كذلك..

مهاجم أوروجوياني يلعب بقلب شجاع ووفي لمعشوقه الأول “ليو” وظهير أيسر يُدعى “خوردي ألبا” يملك تناغم فذ بينه وبين الأرجنتيني أعقبه إنتاج جُملة مألوفة تُعد الأكثر رُعبًا بين لاعبيّن اثنين في أوروبا حاليًا.

بين المقصرين، والمُجيدين، وكما هى عاداته هو وفريقه فقط مسح ميسي محيطه المحلى تمامًا، ولكن بانتهازية وأسهم مسممة أكثر نحو الخصوم.

منحت أهداف ليونيل ال34 في الدوري الإسباني بصورة مباشرة جلب 17 نقطة لفريقه، أي أكثر من فارق النقاط الذي حسم به برشلونة اللقب عن الفريق الذي كان يطارده “أتليتكو مدريد” بمقدار 8 نقاط.

مَشّط قائد برشلونة أسلحته الناعمة وفَعّلها آخيرًا على الصعيد الأوروبي وبات يحتل صدارة هدافي بطولة دوري أبطال أوروبا برصيد 12 هدف بعد مباراة ليفربول.

وبمناسبة لقاء كتيبة يورجن كلوب، وللدلالة على تنامي نبش ميسي العميق جدًا في ترسانته التِقنية والبدنية هذا الموسم، فقد نجح في عمل 9 مراوغات ناجحة أمام ليفربول أقل بواحدة فقط عن أكبر معدل للمراوغات قام به هذه السنة والذي كان ضد غريمه في المدينة “إسبانيول”.

ناهيك عن الهدفين وكل هذا خاصةً أمام الدفاع الأقوى في الدوريات الخمس الكبرى في هذا الموسم حيث لم يتلقى الريدز سوى 20 هدفًا فقط في البريميرليج.

الجدير بالذكر أن المرواغات المؤداه هذه هى جزء بسيط من رقم مُرعب آخر يملكه “ليونيل” يتمثل في عمل 174 مراوغة ناجحة في هذا الموسم، “فالشئ من مأتاه لا يُستغربُ”.

ترسيخ وتأكيد على أن خصائص الأرجنتيني الاستثنائية في تفكيك حصون وتعقيدات الخصوم لازالت تعمل بنَهّم وجودة فنية يصعُب مشاهدتها في المستقبل مرة آخرى بعالم الجلد المُدور.

التضحيات العتيقة تِلك من ميسي خاصةً مع تذكر أيضًا إحصائية الثلاث مواسم الماضية المذكورة والتي حصل في آخر موسمين منهم على جائزة الحذاء الذهبي كأكثر من سجل أهدافًا في الدوريات الأوروبية والمرشح لقنصها كذلك هذا الموسم تُثلج وتُخضع القلوب والمشاعر لدى الجماهير حبًا في هذا العبقري الوفي.

يجدر التذكير ونسبةً إلى العنوان فإن جماهير نابولى شرعت مسبقًا بالفعل ببناء كنيسة في المدينة لدييجو مارادونا بل والأكثر من ذلك أسسوا ديانة له لجنونهم بحبه بعدما جعلهم يفوزوا بلقبىّ للدوري الإيطالي وبطولة كأس الاتحاد الأوروبي إلى جانب السوبر الإيطالي.

لذا فقد وجب السؤال هل يُمكن أن يصل حب الكتلان لمعشوقهم الأرجنتيني، بالسير على نهج قوم الجنوب الإيطالي؟

تعليقات الفيس بوك

الكاتب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار