ديربي إيطاليا: عندما تبدأ الحرب يفتح الجحيم أبوابه

ديربي إيطاليا: عندما تبدأ الحرب يفتح الجحيم أبوابه

Array
- Advertisement -
- Advertisement -

يستضيف ملعب الجوزيبي مياتسا في الثامنة والنصف من مساء الجمعة بتوقيت القاهرة ملحمة كروية تاريخية بين كبيري إيطالي النيراتزوري انتر ميلان ثالث الدوري الإيطالي ضد البيانكونيري يوفينتوس متصدر الترتيب وصاحب السجل الخالي من الهزيمة حتى وقتنا هذا بين فرق الدوري أجمع، في معركة تاريخية تغلغلت لحواجز أخرى تخطت حاجز كونها مجرد مباراة كرة قدم لتأخذ منحنيات ومسميات أعمق من ذلك بكثير.

 

استعملت كلمة ديربي لأول مرة لوصف هذه المباراة عام 1967 عن طريق الصحفي الشهير جياني بيريرا الذي يعتبره البعض مفجراً لثورة الصحافة الرياضية بالقرن العشرين، وأطلق هذا المصطلح لعدة أسباب أبرزها قوة الفريقين الكبيرة اقتصادياً آنذاك بسبب قوة عائلة آنييلي المالكة ليوفنتوس وعائلة موراتي المالكة للنيراتزوري، بجانب قوة الطرفين في تلك الفترة، وأيضاً بسبب أعداد الجماهير المهولة للفرقتين داخل وخارج إيطاليا، وذلك بعيداً عن العداوة التاريخية المتأصلة للناديين ضد بعضهما البعض منذ أن كان جوزيبي مياتسا ذات نفسه لاعباً مروراً بقضية الكالشيو بولي الشهيرة، مروراً بسيطرة اليوفينتوس التاريخية من 2010 حتى وقتنا الراهن.

 

يوفينتوس تاريخياً كان في عداوة كبيرة مع كل فرق إيطاليا، لكن ازدادت الأمور سوءاً مع انتر ميلانو بالتحديد طليعة بداية أزمة الكالشيوبولي الشهيرة وسحب لقبي الكالشيو من يوفينتوس واحتسابهم في رصيد الأفاعي، وهو ماترفض جماهير اليوفينتوس الإعتراف به حتى الآن، وهو في نفس التوقيت ما تعتبره جماهير الانتر كالانتصار في وجه نفوذ أبناء السيدة العجوز.

 

الحرب هي أن تلتهم الأرض لحوم البشر

يتهم جماهير انتر ميلان تاريخياً بتساهل الاتحاد الكرة الايطالي مع ادارة يوفينتوس نظراً لنفوذ عائلة آنييلي التاريخية داخل الاتحاد والذي كان يرأسه آنييلي نفسه في فترة من فترات التاريخ ترجع لعام 1960 حينما فاز يوفينتوس بأكبر نتيجة في تاريخ الديربي بتسعة أهداف لهدف، قصة هذه المباراة التي جمعت الفريقين في الجولة ال28 في تورينو حينما اقتحمت الجماهير ملعب اللقاء مما اضطر الاتحاد لالغاء واحتساب الانتر فائزاً بنتيجة هدفين للاشئ قبل أن يعود الاتحاد عن قراره ليلغي هذا القرار ويقرر بإعادة المباراة من جديد بحجة أنه بعد خروج الجماهير من الملعب كان من الممكن إستكمال المباراة من جديد لولا أن لاعبي انتر ميلانو هم من عزفوا عن استكمال المباراة.

 

حينها اتهم موراتي الاتحاد الايطالي بالتواطئ مع آنييلي لصالح البيانكونيري، حتى ثار غاضباً وقرر المشاركة في المباراة بالناشئين وفريق الشباب ليتلقى أثر قراره هذا أكبر وأعنف نتيجة في تاريخ مواجهات الفريقين والتي يفتخر بها مشجعي البيانكونيري حتى الآن.

1960–61 Serie A – Juventus v Inter Milan – Mazzola contrasts with Sarti

لأن الكراهية كالطاقة لا تٌفنى ولا تستحدث من العدم

وبموسم 1997/1998 التقى الفريقان في مباراة الاياب من الموسم حينما دخل حكم اللقاء بييرو تشيكاريني التاريخ من أوسع أبوابه عندما خلق حالة من الجدل بعد عدم احتسابه ضربة جزاء صحيحة واضحة للظاهرة رونالدو لاعب الانتر آنذاك ضد مدافع اليوفينتوس مارك يوليانو، ما أسفر عن إرتداد الكرة لصالح السيدة العجوز لملهمها اليساندرو ديل بييرو الذي تحصل على ركلة جزاء حينها وسجلها لتنتهي المباراة بهذا الهدف المشكوك في صحته من الأساس والذي حسم لقب الكالشيو لصالح اليوفينتوس.

رونالدو ضد ماركو يوليانو

“إنهم جميعاً لصوص”
-البرلماني الإيطالي دومينيكو غاراماتسيو محدثاً البرلماني الإيطالي ولاعب يوفينتوس السابق ماسيمو ماورو، ابريل 1998-

خرجت هذه الأزمة خارج إطار ميدان كرة القدم ودخلت بأعماق الميادين السياسية حتى وصلت للبرلمان الإيطالي ذات نفسه وذلك خلال المسائلة التي تبث علناً داخل المجلس بعام 1998 عندما قال البرلماني الإيطالي دومينيكو غاراماتسيو الجملة السابقة مما أثار حفيظة نائب رئيس الوزراء والتر فيلتروني مما دفعه للتعليق قائلا: ” نحن لسنا في الملعب هنا، الأمر برمته بشع ولا يستحق التحدث بشأنه”، مما خلفت هذه الواقعة عقوبات على بعض السياسيين.

العنصرية.. الوجه القبيح من الحياة

بديسمبر عام 2009 استغلت كورفا سود ستاد الاولمبي بتورينو الفرصة التي سنحت أمامهم لتوجيه هتافات عنصرية مهينة بحق مهاجم انتر ميلانو آنذاك ماريو بالوتيلي بسبب الأصول الغانية التي ينحدر منها اللاعب، مما أثار حفيظة الجميع في الملعب وجعل رئيس السيدة العجوز حينها جان كلود بلان رفقة ميريلا سكيريا أرملة أسطورة اليوفينتوس غايتانو شيريا بمخاطبة روابط الاولتراس علناً عن الامتناع عن الهتاف بالهتافات العنصرية في حق اللاعبين، المباراة بحد ذاتها شهدت جانباً عنيفاً بظهور سبع بطاقات صفراء وبطاقة حمراء وطرد جوزيه مورينهو في شوط المباراة الأول نتيجة مجادلته للحكم في المباراة التي إنتهت بهدف وحيد سجله كلاوديو ماركيزيو في شوط المباراة الثاني.

ضحايا المباراة

حالة سلام

ربما انخفضت مدى قوة الديربي في الاعوام القليلة السابقة عن حالتها المعهودة تاريخياً، وربما لايصح إطلاقنا كلمة ديربي على المباراة في كثير من الأحوال نظراً لإنخفاض مستوى إنتر ميلانو في الأعوام السابقة، سبقها هبوط يوفينتوس إثر فضيحة الكالشيو بولي وظهور قوى عظمة أخرى عديدة في فترات متقطعة كنابولي والميلان وروما إلا أن تلك المباراة لها مذاق خاص دائما، على الرغم من إنخفاض حالة الحرب بين الفريقين مما دفع لاعب كماورو إيكاردي للتحدث عن مباراة الغد بوصفها أهم مباراة ديربي سيلعبها كونها فقط ستسمح له بالمشاركة أمام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، دون النظر لقوة المباراة تاريخياً أو أي شئ آخر سوى هذا الدافع الشخصي الذي يحمله ايكاردي عن المباراة فقط لا غير.

 

وتدخل كتيبة سباليتي غداً المباراة في محاولة لكسر هيمنة السيدة العجوز المحلية وتسجيل أول هزيمة للفريق بالدوري والزحف قليلاً نحو المركز الثاني لمصارعة نابولي عليه على الرغم من ضعف المردود الذي يقدمه الفريق في آخر 6 مباريات بهزيمته في مباراتين وتعادله في اثنين وفوزه في اثنين، بينما تدخل السيدة العجوز المباراة بصورة مثالية في فوزه في آخر 5 مباريات في الدوري بجانب رغبة نجم البيانكونيري الأول كريستيانو رونالدو في ترك أولى بصماته في أول مشاركة له في الديربي الإيطالي الأول.

تعليقات الفيس بوك

الكاتب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار