“أنا ديبالا، الأمر ليس أنني لا تعجبني المقارنة به، لكنه أسطورة (ميسي). لا أريد أن يتم مقارنتي بأحد، يمكنكم أن تكتبوا ما يعجبكم، لكنني أريد أن أصنع مشواري وأن أفوز ببطولاتي.”
موسم جديد والأرجنتيني مستمر في تألقه مع البيانكونيري، بل هي البداية الأفضل له في مشواره، ثمانية أهداف بعد فقط خمس مباريات، آخرها هاتريك من الأهداف المميزة في شباك ساسولو. كلما يتألق الأرجنتيني يعود الحديث وتعود المقارنات بينه وبين نجم التانجو الأول ليونيل ميسي، هل يكون هو خليفة البرغوث علي عرش الكرة العالمية؟ هل ديبالا قادر أن يكون أفضل من مواطنه؟ كل تلك الأسألة تبدو منطقية ومشروعة، لكن دعنا نضع ذلك النقاش جانبا ونطرح سؤالا آخر، هل ميسي هو من يجب مقارنة ديبالا به؟ أم يمكن أن نقارنه مع زلاتان إبراهيموفيتش؟
ديبالا وإبرا؟ تبدو غريبة نعم، لاعبان يتمتعان بالموهبة والقدرة علي حسم المباريات بمفردهم، لكننا كما إتفقنا سنضع المهارات جانبا الآن وسنأخذ النقاش إلي منعطف آخر..
المتابع الجيد لمسيرة السويدي يعلم أن في كل الفرق تقريبا التي لعب لها كان هناك إعتماد شبه كلي عليه، خطة لعب الفريق بأكملها تكون قائمة علي إيصال الكرة له ليصنع الفرق بمهاراته، رأينا ذلك مع انتر، ميلان، باريس سان جيرمان، حتي في موسمه الوحيد مع البارسا، هذه الخطة كانت تعمل بشكل ممتاز أمام الفرق الصغيرة والمتوسطة، حيث كانت مهارات السويدي وقدراته البدنية تصنع الفارق بمفردها، لكن عندما يأتي الأمر للمواجهات المصيرية أمام كبار القوم أو في بطولة دوري الأبطال، يختفي السويدي ويفشل في صنع الفارق.
جمهور الانتر يتذكر عروضه الباهتة أمام ليفربول ومانشستر يونايتد في دوري الأبطال، مع برشلونة أمام انتر بالذات في نصف النهائي، مع باريس سان جيرمان أمام برشلونة وأمام تشيلسي حينما كانت الأمال معقودة عليه لقيادة الفريق للعبور، وغيرها الكثير من اللقاءات التي حينما كان الفريق يحتاج إبرا كان الأخير لا يقدم المعهود.
ديبالا في الموسم الماضي كان عنصرا فعالا في كتيبة أليجري وحسم عديد اللقاءات أمام صغار القوم في الكالتشيو بمهارته وتسديداته اليسارية، لكن لقاءات البيانكونيري مع الكبار كان التألق دائما لهيجوايين التي بأهدافه جلب الثلاث نقاط أمام نابولي وروما المتنافسان الرئيسيان علي اللقب، حتي أمام قطبي ميلانو لم يظهر “لا خويا” إلا عبر الكرات الثابتة، وفي لقاء السوبر في الدوحة أمام ميلان أضاع ركلة جزاء تسببت بخسارة فريقه اللقب. البعض قد يعارض هذا الرأي بالإشارة إلي لقاء البارسا في تورينو الذي شهد تألق ديبالا وتسجيله هدفين مميزين، ولكن مثل إبرا، هو لقاء وحيد قدم فيه المستوي المعهود أمام لقاءات أخري عديدة فشل في تقديم المطلوب.
خيبة الأمل الكبري لديبالا كانت في نهائي دوري الأبطال أمام الريال، الأرجنتيني دخل اللقاء وسط هالة إعلامية كبيرة، حيث كانت تعقد عليه الآمال لفك نحس السيدة العجوز مع ذات الأذنين، لكنه بدا كشبح طوال اللقاء وبدا تائها وسط نجوم الريال، مما،بحسب الروايات، دفع زميله السابق بونوتشي لتوجيه اللوم له بين شوطي اللقاء علي أداءه الضعيف.
نفس الأمر تكرر في لقاء يوفي هذا الموسم أمام برشلونة في كامب نو. قبل اللقاء مقارنات إعلامية مع ميسي وحديث عن موقعة لحسم من الأفضل بين الثنائي، الأمر الذي حسمه ميسي لصالحه بثنائية مميزة وعرض قوي مقابل ظهور باهت آخر لديبالا في لقاء كبير كان فريقه يعقد عليه الآمال للتألق، خصوصا مع الحالة المميزة التي يعيشها محليا.
الحديث في هذا الموضوع قد يبدو سابق لأوانه، خصوصا مع السن الصغيرة للاعب (23 عاما)، ولكن إذا كان ديبالا يريد أن يحذو حذو ميسي، حتي لو صرح بعكس ذلك، سيكون عليه أن يصبح حاسما أمام الكبار مثل ليو، وإلا سيؤول به المطاف أن يصبح لاعبا ممتعا يرعب الصغار ولا يخشاه الكبار.