دوري سيد عبد النعيم - ممنوع لأصحاب القلوب الضعيفة

دوري سيد عبد النعيم – ممنوع لأصحاب القلوب الضعيفة

Array
- Advertisement -
- Advertisement -

التاريخ هو الجمعة، الثالث والعشرون من مايو لعام ٢٠٠٣، والحدث هو نهاية الدوري، المعروف لجماهير كرة القدم المصرية بلقب دوري سيد عبد النعيم.

موقف الدوري:

لنرجع سويًا بالزمن إلى الخلف، بالتحديد ١٨ عامًا.

انطلق مشجعو الأهلي نحو ملعب عثمان أحمد عثمان بالجبل الأخضر، كلهم حماس وأمل في الاحتفال بلقب الدوري العام بعد غياب ثلاث سنوات.

الأهلي يتصدر جدول ترتيب البطولة برصيد ٦٦ نقطة ويفصله عن الزمالك صاحب المركز الثاني نقطتين.

مباراة أمام الصاعد حديثًا للدوري نادي إنبي كافية لتتويج المارد الأحمر باللقب حال الفوز بها.

على الجانب الآخر، وفي نفس التوقيت يواجه الزمالك ضيفه الإسماعيلي بستاد القاهرة على مسافة عشر دقائق من ملعب المقاولون العرب.

جمهور الزمالك يتجه إلى الملعب بأعداد قليلة، أكثرهم تفاؤلًا يمني النفس بتعادل الأهلي حتى يتسنى للزمالك الفوز ولعب مباراة فاصلة لحسم اللقب.

تنطلق صافرة البداية في الملعبين في نفس اللحظة ويبدأ الأهلي ضغطه بغية إراحة الأعصاب مبكرًا.

بونفرير، المدير الفني الهولندي للأهلي آنذاك يدفع بكل نجومه وينتظر هدف التقدم.

فرصة تلو الأخرى تضيع بغرابة والقلق يبدأ في التسرب داخل النفوس.

لكن نتيجة الملعب الآخر تشير إلى التعادل، إذًا لا خوف على الدرع.

إنبي يظهر قتالًا شرسًا ولا يبدو عليه أنه سيكون خصمًا سهلًا.

سيد عبد النعيم يدخل التاريخ:

الدقيقة ٣٣ في عثمان أحمد عثمان، أسامة حسن الظهير الأيسر لإنبي وأحد ناشئي الأهلي السابقين يتقدم من الجبهة اليسرى، يحافظ على الكرة من أمام رامي سعيد ظهير أيمن الأهلي، ويرفع كرة عرضية داخل منطقة جزاء الأهلي..

لحظات من العمر يتغير فيها التاريخ، تلك كانت أحدهم، يرتقي مهاجم إنبي سيد عبد النعيم، متخلصًا من رقابة شادي محمد، ويوجه الكرة برأسه على يسار حارس الأهلي عصام الحضري.

الكرة في الشباك، الصمت يسود الملعب، الحكم يطلق صافرته.. هدف لمصلحة إنبي. الفريق البترولي يتقدم على نادي القرن.

لم يكن من السهل في عصر ما قبل انتشار التكنولوچيا ووسائل التواصل الاجتماعي معرفة نتائج المباريات بالسرعة التي نعيشها حاليًا.

الراديو كان رفيق مناصري الزمالك في ستاد القاهرة، الخبر وصل، الأهلي متأخر، الهتاف يعلو..

الدوري يا زمااالك

انتهى الشوط الأول في الملعبين، الأهلي متأخر بهدف والزمالك لا يزال متعادلًا مع الدراويش.

درع الدوري لا زال في طريقه إلى الجزيرة.

شوط المباراة الثاني في ستاد القاهرة شهد ضغطًا شديدًا من قبل لاعبو الفريق الأبيض، حتى أتت لحظة من لحظات التاريخ..

حسام عبد المنعم يجلب الدرع لميت عقبة:

ضربة ركنية للزمالك يخرج حارس الإسماعيلي محمد صبحي ويفشل في إبعادها، لتسقط الكرة أمام حسام عبد المنعم.

لاعب الزمالك لا يتوانى في إيداع الكرة المرمى وسط محاولات من لاعبي الإسماعيلي في إخراجها.

إنه هدف، الزمالك يغير الأوضاع، الزمالك يقطع الطريق على درع الدوري.

دقائق من الإثارة عاشها كل مشجع للقطبين، أصحاب القلوب الضعيفة أغلقوا شاشات التلفاز وأبوا متابعة ما تبقى من المباريات.

الساعة الخامسة إلا عشر دقائق، صافرة النهاية تنطلق في ستاد القاهرة والحكم يعلن فوز الزمالك بهدف، ولكن..!!؟

ماذا يحدث في ستاد المقاولون؟

لاعبو الزمالك يتجمعون حول جهاز راديو مع حارس مرمى الفريق محمد عبد المنصف في انتظار صافرة النهاية في الملعب الآخر.

الجمهور الأهلاوي في صدمة، الفرص تضيع بغرابة، الكرة تأبى الدخول.

الناشئ محمد فضل يستلم الكرة أمام المرمى الخالي، إنه هدف التعادل، سنتجه لمباراة فاصلة..

ولكن فضل يهدر الكرة بغرابة ويمنع تحقيق التعادل ويهدي اللقب للغريم التقليدي.

صافرة النهاية، المعجزة تتحقق، المستحيل ليس زملكاويًا، ليس اليوم.

الزمالك بطلًا للدوري العام للسنة الثانية على التوالي.

الدرع سينام في ميت عقبة بعد أن كان على أبواب الجزيرة.

أكثر ليالي الدوري المصري إثارة عبر تاريخه انتهت مخلفة وراءها العديد من الأسي في الصفوف الحمراء.

فرحة هستيرية في المعسكر الأبيض، والسبب لاعب مغمور بصفوف إنبي يُدعى سيد عبد النعيم.

اقرأ أيضًا في الموقع:

ساسي .. سهل أن تكون لاعب كرة، صعب أن تكون فرجاني ساسي

تعليقات الفيس بوك

الكاتب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار