قد يصبح السن الكبير عائقاً للاستمرار في الملاعب، وبالذات عندما تكون في دوري مثل البريميرليج. لذلك، عندما احتفل جاريث باري بالظهور في المباراة 600 في الدوري الممتاز، وتسجيل هدف في مرمى “ميدلسبره”، فإنها مكافأة عادلة للاعب الذي كان خادماً رائعاً لناديه ومنتخب بلاده طوال حياته المهنية.
انضم اللاعب البالغ من العمر 35 إلي راين جيجز وفرانك لامبارد في النادي اللامع للاعبين الذين تخطوا 600 مباراة في تاريخهم في الدوري، ولكن في الحقيقة لن يعتبر “باري” من نفس الفئة. أنه من النوعية التي ينظر إليها على أنها تعتمد علي نفسها دائماً، موهبة “باري” أكثر إصراراً، حيث تم تقييمه بأقل من قيمته التي يستحقها إلى حد كبير بتجاهل النقاد والمحللين له.
من الصعب التفكير في اللاعب الذي نجح مسيرته بشكل جيد، النشأة مع الفريق الأول في “أستون فيلا” لمدة ثلاث سنوات، فإن باري انتقل إلى مركز الظهير الأيسر، حيث تم اختياره أولاً لإنجلترا، وأصبح لاعباً مهماً بالنسبة للنادي، وقائداً للفريق في سن مبكرة.
حينما طور طريقة لعبه، ويرجع ذلك جزئيا إلى الدور الذي طُلب منه أن يلعبه مع “مانشستر سيتي” بعد انتقاله إليه، في الواقع، عززت ركلات الجزاء من رصيده في الأهداف مع “فيلا”، فإن القائد سجل 32 هدفاً في الدوري في آخر 5 مواسم في النادي. وهو رقم ممتاز بفضل الركلات الثابتة، مع القدم اليسرى الرائعة والقدرة على صد المعارضين في حوزته، لم يكن باري دائما حتى دفاعي التفكير، والذي غالبا ما يتم تجاهله لتأديته جيداً علي الجانب الهجومي.
كان النقد الموجه غالبا ما يستهدف لاعب خط الوسط طوال مسيرته عدم تمتعه بالسرعة الكافية لكنه يتمتع بسرعة الفكر. بينما يتذكر بقسوة المشوار المخيب للآمال في نهائيات كأس العالم 2010، حيث خرجت إنجلترا من المنافسة أمام ألمانيا، وكان باري أصبح واحداً من اللاعبين الأساسيين في منتخب الأسود الثلاثة استعداداً للبطول، بعد خروجه من القائمة الدولية لمدة أربع سنوات خلال عهد سفين جوران اريكسون، فإن باري بني علاقة قوية مع ستيفن جيرارد في داخل وخارج الملعب في منتصف الميدان، الأمر الذي فشل فيه أغلب اللاعبون الآخرون .
وكانت لديه القدرة على البقاء بدون إصابة يعد إنجازاً ملحوظاً، قد يكون من المستغرب لدي البعض نظراً لسياسة الانتقالات في النادي خلال الفترة التي قضاها في مانشستر سيتي، ولكن باري بدأ مباريات أكثر من أي لاعب في مانشستر سيتي (123
مباراة) في السنوات الأربع التي قضاها هناك. وكان “باري” عضواً حيوياً في الفريق الذي فاز باللقب في موسم 2011-2012.
كان لديه دورا مماثلا في فريقه الحالي إيفرتون، يكن له مدربه السابق روبرتو مارتينيز الكثير من المدح،كان إعجاب الاسباني للاعب خط الوسط واضحاً تماماً. قال عنه مدرب ايفرتون السابق: “بالنسبة لي هو واحد من أفضل اللاعبين الإنجليز علي مدار التاريخ”، ولكنه يقصد الإشارة إلى عصر البريميرليج، باري لاعب يستحق بالتأكيد التواجد في قائمة أفضل لاعبي الوسط، وكتب الأرقام القياسية.

في الوقت الحاضر، ومع ذلك، غاريث باري ما زال هناك الكثير جداً ليقدمه كلاعب لإيفرتون، وكان يوم السبت الماضي ثاني مباراة له في 5 مباريات هذا الموسم، وجنبا إلى جنب مع ذو المجهود الوفير إدريسا غاي، والمخضرم الذي يشكل ثنائية مع “غاي” و اعطاء الإفريقي الدعم الذي يفتقر إليه في وسط الملعب في الموسم الماضي. دور السنغالي الدولي بالفعل قد يكون حيويا، وقال “كومان” مدرب إيفرتون عن “باري” أنه يمكنه مواصلة اللعب لعامين آخرين بنفس المستوي بلا أي مشكلة أو قلق من تغير مستواه.
الإنجليزي الدولي الذي سوف يكون قريباً أكثر لاعب لعب في تاريخ الدوري، لديه اللياقة البدنية التي تسمح له وضع اسمه بأحرف من نور في كتب الارقام القياسية في الدوري الممتاز. حصيلة ريان جيجز 632 مباراة في دوري الدرجة الاولى. يصعب كسر الرقم من الناحية الفنية هذا الموسم ولكن سيحاول الاقتراب منه. بعد كل شيء، أهمية باري لفريقه هي أكبر بكثير من جيجز، أو لامبارد، حيث يصعب عليك تحطيم رقم جيجز في سن ال35 ولهذا السبب يستحق كمية هائلة من الائتمان.
فهل يستطيع جاريث باري في النهاية تحطيم رقم الأسطورة جيجز في عدد مباريات البريميرليج ؟