أداما تراوري ديارا خريج أفضل أكادمية لكرة القدم في العالم، فقد تخرج حيث نشأ الأفضل عبر التاريخ ليونيل ميسي، يعود تراوري مرة أخرى حيث نشأ بين جدران نادي برشلونة الأسباني، لتكون عودته عن طلب صريح من المدرب تشافي هيرنانديز لتتسأل جميع جماهير البرلوجرانا عن كيفية افادة تراوري للفريق؟ وما هو التأثير الايجابي الذي رأه المدرب تشافي في الاستعانه بخدمات الاسباني الدولي ليطالب بعودته مره أخرى؟.
بدايته مع كرة القدم:
في عام 2004 التحق بأكادمية نادي برشلونة “اللاماسيا” طفل كان قد هاجر مع والديه من دولة مالي لاسبانيا ليحقق حلم الالتحاق بأفضل أكاديمية لكرة القدم في العالم في سن الـ 8 أعوام، استمرت مسيرة أداما تراوري مع فريق برشلونة ب ليشارك في 63 مباراة حيث سهام في 26 هدف 8 أهداف و 18 أسيست، ظهر تراوري مع الفريق الأول لبرشلونة في مناسبتين من منافسات الليجا وفي مناسبتين في اطار الكوبا دي راي أحرز خلالهما هدف وحيد، قبل أن يترك برشلونة ويرحل لفريق استون فيلا الانجليزي ومنه إلي ميدليسبره لينتهي به المطاف حيث تألقه مع فريق ولفرهامبيتون.
انفجاره مع الذئاب وتوظيف نونو سانتو له:
رغم مسيرته غير الموفقه مع استون فيلا وميدلسيبره أنفق فريق ولفرهامبتون في جلب الجناح والمهاجم الاسباني 20 مليون يورو في 2018 والذي كان يبلغ من العمر وقتها 22 عاما ليصبح بذلك اغلي صفقة في تاريخ الفريق، وعلى الرغم من بدايته الصعبة في الموسم الأول له إلا أنه في الموسم الذي يليه انفجر تراوري ليحقق للفريق انتصارات عديده، فبعد اصابات ضربت الفريق بدأ نونو سانتو المدرب البرتغالي السابق لفريق ولفرهامبتون الاعتماد على تراوري بعد تغير خطته من 3-5-2 إلى 3-4-3 ليكون اعتماده على الاسباني كجناح أيمن في الثلاثي الهجومي، كما أن ثنائية اداما ودوهرتي كانت هي الأكثر تجانس وافاده للفريق، ظهر ذلك اثناء مباراة الفريق مع السيتي بعد دخول دوهرتي وفعالية شراكة راؤول خيمينيز ليستغل سرعته في ضرب دفاعت السيتي المكشوف ليسجل هدفين، قيمة تراوري تظهر في سرعته بالكرة وقوته البدنية العالية.
ما يتميز به تراوري من فنيات:
يفضل تراوري دائما اللعب كجناح في الناحية اليمني، فهو أكثر فاعلية في حالة وجد المساحة خلف خط دفاع الخصم، ليقوم باستغلال سرعته وقوته في المراوغة لتهديد مرمي المنافس، لذلك هو يفضل أن يعطي لنفسه مساحه خلف المدافع وبالقرب من خط التماس لكي تكون لديه المساحة الكافية للجري خلفه.
وفيما يلي أهم نقاط القوة التي تميز الدولي الاسباني..
قوته الجسدية والتعامل مع الخصوم:
منذ خروجة من برشلونة عام 2015 ليلتحق بالدوري الانجليزي الممتاز من خلال فريق استون فيلا حقق أداما تراوري طفره كبيرة في مستواه البدني والفني، اللاعب صاحب الـ 26 عاما والذي يتميز بقدرته البدنية العالية وامكانياته على مراوغة الخصوم بكل سهوله حيث يعتمد كليا على امكانياته الجسدية وسرعته في الانطلاق بالكرة ومن ثم السيطرة عليها عند الجري بسرعات عالية ليصاحب ذلك رشاقة عالية اثناء التسارع، قوته البدنية وتوازن جسده يعد استثنائي فيما يسمح له بالفوز في المبارزات الثنائية والتي جائت نسبتها 56.3 % في أفضل مواسمه مع الذئاب.
يعرف تراوري كيف يستغل سرعته في استغلال المساحات خلف خط الدفاع المتقدم، كما أنه قوي للغاية في موقف واحد ضد واحد حيث قام بـ 234 مراوغة موسم 2019 بنسبة 70.09% منها فكان عدد المراوغات وجودتها أعلى من أي ظهير أخر في الدوري، على الرغم من أنه يبلغ طوله 178 سم ومع كتلته العضلية هذه إلا أنه يزن 72 كجم وبالتالي فإن كتلته العضلية لا تؤثر على سرعته بل إن قوته البدنيه تمنحه تفوق في الصراعات، بالإضافة إلي قدرته على المراوغة سواء كان على الأطراف أو بدخوله للعمق حيث يمكنه بشكل كبير خلق المساحات لفريقة ومن ثم جعل الفريق في حالة التفوق العددي أو المركزي.
السرعه والمراوغة والاحتفاظ بالكرة:
تعاقد تشافي مع اداما جاء بعد احتياج المدرب الكتالوني للاعب سريع وقوي بدنيا قادر على السيطرة على الكرة والجري بها بسرعات عالية مع رشاقة وثبات قوي مع هذا التسارع، وتعد هذه الصفات هي ما تٌميز أداما تراوري بالإضافة إلى أنه قادر على عمل التحولات السريعة وعمل عشوائية وخلل في دفاعات الخصم، لدي اللاعب الاسباني متوسط 4 مراوغات ناجحة في كل مباراة، ومع قدراته البدنية المزهلة وسرعته العالية إلا أن تراوري لا يعد في رأي كثير من المحللين لاعبا كاملا بمعني أن غيابه عنه الفريق يمكن تعويضه.
ما يميز تراوري أيضا أنه يعرف طريقه للثلث الأخير من الخصم بسرعه وقوة، بينما يحتاج برشلونة إلي لاعب يقوم بعملية الـ Progressive run “وهي الاحتفاظ بالكرة من خلال لاعب معين يقوم بتقريب الفريق من مناطق الخصم”، وهذا ما ييميز الاسباني حيث كان مع ولفرهامبتون في أول 19 مباراة قد سجل 100 عملية للـ Progressive run بفارق 13 مرة عن الذي يليه.
خلق المساحات:
“من الصعب جدا ايقافه، إذا كنت تريد إيقاف لاعب سريع بالدخول معه في سرعات، انسي ذلك، فلن يكون لديك أي فرصة”.
“لا يمكنك التفكير فيه كفرد، عليك التفكير فيه ككل، بالطبع من الصعب جدا إيقافه، إنه سريع جدًا وقوي لدرجة أنه من الصعب جدًا إيقافه، كان لديه تطور كبير مع نونو سانتو في الموسمين الماضيين، في هذه اللحظة هو لاعب أفضل “.
هكذا كان رأي جوزية مورينيو في أداما قبل مواجة توتنهام لفريق وليفرهامبتون، ما يبين أن مورينيو يعرف قدر أداما فيما لو تركه لاعب للاعب، الأمر الذي يستعدي دائما خلق حالات اثنين على واحد، الشئ الذي من خلاله يتم استغلال تراوري في خلق وافراغ كثير من المساحات لزملائه.
القوة الذهنية والعقلية:
في بعض الاحصائيات التي تمت أظهرت أن تراوري أكثر خطورة وقوة عندكما يكون فريقه متأخر في النتيجة، وظهر ذلك عندما قام بمحاولات تقدميه أكثر حيث زادت من 5.7 لتصل إلي 8.14 حالة خسارة فريقه، كما أن المبارازات الهجومية زادت من 56.3 إلي 59.5، كما أن دقة عرضياته ذات دقتها من 33.9 إلي 39.1، بالإضافة إلي أن معدل نجاحه في المراوغه عندما يكون فريقه متأخر (16.77/ 70.0%).
ارتكاب الأخطاء وسلاح الكرات الثابته:
الجميع شاهد اللاعب الاسباني وزراعية تلمعان من وضعه للزيت عليهما، وذلك لكي لا يتمكن المنافسين من الامساك به، ومع ذلك ونظرا لسرعته العالية فانه يتعرض لكثير من الاعترضات والتي تكلف المنافس أخطاء كثيرة في مناطق خطيرة من الملعب، تعرض تراوري لما يقرب من 39 اعتراضا وكان هناك اربع لاعبيين في الدوري هم اصحاب أكثر مرات ارتكاب الاخطاء ضده، في أول 26 مباراة له في كل المسابقات كان هناك 24 لاعب حاولوا ايقافه، وهذا أمر يعطيك افضلية في كون فريقك يمتلك لاعب مثل اداما ليكون الخيارات المتاحة له إما أن يمر من المنافس أو يعطيك خطأ من كره ثابته في أماكن خطيرة.
أهم عيوب تراوري:
عندما يدير اللاعب ظهره للمرمى فإنه لا يعرف الموقف من خلفه والخيار الأكثر أمانًا هو إعادة الكرة، قدرات تراوري الدفاعية ليست جيدة، يفقتقر الي اللمسة النهائية حيث أنها سيئة بالاضافة إلي تسديداته، لم يكن اداما مثاليا كونه غير متسق في أدائه، قدرته على اتخاذه القرارات في الثلث الأخير تحتاج إلي تحسن وكذلك التمرير والإبداع والرؤية وهنا تظهر أهم نقاط ضعفه في عملية الإنهاء والتعامل أمام المرمي، حيث لعب تراوري منذ انضمامة للدووري الإنجليزي الممتاز 160 مباراة أحرز 8 أهداف و 14 أسيست مما يدل على ضعف مردوده التهديفي.
قد لا يستفيد البرسا من تراوري في مكان الظهير حيث أن نونو مع الذئاب قد وضعه في هذا المكان في تشكيل 3-4-3 والذي كان يريد منه أن يكون أكثر انخراطا في اللعب، إلا أن شغل تراوري أماكن متأخره تقلل من التهديد الذي يمثله أثناء التحول وهذا لأنه بعيد عن المرمي، كما أن الخصوم الذين يلعبون على جهته سيكون قادرين على احكام تقدمه كثيرا في المهام الهجومية.
بعد معرفة نقاط قوة وضعف تراوري وبعد ظهوره مع تشافي ومشاركته في صناعة هدفين في أول مبارتين له، فإن أهم ما يجيده تراوري هو عملية التحولات فعند قطع الكرة وتحولها من خلال ممرر جيد له في المساحة خلف مدافعي المنافس فأنت قد شكلت تهديدا كبيرا على الخصم، برشلونة فريق يريد من يحمله لمناطق أعلى من الملعب في أقل وقت وبأقصي سرعه وهذا ما يبحث عنه تشافي في أداما.