كتب: شادي نبيل
يصر مسئولو الاتحاد المصري لرفع الأثقال برئاسة “محمود محجوب”، على المضي قدماً وبسرعة الصاروخ في طريق الأزمات والمشاكل، وأصبحت المصالح الشخصية والصراعات هي المسيطرة على القرارات والمتحكمة في مستقبل لعبة تعتبر من أكثر الألعاب حصداً للميداليات على المستوى العالمي والأوليمبي للرياضة المصرية، حيث قرر مسئولو اللعبة عدم المشاركة في منافسات بطولة العالم للشباب والشابات المقرر إقامتها بالعاصمة اليابانية طوكيو خلال الفترة من 15 حتى 23 من شهر يونيو الجارى.
قرار عدم المشاركة في بطولات العالم، ليس الأول ولن يكون الأخير في ظل تخبط المسئولين عن اللعبة، حيث سبقه قرار عدم مشاركة منتخب الناشئين تحت 17 عاما في بطولة العالم والتي كانت مقررة بتايلاند فبراير الماضي، فضلاً عن التلميح بعدم الموافقة على المشاركة بالبطولة الإفريقية للكبار المقرر لها شهر يوليو المقبل بموريشيوس، علاوة عن فضيحة المنشطات التي ضربت سبعة من لاعبى ولاعبات المنتخب خلال بطولة إفريقيا للناشئين والشباب التي أقيمت في نوفمبر الماضى بالقاهرة، وأدت إلى تدخل لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب من أجل التحقيق والتقصى حول أسباب الواقعة.
وبالبحث داخل أروقة الاتحاد حول السبب الرئيسي وراء عدم الموافقة على المشاركات الخارجية، تأكد أن التعلل بعدم وجود ميزانية أو دعم مادى ليس من ضمن الأسباب المطروحة، وتلخص السبب الأساسي في رغبة كلا من “أبراهيم الخولي” و”محمد عبد المقصود” عضوى المجلس تصدير المشاكل وعرقلة مسيرة “محجوب” داخل الاتحاد قبل الانتخابات القادمة، والحجة هي إنفراد رئيس المجلس بالقرارات وكأن كل ما يعنيهم هي مصالحهم الشخصية ولَم يعيروا أي إنتباه لمستقبل اللعبة أو طموح أبطال كل شاغلهم تحقيق أحلامهم ورفع علم بلدهم في المحافل الدولية، وأعتمد هذان العضوان على ثغرات قانونية تخص عدم إكتمال النصاب القانوني أو التوقيع على محاضر الجلسات وعليه لا يمكن اتخاذ أى قرار داخل المجلس.
ونزل خبر عدم المشاركة بالبطولة كالصاعقة على كلا من “عزالدين ثابت، حسام حسن، أحمد عادل، أسامة الجارحى وأسراء السيد” لاعبى المنتخب والذين كانوا يستعدون وبقوة للعودة من طوكيو بالعديد من الميداليات، علما أن نظام بطولات العالم يختلف عن الأوليمبياد في طريقة إحتساب الميداليات، حيث إن في بطولات العالم توجد ثلاث ميداليات للوزن الواحد وليست ميدالية واحدة “ميدالية لمسابقة الخطف، ميدالية لمسابقة النطر وأخرى للمجموع”، وكان متوقع للبعثة العودة بأكثر من 15 ميدالية متنوعة.
وصرح “عزالدين ثابت” لاعب المؤسسة العسكرية والمنتخب ألوطنى وزن 85 كجم، في حديث خاص للموقع عن حزنه الشديد وصدمته من قرار المجلس قائلا: ” مجهود وحلم أكثر من عام ضاع بسبب العند والمصالح الشخصية، مررت بالعديد من المواقف الصعبة خلال الفترة الماضية وتغلبت على موقف وفاة والدتى بالعودة للتدريبات سريعا وعدم الاستسلام لأحزانى، والحلم بالحصول على الذهب من أجلها، لكن مسئولي الاتحاد فضلوا مصالحهم على حلمي ومستقبلى، أحصل على مسكنات وقت الأصابة حتى أتمرن ولا أضيع الوقت في الراحة، تركت دراستي وكانت البطولة هي كل يشغل بالي وأفكر فيه، ولكن كل هذا المجهود ذهب هباء”.
وأضاف اللاعب: “أحد أسباب حزنى أن تلك البطولة هي آخر مشاركة لي على مستوى الشباب قبل اللعب مع الكبار كما يقولون، وأن تصعد لمرحلة الكبار وأنت بطل عالم بالتأكيد لها مردود إيجابى وأفضل من كونك مجرد لاعب يسعى لإثبات ذاته، علما أن تلك البطولة تعد من أسهل البطولات للحصول على الذهب بسبب عدم اشتراك العديد من الدول ذات الشأن في اللعبة للإيقاف”.
وعند توجيه سؤال صريح لـ”ثابت” حول إمكانية حدوث هذا الأمر مع المنتخب الأول، أجاب وبدون تفكير: ” بالتأكيد لا وتصل لدرجة الاستحالة ان تحدث مثل هذه الأمور مع المنتخب الأول لأن وزير الشباب والرياضة مساندهم وداعم لهم! “.
وعلمنا خلال الحديث مع “عز الدين” أن اللاعبة “إسراء السيد” عضوة المنتخب لوزن 63 كجم، مستاءة جدا من الموقف وتفكر جديا في ترك اللعبة بسبب المناخ العام الذي يسود اللعبة حاليا، وبالأتصال باللاعبة أكدت على حزنها الشديد لعدم المشاركة، قائلة: “كان من المفترض إدراج أسمى ضمن تشكيل المنتخب الأول المسافر لخوض غمار بطولة التضامن الإسلامي التي أقيمت بمدينة “باكو” مايو الماضى، ونظرًا لقرب الفترة بين البطولة وبطولة العالم وعدم وجود الوقت الكافى لعملية الاستشفاء والأستعداد لبطولة العالم، تقبلت فكرة عدم السفر إلى أذربيجان واستعد جيدا لبطولة العالم وكانت كل التوقعات تشير لعودته بثلاث ذهبيات، لكن تأتى رياح أعضاء المجلس بما لا تشتهى نفسى وحلمي”.
وأخيرا، ما القرارات التي سوف يصدرها السيد “خالد عبد العزيز” وزير الشباب والرياضة، تجاه مسئولي اتحاد رفع الأثقال بسبب أسلوبهم ومنهجهم في إدارة اللعبة، وهل سيحاسبون على تحطيم آمال جيل كامل من اللاعبين، وضياع العديد من الميداليات العالمية على الرياضة المصرية؟ أم ننتظر حتى تحل علينا الكارثة مع نهاية طوكيو 2020، ونبحث وقتها عن أسباب واهية لنشرها للرأي العام.