قبل ثلاثة أيام فقط من بدأ الموسم الجديد نجح يوفنتوس في ضم لاعب متوسط ميدان جديد لصفوفه وهو الفرنسي “بلايس ماتويدي” من صفوف باريس ساينت جيرمان في صفقة تكلفت 25 مليون يورو تقريبا، مبلغ مميز بالنظر لجنون الأسعار هذا الميركاتو، ولكن، هل ماتويدي هو لاعب الوسط الذي يحتاجه البيانكونيري؟
ماتويدي يصنف ضمن قائمة لاعبي خط الوسط أصحاب الثلاث رئات، حيث يغطي مساحات كبيرة في الملعب بشكل أفقي إن كان هجوميا أو دفاعيا، ولكن يميل للعب علي إحدي طرفي الملعب، وهو اليسار في حالة الفرنسي، خصوصا في حالة اللعب بثلاثي في خط الوسط، المركز الذي يطلق علي الإيطاليون مصطلح “Mezzala”.
ماتويدي يمكن تصنيفه من أفضل الMezzala في أوروبا في السنوات الماضية، فهو يجيد الإختراقات من علي اليسار ويتمتع بمهارات لا بأس بها في التمرير الحاسم وانهاء الهجمات، علاوة علي قدراته البدنية التي تؤهله لتغطية الأدوار الدفاعية مع أدواره الهجومية، لكن، هل ماتويدي هو لاعب الوسط الذي يحتاجه اليوفي؟
يوفنتوس في البداية حاول مع ستيفان نزونزي ونيمانيا ماتيتش، لاعبان بخصائص مختلفة تماما عن ماتويدي، يوفنتوس كان يبحث عن “Regista” أو صانع ألعاب متأخر قادر علي ظبط الإيقاع وصناعة اللعب من موقعه أمام المدافعين، المركز الذي عاني فيه اليوفنتوس كثيرا منذ رحيل أندريا بيرلو.
ماتويدي بالتأكيد لن يلعب هذا الدور، كما أنه لن يكون صالحا للعب في ثنائي وسط في خطة 4-2-3-1 التي اعتمدها أليجري الموسم الماضي، إذا ما الحل الأمثل؟
الحل الأمثل هو أن يتحول الفريق إلي خطة 4-3-3، الخطة التي ستكون الأمثل للعناصر التي يملكها أليجري في خط الوسط، حيث سيلعب خضيرة وماتويدي علي طرفي الوسط، بينما سيكون عليه الإختيار بين تجربة بيانيتش في مركز الRegista لما يملك من رؤية مميزة للملعب وقدرة علي لعب الكرات الطويلة، أو ماركيزيو الذي لعب هذا الدور من قبل وأجاد، ولكن كثرة الإصابات أفقدته الكثير من قدراته بدنيا.
مشكلة هذه الخطة ستكمن في أن الفريق سيكون مجبرا علي التضحية بأحد أجنحته، حيث سيتحول ديبالا للاعب جناح يملك حرية حركة للدخول إلي العمق، مما يعني أن المركز المتبقي خلف هيجوايين سيكون محل تنافس بين الثنائي الجديد دوجلاس كوستا وبيرنارديسكي، مع عدم نسيان كوادرادو في حالة بقاء الكولومبي.

البعض قد يسأل لماذا لا يلعب الفريق بثلاثة في الخلف كما فعل كثيرا المواسم الماضية، خصوصا أنها خطة تناسب لاعبي الوسط، ديبالا والأجنحة جميعا؟ المشكلة في الإعتماد علي تلك الخطة يكمن في الدفاع، فمع رحيل بونوتشي يصبح من الصعب تطبيق تلك الخطة لما كان يقدم بونوتشي لتلك الخطة دفاعيا كصمام أمام خلف كيليني وبارزالي المتقدمان في السن، وهجوميا في بدأ الهجمات نظرا لإجادته للخروج بالكرة أو لإرسال الكرات الطويلة للمهاجمين. ذلك لا يعني أن تلك الخطة لن يستخدمها أليجري في بعض الأحيان نظرا لما تقدمه كما ذكرنا من حلول تناسب إمكانيات لاعبيه، ولكن لا تصلح لتكون الخطة الأساسية للفريق علي مدار الموسم.