بايرن ميونخ وناجلزمان وتوخيل | من الجاني؟
بينما نحن خارجون من صلاة التراويح في رمضان والبعض يحتسي مشروب الشاي في ليل رمضان مع تناول الحلويات وأثناء متابعة البعض لمباراة إيطاليا وإنجلترا في تصفيات يورو 2024، يتفأجئ الجميع باستعداد بايرن ميونخ لإقالة مديره الفني يوليان ناجلزمان وتعيين المدرب الألماني توماس توخيل بدلا منه في خطوة غير متوقعة بالمرة أو ربما كانت متوقعة بالفعل لكنها تأخرت، حيث كان ينتظر البعض وداع جديد للإلمان مثلما حدث العام الماضي أمام فياريال في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ومن ثم تتم إقالة ناجلزمان.
مقدمة سابقة هامة توضح تصاعد الأحداث في ليلة وضحاها، بايرن ميونخ في العام الماضي حقق الدوري الألماني وكأس السوبر الألماني وودع كأس ألمانيا بعد خماسية مذلة أمام بوروسيا مونشنجلادباخ وإقصاء مفاجئ أمام فياريال في دوري الأبطال، البعض هنا في مايو 2022 طالب برأس ناجلزمان، والبعض الآخر طالب بتدعيمه بالصفقات ومن هنا محاسبته بعد الموسم الحالي في حالة الوداع المبكر.
أريد أن أخبرك شيئاً، بايرن ميونخ خلال مجريات الموسم الحالي ينافس على كل البطولات مثل مانشستر يونايتد ويوفنتوس وآخرون، لم يتم إقصائه بعد، بالرغم من احتلال المركز الثاني في الدوري الألماني، البطولة المُفضلة للنادي وإدارته المؤلفة من هاينر وصالح حميدزيتش وأوليفير كان، التأهل إلى ربع نهائي كأس ألمانيا للمرة الأولى منذ 2020 وأخيرا الأداء المميز في دوري أبطال أوروبا، الألمان لم يتعرضوا للهزيمة في المسابقة خلال مجريات الموسم، كما أنه بايرن ميونخ واجه إنترميلان وبرشلونة وباريس سان جيرمان ذهاباً وإياباً، لم يتعرض للهزيمة أمام الفرق السابقة، بل حقق البافاري الفوز على تلك الفرق وخرج بشباك نظيفة أمامهم، لم تستقبل شباك بايرن ميونخ إلا هدفين، الهدفان جاءا من فيكتوريا بلزن، فريق أقل فنياً من الإفاعي والكتلان والباريسيين هم من سجلوا.
غرفة الملابس ونوير:
بالطبع أي مدرب يأتي إلى بايرن ميونخ، مهمته الصعبة بعيداً عن تطبيق التكتيكات والخطط، وهي السيطرة على غرفة الملابس وفرض الانضباط والالتزام من أجل تطبيق التكتيك الذي نعرفه، هذا نجح به جوارديولا نفسه بالرغم من عدم التتويج بذات الآذنين، وفشل به أنشيلوتي وكوفاتش والآن ناجلزمان.
بالرغم من قيام بعض اللاعبين بتوديع ناجلزمان بعد رحيله مثل كيميتش وكانسييلو وجوريستكا ودي ليخت على حساباتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، لكن قائد الفريق يعتبر حالياً نفسه هو أسعد شخص على وجه كوكب الأرض، مانويل نوير، الذي قام بانتقاد النادي نفسه عقب إقالة صديقه مدرب حراس مرمى الفريق توني تابالوفيتش في مقابلة مع الأتلتيك، ليحاول مسئولو البايرن بما فيهم ناجلزمان نفسه تطبيق مبادرة لم الشمل مع نوير وحل الموضوع في الغرف المغلقة، بحجة توقيت تلك التصريحات التي أطلق نوير العنان لها جاءت في توقيت حرج للفريق، حيث المباراة أمام باريس سان جيرمان قبل انطلاق صافرتها، بايرن ميونخ لم يعاقب نوير ولم يفسخ العقد معه مثلما فعل مانشستر يونايتد مع كريستيانو رونالدو.
نوير نفسه بالمناسبة، مارس رياضة التزحلق في إجازة كأس العالم بعد إقصاء الألمان وتعرض للإصابة وخضع لعملية جراحية في الساق وانتهى موسمه، بالرغم من وجود تحذيرات من الأرصاد الجوية الألمانية بعدم ممارسة الرياضة في نفس اليوم الذي تعرض نوير للإصابة، ما حدث كلف بايرن ميونخ نفسه صفقة انتقال الحارس السويسري يان سومر من صفوف بوروسيا مونشنجلادباخ في الشتاء الماضي، مجدداً لم يتعرض نوير للعقوبة مع وجود مطالب وقتها بالخصم من راتبه السنوي بسبب أفعاله، المستشار الرياضي للفريق أولي هونيس طالب الجميع بدعم نوير.
أين ناجلزمان من كل هذا، لا نعرف، كان يؤيد تصريحات أوليفير كان ويطالب بحل المشاكل بعيداً عن الإعلام، لكن ناجلزمان نفسه خسر العلاقة مع نوير، ليكون تعليمات ناجلزمان إلى جوشوا كيميتش بدلاً من القائد الأساسي.
آخر من يعلم:
ناجلزمان نفسه علم بإقالته من وظيفته عن طريق الصُحف ووسائل الأعلام مثل اللاعبين والجماهير، هذه هي الكارثة، الأدارة البافارية لم تعامل ناجلزمان المعاملة التي يستحقها كمدير فني، ليتم التفاوض معه في اليوم الثاني ومن ثم رحيله وتعيين توخيل بدلا منه.
بالمناسبة قبل إقالة ناجلزمان نفسه، قام أحد الأشخاص بتسريب خطط وتكتيكات ناجلزمان إلى البيلد مع تمركز اللاعبين في وضعيات امتلاك وفقدان الكرة، الأمر يُعتبر انتهاك صارخ واختراق واضح لزمام أمور البايرن، ليصبح رد فعل ناجلزمان هو انتقاد الشخص الذي سرب البيانات ورغبته القوية في التخلص من هذا الشخص، لكن ما حدث هو التخلص من ناجلزمان حقاً بحجة كونه ورقة خاسرة للجميع في ميونخ وأوروبا.
إدارة المنشار:
فليك مسبقاً بعد موسم السداسية التاريخية والآن ناجلزمان، ماذا سيحدث مع توماس توخيل في أول تعثر مُحتمل مستقبلا كما كان الحال مع المدربين السابقين.
ترى إدارة البايرن تراجع الفريق في الدوري الألماني واحتلاله المركز الثاني خلف الغريم التاريخي بوروسيا دورتموند مع نقص الثقة بين اللاعبين والمدرب خلال مجريات الموسم، فقد بايرن ميونخ 10 نقاط كاملة في البوندزليجا منذ عودة المسابقة في 2023، حيث التعادل أمام ريد بول لايبزيج وآينتراخت فرانكفورت والهزيمة أمام بوروسيا مونشنجلادباخ وبايرليفركوزن، الفريق برمته فقد إجمالا 23 نقطة في الدوري للموسم الحالي، 13 نقطة فقط قبل فترة التوقف الطويلة بسبب كأس العالم.
بالرغم من الأداء المبهر الذي قدمه بايرن ميونخ أمام باريس سان جيرمان في إياب دور ال16 من دوري أبطال أوروبا، لم يكن الفريق في أفضل أحواله بالدوري خلال بعض الأحيان بالدوري، لدرجة شكوى بعض اللاعبين من تطبيق خطط ناجلزمان على أرض الملعب خاصة اللاعبين الشباب، تراجعت ثقة إدارة النادي كلياً بناجلزمان في أهم المواعيد.
عقد ناجلزمان مع البايرن كان يمنع الإدارة من الإطاحة به خلال الفترة الماضية، في إحالة إقالته كان البايرن سيدفع 30 مليون يورو، لكن النادي سيتكفل براتبه السنوي حتى إيجاد نادٍ جديد في القريب العاجل، المشكلة هي عدم انتظار النادي حتى نهاية الموسم من أجل تقييم النتائج والفريق مع المدرب حتى نتمكن من إعطاء الحكم المناسب في نهاية المطاف، الإدارة أصبحت شرسة في التعامل مع ملف المدربين مؤخراً.
شكراً ناجلزمان ومرحباً توخيل:
رحل ناجلزمان وجاء توخيل في النهاية، بايرن ميونخ لم يريد تفويت الفرصة من التعاقد مع توخيل، حيث كان محط أنظار النادي البافاري منذ إقالته من تشيلسي على يد تود بولي.
لم يكن القرار سهلاً على إقالة ناجلزمان، لكن المفاوضات بين بايرن ميونخ وتوخيل تمت بسرعة وسلاسة شديدة، كأن كل شئ كان مخططاً له من البداية، لكن التوقيت كان فارقاً بالطبع.
في النهاية، أذا فاز البايرن بالثلاثية المُحتملة، فالجميع سيرفع القبعة لتوخيل والإدارة البافارية، لكن ماذا يحدث لو خسر بايرن ميونخ كل شئ أو فقد دوري الأبطال أو الدوري الألماني أو كأس ألمانيا، على من سنرمي اللوم أذن.
أقرا أيضا:
أرقام | القائد مبابي ونائبه جريزمان يصنعان الحدث مع فرنسا أمام هولندا في حقبة جديدة
أول تصريحات توماس توخيل بعد تعيينه مديراً فنياً لنادي بايرن ميونيخ