بعد الفوز الاخير امام بلجيكا، اي مشجع للمنتخب الايطالي عاصر الاتزوري في البطولات الكبري تنبأ بأن “السكوادرا اتزورا” لابد ان تصعب الامور علي نفسها في المباريات المتبقية، فهكذا هو الاتزوري، يعذب جماهيره اولا قبل الوصول الي الغاية، و هو ماحدث اليوم امام المنتخب السويدي، و ان كان علي كونتي القلق بعد لقاء اليوم،و عدم الركون الي قاعدة الطليان بالفوز اهم من كل شيء، حتي و لو كان هذا الفوز ضمن له التأهل للدور الثاني.
كونتي دخل اللقاء بنفس تشكيلة و اسلوب اللعب الذي اتبعه امام بلجيكا، و لكن بتغيير وحيد، و هو اعتماد اليساندرو فلورينزي في مكان دارميان، املا ان يمنحه ابن روما جهة يسري هجومية مثل ما يقدمه كاندريفا يمينا، لكن المنتخب الايطالي قوبل بفريق سويدي منظم دفاعيا بشكل مميز، يلعب بأسلوب مشابه لما يتبعه كونتي من الدفاع بالفريق ككتلة واحدة، لكن الاختلاف في اعتماده فقط علي البعيد كل البعد عن مستواه زلاتان ابراهيموفيتش في صنع الفرص الهجومية، الشيء الذي وضع المنتخب الايطالي في حيرة لغياب صانع الالعاب، او اللاعب صاحب القدرة علي الابداع او صنع الفرص مثل الثنائي انسيني و الشعراوي الذين حتي الان لم يظهرا، او حتي موتا في ظل تفضيل كونتي الاعتماد علي ثلاثي وسط يعتمد علي القدرة البدنية و التحركات القطرية مثل جياكيريني، الذي تأثر الفريق هجوميا بأنخفاض مستواه اليوم عما قدمه في اللقاء الاول، وعدم وجود مساحات لينطلق بها هو و كاندريفا في ظل الكثافة الدفاعية التي خلقها هامرين مدرب السويد في وسط ملعبه.
مع مرور الوقت وضح عدم استعجال كونتي، و عدم ممانعته للتعادل، مع محاولة خطف هدف من مرتدة،الشيء الذي حدث فعلا عن طريق ايدر بمهارة فردية استثنائية ذكرتنا بهدف باجيو امام بلغاريا في 94، و ان كان علي كونتي مراجعة حساباته الهجومية، فالثنائي ايدر-بيلي لم يظهرا متفاهمان في اكثر من موقف، كما ان بيلي وضح عليه عدم التعافي من الاصابة،مما جعله غير قادر علي التعامل مع الكرات العالية او تمهيد اللعب للقادمين للخلف، خصوصا في ظل التفوق البدني للدفاع السويدي صاحب الاطوال الفارعة و القدرات الجسمانية الهائلة، كما ان ايدر رغم الهدف الرائع و المجهود الكبير، الا انه محدود المهارات و يحتاج الي صانع العاب ذكي يوظف سرعاته.
كونتي اليوم واجه ربما منتخبا سويديا ليس في افضل احواله هجوميا، خصوصا ابرا الذي حتي الان بعد مباراتين بعيد كل البعد عن مستواه الطبيعي، و لكن رغم ذلك وضح عجز فريق كونتي،بالذات هجوميا، خصوصا عندما ينجح الخصم في اغلاق مفاتيح لعبه البارزة مثل كاندريفا و جياكيريني،و مع الانخفاض البدني الكبير و المتوقع مع معدل الاعمار العالي للفريق الايطالي، لكن لحسن حظه نجح ايدر ان يخطف تأهل غالي ابعده عن الحسابات و اعطاه الفرصة لاعادة حساباته و ترتيب اوراقه.

بعد لقاءان للاتزوري، وضح ان نقطة قوة الفريق تكمن في دفاعه و اللعب ككتلة واحدة لتعويض غياب النجم في الوسط او الهجوم، مما يجعل كونتي مجبرا علي اعتماد اسلوب متحفظ دفاعيا، و ان كان عليه التفكير في حلول بديلة، خصوصا الثناءي شعراوي-انسيني لما يملكانه من خصائص مختلفة قد تساعده في الادوار المقبلة، و امام خصوم افضل و اصعب من بلجيكا و السويد، و مع تبقي لقاء ايرلندا، سيكون امام فرصة لتجربة حلول بديلة من خطط و لاعبين، خصوصا مع ضمان التأهل و غياب الضغوط، و امام منتخب يلعب بأندفاع و لعب مفتوح، مما سيعطيه الفرصة لاظهار قدرات هجومية ربما لم تظهر بعد.