إمتلاك القوة الذهنية يجعلك أقوى من خصومك دائمًا على المدى البعيد، يمنحك القدرة على التعافى سريعًا من الخيبات والهزائم، أهم ما فى المنافسة هو أن تجعل خسارتك بسيطة وسهلة التعويض فيما تسعى لكى تكون خسارة خصمك دائمًا ذات تأثير وثمن باهظ، تمامًا كما فعل السير أليكس فيرجسون.
أقوى أسلحة فيرجسون كانت عقليته الإنتصارية التى غرسها فى كل اللاعبين الذين تدربوا تحت قيادته، وأن يحرص دائمًا على أن يبقى الرجل الأقوى والأوحد داخل جدران مانشيستر يونايتد، سيطرةٌ مُطلقة على كل تفاصيل كرة القدم داخل مانشيستر بكل الفئات العُمرية وليس الفريق الأول فقط، دائمًا ما كان صاحب الكلمة الأولى والأخيرة.
السادس من نوفمبر من كل عام تحل ذكرى قدوم السير أليكس فيرجسون مهمة تدريب الشياطين الحمر لتبدأ الحقبة التاريخية التى وضعت مانشيستر يونايتد على قمة الهرم الكروى الإنجليزى بعدما نجح السير أليكس فى إزاحة ليفربول عن عرش إنجلترا.
مانشيستر يونايتد ما بعد حادثة ميونخ.. ” أطفال باسبى “
” فى البداية جاء مات باسبى ثم أليكس فيرجسون، من دون الأول لم يكن ممكنًا وجود الثانى، ومن دون الإثنين لم يكن هناك ما يُدعى الشياطين الحُمر “ وهذه حقيقة راسخة فى عقل كل مشجع لمانشيستر يونايتد.
إكتست مدينة مانشيستر اللون الأسود بعد كارثة تحطم طائرة فريق فى مدينة ميونخ، الحادثة التى راح ضحيتها 23 رجلًا من بينهم 8 لاعبين، ليأخد السير مات باسبى على عاتقه مهمة إعادة إحياء الفريق من جديد.
رأى مات باسبى أنه مدين لهؤلاء الضحايا، وبدأ فى بناء الفريق من جديد معتمدًا على بوبى تشارلتون، بيلى فولكس، دينس لو وجورج بيست، لينجح بجدارة فى تحقيق ذلك بعدما نال 13 لقبًا مع مانشيستر يونايتد ، الجيل الذى أصبح يُعرف بعد ذلك بـ ” أطفال باسبى “.
باسبى الذى تخطى الكارثة بنجاح مُنقطع النظير حقق لقب الدورى عامىَ 65 و 67 هذا بالإضافة إلى لقب دورى أبطال أوروبا 1968 من أنياب بنفيكا بقيادة توريس وأوزيبيو بعد الفوز برباعية ليتوج الفريق باللقب الأوروبى للمرة الأولى فى تاريخه.
رحل باسبى عن اليونايتد عام 1969 وبدأ إنهيار مانشيستر تدريجيًا، فشل اليونايتد فى نيل لقب الدورى بعد رحيل مات باسبى، وتعاقب المدربون على اليونايتد حتى رون أتكينسون الذى فاز بلقب كأس الإتحاد الإنجليزى مرتين لكنه فشل فى تحقيق الدورى، ليقع الإختيار على مدرب أبردين ” الذى فاز بـ 10 ألقاب خلال 8 أعوام ونصف، أليكس فيرجسون ” كما تم تقديمه لوسائل الإعلام.

وصول أليكس فيرجسون.. مرحبًا فى أولد ترافورد
” التحدى الأكبر بالنسبة لي ليس ما يحصل حاليًا، التحدى الأكبر هو إطاحة ليفربول عن عرش إنجلترا “ تصريح فيرجسون التاريخى.
الإجتماع الأول بين إدارة الفريق وفيرجسون كان مفاجأه، فيرجسون عرف كل شئ عن فريقه بل وقام بتقرير شامل عن جميع اللاعبين ” الفريق مكشوف كليًا لوسائل الإعلام، اللاعبون يُعاقرون الخمر بالإضافة إلى سوء الناحية البدنية والأداء غير المُستقر، إنه أمرٌ غير إحترافى بالمرة “.
وافقت إدارة اليونايتد على منح فيرجسون جميع الصلاحيات ، وهنا بدأ الصراع مع بعض اللاعبين الذين رفضوا الأسلوب الصارم للمدير الفنى الجديد، وهو ما نتج عنه رحيل بعض نجوم الفريق مثل نورمان وايتسايد وبول ماكجراث إلى إيفرتون وأستون فيلا على الترتيب.
وأدخل فيرجسون نظامًا لتحليل مباريات الخصوم، ووضع نظامًا صارمًا داخل النادى وأوضح أن من يخالف القواعد لن يُصبح جزءًا من الفريق تحت أى ظرف، مهما كانت نجومية اللاعب فلا قيمة له إذا ما خالف القواعد.
وإكتشف فيرجسون أن مانشيستر يونايتد يمتلك جيل ضعيف للغاية من الشباب لا تناسب الفريق الذى سيصبح بطل إنجلترا عما قريب، ليس هناك نظام كشافة لدى الفريق وهو ما أدى إلى صدامٍ بينه وبين إدارة النادى حتى أنه هدد بالإستقالة.
https://www.youtube.com/watch?v=IojcsIE8PKA&feature=emb_title
البطولة الأولى وظهور جيل 92
” أراد فيرجسون نظامًا شابًا ينبض بالحياة داخل أروقة مانشيستر يونايتد ” ايريك هاريسون مدرب فريق الشباب في مانشيستر يونايتد
قام فيرجسون سريعًا بإنشاء شبكة كشافين تعمل بدقة على إنتقاء أفضل العناصر من أجل تدعيم مانشيستر يونايتد، وكانت أبرز هذه التدعيمات فتىً صغير فى الرابعة عشر من العمر يُدعى رايان جيجز، بالإضافة إلى عدد من المواهب الأخرى كـ نيكى بات، الأخوان فيل وجارى نيفيل، بول سكولز، بالإضافة إلى شابٍ وسيم يُدعى ديفيد بيكهام.
ونالت مباريات فريق الشباب إهتمام الجماهير وقد عُلقت عليهم الآمال من أجل مساعدة الفريق فى المستقبل القريب، ولم ينسى رايان جيجز أبدًا ما حدث فى الخامس عشر من مايو عام 1992 نهائى كأس الشباب أمام كريستال بالاس ” عندما فزنا باللقب وعدنا إلى غرفة خلع الملابس وجدنا فيرجسون، مجلس الإدارة واللاعبين، كنا محط الإهتمام ونلنا الإشادة من جميع لاعبى الفريق الأول “.
وشهدت مباراة مانشيستر يونايتد أمام إيفرتون فى الأولد ترافورد عام 1991 مشاركة رايان جيجز صاحب الـ 17 عامًا بديلًا للظهير دينس إيروين ليفتح الباب أمام جيل الشباب من أجل تقديم أوراق إعتمادهم أمام جمهور اليونايتد، ليأتى الدور بعد ذلك على بيكهام والبقية.
ولكن كان فيرجسون قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن يونايتد عندما كان عليه مواجهة نوتينجهام فورست بقيادة المدرب الأسطورى براين كلوف فى الجولة الثالثة من كاس الإتحاد الإنجليزى عام 1990، حيث أن فيرجسون لم يحقق شيئًا بعد ولكنه إستطاع الفوز بالمباراة ثم الفوز باللقب على حساب كريستال بالاس لتُصبح أول بطولة لفيرجسون مع اليونايتد، بالطبع لم تكن الأخيرة.
فى الموسم الموالى تأهل الفريق لكأس الكؤوس الأوروبية وإستطاع نيل اللقب على حساب برشلونة فى المباراة النهائية لتستمر العلاقة بين فيرجسون وجمهور اليونايتد فى التحسن ليأتى الدور على البطولة الأهم، بطولة الدورى الإنجليزى.

إنجلترا تحت إحتلال فيرجسون
شهد موسم 92/93 اللقب الأول لمانشيستر يونايتد تحت قيادة أليكس فيرجسون فى الدورى الإنجليزى وبفارق 10 نقاط عن أستون فيلا الوصيف، ومنذ ذلك الحين لما يستطع أحد إيقاف قطار اليونايتد الذى لم يخسر اللقب سوى فى نسختين فقط خلال 9 سنوات.
وقام فيرجسون بتشكيل فريق صلب للغاية بقيادة إيريك كانتونا، ستيف بروس، دينيس إيروين، مارك هيوز، سكولز، رايان جيجز، دافيد بيكهام ومن خلفهم الحارس الدنماركى العملاق بيتر شمايكل.
فى عام 1995 قام فيرجسون بالإستغناء عن ثلاثة لاعبين أساسيين دفعة واحدًة وهم مارك هيوز، بول اينس، واندريه كانتشيلسكيس، وهو الأمر الذى جعل الصحافة تثور على فيرجسون الذى إختار اللعب بالشباب وهو ما دفع ثمنه قليلًا فى البداية وانتهالت الإنتقادات على المدرب ولكن سرعان ما تحسنت النتائج.
وإستطاع الفريق تحقيق الثنائية المحلية موسم 1996 للمرة الثانية بعد الفوز بلقبى الكأس والبريميرليج، وهو الإنجاز الذى إستطاع مانشيستر تحقيقه للمرة الأولى موسم 1994.
وفى موسم 1998 خسر مانشيستر اللقب لصالح أرسنال بفارق نقطة واحدة، وهو ما أعطى جرس إنذار لفيرجسون من أجل تدعيم الفريق للمنافسة على كل البطولات فى الموسم التالى.

الثلاثية التاريخية.. إنجاز فيرجسون الفريد
تكوين الفريق المثالى
التعاقد مع المدافع الهولندى ياب ستام والمهاجم دوايت يورك جعل اليونايتد فريقًا متكاملًا إلى حدٍ كبير.
ستام كان مدافعًا يمتاز بالصلابة والسرعة وكان مناسبًا للغاية لطريقة الكرة الإنجليزية، وشكل رباعيًا متجانسًا للغاية مع رونى يونسن والظهيرين جارى نيفيل ودينيس إيروين، وإعتمد فيرجسون على المداورة حيث شكل فيل نيفيل وهينيج بيرج بالإضافة إلى ويس براون حلًا بديلًا دائمًا فى خط الدفاع.
خط وسط اليونايتد كان واحدًا من أكثر الخطوط تكاملًا فى تاريخ الكرة الإنجليزية بل وتاريخ اللعبة بأكملها، لدينا القائد روى كين صاحب الشخصية القيادية المُسيطرة والقوة البدنية بجانب بول سكولز الذى يُعد واحدًا من أفضل لاعب الوسط وأكثرهم شمولًا ان لم يكن أفضلهم، وسكولز الذى تميز بالتمريرات المتقنة والتسديدات القوية بالإضافة إلى التحكم فى إيقاع المباريات، وأيضًا نيكى بات الذى كان خير بديلٍ لزملائه.
على الجانب الأيمن تواجد بيكهام صاحب العرضيات المتقنة بشكل إستثنائى بالإضافة إلى مقدرته على التسديد وخاصة من الركلات الحرة، وفى الجهة المُقابلة يتواجد الويلزى رايان جيجز الذى يُعد أحد أفضل الأجنحه التى شهدتها كرة القدم منذ نشأتها.
وفى خط الهجوم دوايت يورك الذى شكَل ثنائيًا ذهبيًا مع أندى كول، ثنائىٌ متوازن للغاية قد شكل كابوسًا لأندية الدورى الإنجليزى وأوروبا بأكملها، هذا بالإضافة إلى أشهر بديلين فى تاريخ كرة القدم ” سولشاير وشيرنجهام ” أبطال موقعة كامب نو.

مباراة من ثلاثة أشواط
الشوط الأول.. لقب البريميرليج
مر اليونايتد باختبارات صعبة للغاية حتى تمكن من تحقيق هذا الإنجاز الفريد، لم يكن الطريق مُعبَدًا من أجلهم.
فى سباق الدورى الإنجليزى بدأ اليونايتد بشكل مُقلق إلى حدٍ ما حيث تعادل فى أول مبارتين ليعتقد البعض أن أرسنال فى طريقه للحفاظ على اللقب ولكن سرعان ما إستعاد اليونايتد مكانته ونجح فى خطف اللقب بعد صراع ثلاثى مع أرسنال وتشيلسى.
فى الـ 16 من مايو كانت مباراة حسم لقب الدورى أمام توتنهام فى معقل الأولد ترافورد، لاعبى اليونايتد يُبدعون فى إضاعة الفرص قبل أن يتقدم توتنهام بهدف، ليعود بيكهام بالتعادل قبل نهاية الشوط الأول بهدف جميل للغاية، قبل أن يسجل أندى كول الهدف الثانى لليونايتد بطريقة مُذهلة إستحق عليها تصفيق جماهير اليونايتد طويلًا، ليخطف اليونايتد البطولة الأولى.

الشوط الثانى.. كأس الإتحاد الإنجليزى
بدأت مغامرة الكأس فى شهر يناير عندما حان الدور على مواجهة الغريم التقليدى ليفربول فى الدور الرابع من كأس الإتحاد الإنجليزى، تقدم الليفر حينها بهدف نجمه الشاب مايكل أوين قبل أن يُعادل يورك النتيجة ليحسمها سولشاير بالهدف الثانى.
ليأتى الدور بعد ذلك على مواجهة الفريق العنيد أرسنال ومدربه أرسين فينجر فى نص نهائى الكأس، وأتت المباراة فى وقت صعبٍ للغاية من الموسم حيث وصل اليونايتد إلى نصف نهائى البطولة الأوروبية بالإضافة إلى المنافسة القوية على لقب الدورى ما أرسنال نفسه.
مباريات أرسنال واليونايتد كانت أشبه بالنزالات الرومانية القديمة، البقاء فيها للأقوى وحده.
بدأ اللقاء بحماسة شديدة كالعادة وإستطاع اليونايتد إحراز الهدف الأول عبر تسديدة جميلة من بيكهام، وإستطاع بيركامب معادلة النتيجة قبل أن تتخذ المباراة منحنى آخر تمامًا عندما طرد الحكم روى كين ليكمل اليونايتد المباراة بعشرة لاعبين، ليبدأ أرسنال الضغط وينجح فى الحصول على ركلة جزاء.
تقدم بيركامب لتسديد ركلة الجزاء ولكن نجح بيتر شمايكل فى التصدى لها، ليقرر فيرجسون الدفع برايان جيجز الذى إستغل تمريرة خاطئة من باتريك فييرا لينطلق من قبل خط المنتصف ليسجل أجمل هدف فى مسيرته بعدما انطلق بمهارة فردية متخطيًا ثلاثة لاعبين قبل أن يُسكن الكرة فى شباك سيمان حارس أرسنال.
ليصعد مانشيستر للنهائى لمواجهة نيوكاسل يونايتد بقيادة آلان شيرار ويقتنص اليونايتد اللقب الثانى بعد الفوز بثنائية نظيفة، حيث قاد شيرينجهام وسكولز اليونايتد للفوز بعدما سجل شيرينجهام الاول بصناعة من سكولز قبل أن يرد الدين لزميله ويصنع لسكولز الهدف الثانى.
الشوط الثالث
فى بطولة دورى أبطال أوروبا وقع اليونايتد فى مجموعة صعبة حيث شهد منافسة قوية من برشلونة وبايرن قبل أن يتمكن من الصعود كأفضل ثانى خلف البايرن، ليواجه إنتر ميلان الإيطالى فى ربع النهائى وإستطاع الإنتصار عليه 3/1 بمجموع المباراتين.
ويضرب اليونايتد موعدًا مع يوفينتوس الذى صعد للنهائى فى آخر ثلاث نسخ من البطولة، ومُسلحًا بكتيبة نجومه وعلى رأسهم زين الدين زيدان وديل بييرو، مباراة الذهاب فى إنجلترا انتهت بالتعادل بهدف لمثله لتتضائل فرص اليونايتد فى بلوغ النهائى.
مباراة العودة فى تورينو كانت أشبه بالكابوس فى بدايتها، إنزاجى يُسجل هدفين فى بداية اللقاء ليجد اليونايتد نفسه مطالبًا بتسجيل هدفين من أجل المرور إلى المباراة النهائية.
ليضرب القائد روى كين مثالًا يُدرس فى أداء لاعب وسط الملعب بعدما قدم أداءًا مُنقطع النظير ليحصل على جائزة رجل المباراة، بعدما سجل الهدف الأول ونجح كلًا من يورك وكول فى التسجيل ليفوز اليونايتد 3/2 ويصعد للنهائى.
https://www.youtube.com/watch?v=kFiQFMdJif4
” في نهاية هذه المباراة، ستكون الكأس الأوروبية على بعد 6 امتار فقط منكم، ولن تتمكنوا من لمسها في حال خسارتنا ” أليكس فيرجسون بين شوطى المباراة النهائية
فى ملعب الكامب نو كان اليونايتد على موعد مع كتابة التاريخ، ولكن منقوصًأ من خدمات كلًا من سكولز وروى كين بسبب الإيقاف، ليأتى الدور على نيكى بات وبجواره دافيد بيكهام الذى حاول تعويضه زميله بول سكولز قدر المُستطاع.
مع بداية اللقاء نجح بايرن ميونخ فى تسجيل الهدف الأول من ركلة مباشرة عبر باسلر الذى خدع بيتر شمايكل، ليُصاب لاعبو اليونايتد بالصدمة طوال الشوط الأول حيث فشل الفريق فى التعديل مع قلة الفرص على مرمى أوليفر كان.
فى الشوط الثانى إعتمد البايرن على الكرات المُرتدة وكاد أن ينجح فى ذلك ولكن العارضة والقائم رفضتا كرتين من شول ويانكر لتكون بارقة أمل لجمهور اليونايتد أن الأمر لم ينتهى.
وقف الحكم الرابع على الخط ورفع اللوحة المعدنية مُشيرًا بـ 3 دقائق وقت بدل ضائع، كان بيكهام يستعد لتنفيذ ضربة ركنية وتقدم الحارس شمايكل ليرافق لاعبى فريقه داخل منطقة الجزاء، مرر بيكهام الكرة وحاول الدفاع إبعادها حتى وصلت إلى رايان جيجز الذى سدد كرة ضعيفة بقدمه اليمنى لكنها وجدت البديل تيدى شيرنجهام الذى أسكنها الشباك لينفجر ملعب الكامب نو.
” بعدما احتفل الجميع بالتعادل نظرت إلى اللاعبين الذين نشأتهم معهم، وكانوا يعرفون تمامًا كما أعرف أن هذا لم ينته بعد ” دافيد بيكهام
كان من الطبيعى أن يتجه الفريقان إلى الوقت الإضافى، هدف التعادل لليونايتد كان صدمة لبايرن ميونخ أما هدف سولشاير؟ كان كارثة لم يُشفى منها البافارى حتى يومنا هذا.
المشهد تمامًا كما الهدف الأول، بيكهام يتجه إلى تنفيذ الركلة الركنية، يرتقى شيرنجهام برأسه ليقوم سولشاير بتحويلها فى المرمى ليسجل هدف الفوز.

ماحدث فى الكامب نو وقتها كانت مسرحية واقعية أوضحت الفارق بين الجنة والنار، هنا مانشيستر يونايتد ولاعبوه يقفزون ويصرخون للإحتفال وكأنهم قد سكنوا الفردوس دون مغادرة، وعلى الناحية الأخرى لاعبو بايرن على أرض الملعب يأملون أن يكون هذا مجرد كابوس وهو ما لم يكن، الغانى صامويل كوفور يضع رأسه فى الأرض ضاربًا إياها بكل قوته وإنخرط فى نوبة بكاءٍ هستيريه كأنما ذاق مرارة العذاب الأبدى إلى مالا نهاية.
وبعد هذا الإنجاز الفريد منحت الملكة إليزابيث لقب ” السير ” لأليكس فيرجسون تقديرًا لما قدمه للكرة الإنجليزية.