مرحباً، الجميع ينتظر هنا فعاليات كأس العالم للمرة الأولى في بلد عربي، ستكون تقنية حكم الفيديو “الفار” مصحوبة معنا في كأس العالم ببلادنا العربية، مع عدم محبة الكثيرين من عشاق الساحة المستديرة لإنها يرون تلك التقنية مضيعة لوقت المباراة، ما بالك أن تقنية الفار لن تكون وحدها في كأس العالم حيث سيتم تطبيق تقنية التسلل نصف الآلية.
بالرجوع إلى مونديال 2018 في روسيا، أثار الفار الجدل مراراً وتكراراً في المباريات، لاسيماً مباراة المغرب وإسبانيا في ختام دور المجموعات وقتها، ليخرج اللاعب المغربي نور الدين إمرابط غاضباً بعد المباراة، معبراً عن كون الفار مجرد هراء، أنت بالطبع عزيزي القارئ تفهم جيداً النص الفعلي الحقيقي لجملة إمرابط وقتها، أحب أخبرك عزيزي إمرابط أن القرار البشري يظل هو المتحكم الأول والأخير فقط في كل شئ، وأن الفار مجرد منبه هنا لوجود خطأ قد تغافل عنه حكم الساحة.
في نهائي كأس العالم 2018، قام حكم المباراة باحتساب ركلة الجزاء لصالح فرنسا بعد العودة إلى تقنية الفار بسبب لمسة يد على إيفان بيريزيتش وقتها، الجميع شعر بالغضب لقسوة القرار من حكم المباراة، لكن القرار صحيح بالفعل، لتتحول المباراة من تعادل إلى تتويج فرنسي بكأس العالم للمرة الثانية.
المشكلة هنا في وقت القرار الذي يتخذه الحكم عندما يعود إلى الشاشة الخارجية في المباراة، سبب غضب الجماهير هنا هو طول الوقت الذي يتخذ فيه الحكم قراره النهائي، لكن رئيس الفيفا جياني إنفانتينو أعلن بتقديم المزيد من التطور على تقنية حكم الفيديو خلال الفترة الحالية.
كيف سيعمل الفار في مونديال قطر:
سؤال مهم جداً، الجميع يريد أن يعرف تلك الإجابة الهامة لهذا السؤال، خاصة أنه سيتم تطبيق تقنية التسلل نصف الآلي.
سيكون ملعب المباراة محاطاً ب12 كاميرا لتعقب الكرة، و29 نقطة بيانات لكل لاعب على حدة، بجانب وجود جهاز استشعار في كرة كأس العالم.
نظام البيانات سيقوم بالتتبع للكرة نحو 50 مرة في الثانية الواحدة، سيقوم النظام برصد اللاعب وتحديد موقعه بدقة كبيرة في أرض الملعب، في حالة وجود تسلل على اللاعب، سيقوم النظام بإرسال تنبيه بوجود حالة تسلل إلى حكم الفيديو.
سيقوم نظام تقنية الفيديو “الفار” بمراجعة بيانات النظام يدوياً من نقاط ركل الكرة وحالات التسلل، وسيقوم بإبلاغ حكم المباراة بما يحدث، الفيفا تؤكد حدوث الأمر في عدة ثوانٍ معدودة.
ستقوم الشاشات فيما بعد بعرض نظام ثلاثي الإبعاد لكافة إماكن وتحركات اللاعبين خلال لحظات لعب الكرة حتى نهاية الهجمة، الأمر سيتم عرضه على شاشات الملعب.
بالنسبة لتقنية التسلل نصف الآلي، تم تجربة تلك التقنية في عام 2019 وفي بطولة كأس العرب عام 2021 بقطر وكأس العالم للإندية الماضية في الإمارات، بجانب بعض الاختبارات في ملعب الاتحاد الخاص بمانشستر سيتي.
لن تكون مباراة كرة القدم عبارة عن حالات تسلل فقط، ستقوم تقنية حكم الفيديو بدعم حكم المباراة في كافة القرارات التي تحدث على الملعب، مثل الاهداف والأخطاء التي تنتج الاهداف وضربات الجزاء والركلات الحرة والركنية، ومعاقبة اللاعبين وتحديد هويتهم الصحيحة، سيتم الأمر عبر المراجعة الدورية في أهم لحظات المباراة عبر الرصد من كافة الأماكن المتاحة على الملعب.
بالنسبة لكرة كأس العالم، أسمها الرحلة، تمتلك جهاز استشعار مهمته هي نقل البيانات إلى غرفة عمليات حكم الفيديو 500 مرة في الثانية الواحدة، بل أنها ستقوم برصد وقت ركل الكرة، المهم هو حسم قرارات التسلل وهذا هو الدور الأول، كما ستقوم بدعم قرارات حكم الفيديو لدعم غرفة عمليات حكم الفيديو.
موقف الفيفا من التكنولوجيا:
أكدت الفيفا حول أهمية تطبيق تقنية حكم الفيديو والتسلل نصف الآلي واستخدام كرة قدم مدعومة بجهاز استشعار، خاصة أنها ستساهم في تحسين وضع اللعبة وإلغاء الاهداف الخاطئة.
أعلن رئيس الفيفا جياني إنفانتينو نجاح تقنية حكم الفيديو في مونديال 2018، بالرغم من عدم إعجاب جماهير كرة القدم بها لإنها تتخذ وقت كبير في إصدار حكم المباراة للقرار الصحيح.
أفاد إنفانتينو أهمية تطبيق التسلل نصف الآلي في مونديال قطر 2022، لإنها داعم كبير جدا لقرارات غرفة عمليات حكم الفيديو، المهم هو التخلص من الإخطاء، سنرى ماذا سيحدث في مونديال قطر.
كشفت صحيفة التايمز عن إمكانية تطبيق تقنية التسلل شبه الآلي في مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، ذلك عقب التصويت من جانب رابطة البريميرليج بنهاية فعاليات كأس العالم، الأمر سيكون مكلفاً حقاً من الناحية المالية على أندية الدوري الإنجليزي.
بالرغم من هذا، تشيلسي وتوتنهام وليفربول ومانشستر سيتي بجانب مانشستر يونايتد وبرايتون وأرسنال وساوثهامبتون ونوتنجهام فورست مستعدون لدعم تطبيق تلك التقنية في المسابقة الإنجليزية عبر توفير المعدات المطلوبة.
المصادر: