يمرض الكبير ولا يموت، كذلك الأمر بالنسبة لنادي الترجي الرياضي التونسي، شيخ الأندية التونسية و حامل لقب نسختي ٢٠١٨ و ٢٠١٩ من دوري أبطال إفريقيا.
نادي الدم والذهب كما يحلو لعشاقه تلقيبه، يسعى بقوة نحو استعادة السيطرة والعودة لمنصات التتويج
والتي غاب عنها في الموسم الماضي بعد أن خسر لقب السوبرالإفريقي في قطر أمام الزمالك،
والذي عاد وجرده من لقبه في دوري أبطال إفريقيا بعد أن تغلب عليه وأزاحه من ربع النهائي لبطولة عام ٢٠٢٠، وكسر الهيمنة التونسيةعلى الأميرة السمراء.
تأهُل الترجى إلى دور الثمانية جاء بعد أن تخطى أهلي بنغازي الليبي بشق الأنفس في الدور التمهيدي بهدف متأخر في مباراة الإياب في رادس أثار لغطًا كبيرًا لوجودشبهة تسلل.
تصدر المجموعة الرابعة بعد ذلك برصيد ١١ نقطة جمعها من فوزين على الزمالك ذهابًا إيابًا ورد الصاع صاعين للفريق المصري بعد مقابلات العام الماضي،
وتعادل معالمولودية مرتين وفوز على تونجيث السنغالي في تونس وهزيمة واحدة فقط أمام نفس الفريق في السنغال.
سجل المكشخين –لقب الترجى– في البطولة حتى الآن ١٢ هدفًا ومُني مرماهم بثمانية أهداف، خمسة منهم على ملعبهم في تونس.
هداف الفريق في المسابقة هو لاعب خط الوسط محمد علي بن رمضان برصيد ٤ أهداف.
حافظ الفريق على نظافة شباكه في مباراتين فقط من ٨ لعبهم، والمُلفت أن المباراتين كانوا خارج ملعبه أمام أهلي بنغازي والزمالك.
التحليل الفني:
يعتمد الترجي على الديد من اللاعبين الذين يتمتعون بلياقة بدنية عالية وتتميز تشكيلة مُعين الشعباني بوجود العديد من الوجوه التي لم تتخطى حاجز ال ٢٨،
ما يمنحالفريق تفوقا بدنيا على معظم المنافسين.
المدرب التونسي، والذي حصد لقبين لدوري أبطال إفريقيا، قام ببناء فريق مكون من عناصر شابة أمثال عبدالقادر بدران،
لاعب خط الوسط بن غيث والجناح الدولي الليبي حمدو الهوني.
استفاد كذلك الترجى من عودة لاعبه السابق أنيس البدري في يناير الماضي من تجربته التي لم تنجح في السعودية،
مما أعطى المدرب خيارات على مستوى الهجوم.
مفتاح لعب الترجي الأساسي هذا الموسم وأفصل لاعبيه بلا شك هو لاعب وسط الميدان،
محمد بن رمضان، والذي يُعتبر مستقبل خط الوسط في منتخب تونس.
اللاعب اشترك بعد إصابة غيلان الشعلالي في لقاء أهلي بنغازي الليبي في الدور التمهيدي
وتمسك بفرصته بعدها وأثبت عُلو كعبه بالعديد من الأهداف الحاسمة افريقهعلى المستوى المحلي والقاري.
بن رمضان ساعد الفريق في الظفر باللقب ٣١ في البطولة التونسية منذ أيام وكذلك تحقيق صدارة المجموعة في دوري أبطال إفريقيا.
أظهرة الترجي تظل لغزًا محيرًا، هجوميا تُعد من أبرز الأسلحة التي يحتاجها الفريق التونسي في مباغتة الخصوم وتمنحه تفوقا ملحوظا عبر النقاز في اليمين وإلياسشتي في اليسار.
ولكن دفاعيا تمثل أظهرة الترجي ثغرة كبيرة بحيث يترك كل ظهير مساحات واسعة خلفه يستغلها المنافسون،
يمكن متابعة ذلك بوضوح في الأهداف التي استقبلها الفريقفي مباريات تونجيث والزمالك.
حراسة المرمى في الترجي تُمثل نقطة ضعف واضحة بسبب اهتزاز مستوى كل من فاروق بن مصطفى ومعز بن شريفية
والذي أخذ دوره مؤخرًا بعد وقوع فاروق في العديدمن الأخطاء.
الترجي حسم لقب الدوري التونسي قبل ثلاث جولات من نهايته وهو تفوق مهم على المستوى النفسي والبدني
قبل المواجهة المغاربية المنتظرة أمام شباب بلوزداد الجزائريفي ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا.
فهل يصل الترجي بعيدا ويحقق النجمة الخامسة لأبناء باب سويقة هذا الموسم؟
اقرأ أيضا:
صن داونز .. الأولاد الذين بثوا الرعب في قلوب القارة السمراء.. تحليل إفريقي (1)
