حلم البرازيل هنا هو ممارسة رقصة السامبا الغائبة منذ 20 عام منذ نسخة 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
كعادة الأمر عندما نقترب من الاستعداد لكأس العالم، نتذكر منتخبات عدة ساهموا بقوة في ظهور هذا الحدث، تعلقت تلك المنتخبات في إذهاننا مثل البرازيل والأرجنتين وإنجلترا وألمانيا ومنتخبات آخرى، لاعبون تاريخيون قدموا نسخ تاريخية مثل ديجو مارادونا وجيرد مولر وجاري لينكر وبيليه وزيكو وسقراط وروميرو وزيدان وباولو روسي، القائمة تطول هنا عزيزي القارئ، لكننا سنركز هنا على ما قدمه السليساو في هذا الحدث الكروي البارز.
لعلك تعلم جيداً أن البرازيل هي أكثر المنتخبات تتويجاً بكأس العالم في 5 مناسبات، شاركت في جميع نسخ المونديال منذ بدايتها في 1930 حتى النسخة الماضية في 2018، حيث بلغت إجمالي نسخ كأس العالم 21 نسخة.
شاركت البرازيل في 109 مباراة على مدار تاريخ وجودها في المونديال، حققت الفوز في 73 مباراة والتعادل في 18 مباراة والهزيمة في 18 مباراة، أحرزت 229 هدف واستقبلت 105 هدف.
البدايات:
لم تكن بدايات السليساو موفقة أبداً في النسخ الأولى من المونديال، ودعوا البطولة مبكراً في 1930 حيث منافسات دور المجموعات أمام الاتحاد السوفيتي وبوليفيا، المتصدر في تلك البطولة هو من يتأهل إلى المربع حيث كان المتصدر وقتها يوغوسلافيا.
بينما كان نظام البطولة في 1934 هو الإدوار الإقصائية، ليتم إقصاء البرازيل وقتها من دور ال16 أمام إسبانيا. ابتسمت الحياة أخيراً إلى راقصي السامبا في مونديال 1938، حيث تفوقوا على بولندا في دور ال16 وأزاحوا تشيكوسلوفاكيا من ربع نهائي البطولة، لتنتهي أحلام التتويج على يد الطليان في نصف النهائي، لكنهم حصدوا المركز الثالث عقب التغلب على السويد في نهاية المطاف.
ما بعد الحرب:
قامت الحرب العالمية الثانية في الفترة من 1939 حتى 1945 من القرن الماضي، عادت فعاليات كأس العالم مجدداً في 1950 مع اعتماد دور المجموعات من البطولة مجدداً. تفوق السليساو على يوغوسلافيا والمكسيك وتعادل مع سويسرا في دور المجموعات، لتتأهل البرازيل إلى المربع الذهبي رفقة الأوروجواي والسويد وإسبانيا، تفوق راقصو السامبا على إسبانيا والسويد بينما تعثرت الأوروجواي أمام إسبانيا وتفوقت بصعوبة على السويد، الجميع ظن أن اللقب مجهز تماماً إلى البرازيل، لكن الأوروجواي صنعت الحدث وتفوقت في النهاية، ليصبح البرازيل وصيفا لتلك النسخة من البطولة في صدمة كبرى إلى الشعب البرازيلي حينها.
حاول السليساو صناعة الحدث مجدداً في نسخة 1954، دور المجموعات هنا غريب بعض الشئ لإن كل فريق لعب مباراتين فقط من أصل ثلاثة مباريات، البرازيل حسمت التأهل رفقة يوغوسلافيا على حساب فرنسا والمكسيك، لكن راقصي السامبا ودعوا البطولة مبكراً من ربع النهائي عقب الهزيمة أمام النسخة الشرسة من المنتخب المجري وقتها برباعية مقابل هدفين.
عهد بيليه:
ربما أذا سألتك عن البرازيل في المونديال، ستتذكر على الفور بيليه وما قدمه مع البرازيل في نهاية خمسينيات القرن الماضي حتى بداية السبعينات من القرن ذاته، حيث حقق السليساو رفقة بيليه 3 ألقاب كأس عالم من أصل 4 نسخ خلال الفترة المذكورة إعلاه.
تفوقت البرازيل على الاتحاد السوفيتي والنمسا وتعادلت مع إنجلترا في دور المجموعات في نسخة 1958، حسم السليساو التأهل إلى المربع الذهبي بعد التفوق على ويلز في ربع نهائي البطولة، سحقت البرازيل فرنسا في نصف نهائي البطولة حيث تألق بيليه وقتها وتسجيله لهاتريك في شباك الديوك، ثم إحرز هدفين في نهائي البطولة أمام السويد، البرازيل تحقق نجمتها الأولى.
عادت البرازيل إلى منصات التتويج مجدداً في المونديال، حيث النجمة الثانية في مونديال 1962، حيث التفوق على إسبانيا والمكسيك والتعادل مع تشيكوسلوفاكيا في دور المجموعات، ثم التغلب على الإنجليز في ربع نهائي البطولة والتأهل إلى نهائي البطولة من بوابة تشيلي في نصف النهائي، لتحرز لقبها الثاني تاريخياً وللمرة الثانية على التوالي، بيليه كان مصاباً منذ الجولة الثانية حتى انتهاء البطولة.
لعنة الخروج من دور المجموعات لبطل العالم أصابت البرازيل قديماً في مونديال الإنجليز 1966، حيث تفوقت على بلغاريا وتعرضت للهزيمة أمام المجر والبرتغال، ليودع السليساو المونديال القاري مبكرا في كبرى المفأجات، بيليه كان مصاباً في بقية المباريات.
النسخة العالقة في إذهان مشجعي كرة القدم هي نسخة مونديال 1970، لاسيما المباراة النهائية التي جمعت البرازيل ضد إيطاليا، حيث حسم السليساو اللقب على حساب الطليان برباعية مقابل هدف، الصورة التي تظهر بيليه محمولاً على الإعناق والكتاف كصورة إيقونية للتاريخ، بلغت مساهمات بيليه التهديفية في تلك النسخة من المونديال 10 مساهمات تهديفية، حيث أحرز 4 اهداف وصنع 6 اهداف.
تفوقت البرازيل على تشيكوسلوفاكيا وإنجلترا ورومانيا في دور المجموعات، تغلبت على البيرو في ربع نهائي البطولة والأوروجواي في نصف النهائي ثم إيطاليا في نهائي البطولة بعد مباراة تاريخية.
شارك بيليه في 14 مباراة دولية بمنافسات كأس العالم مع البرازيل خلال 4 نسخ مختلفة، سجل 12 هدف وصنع 8 اهداف.
فترة مظلمة:
دخلت البرازيل في فترة مظلمة عقب اعتزال بيليه في 1971، بداية من مونديال 1974، حيث عاد نظام دور المجموعات على مرحلتين بدلا من الاعتماد على نظام دور المجموعات في بداية البطولة ثم الأدوار الإقصائية.
المهم تعادلت البرازيل في دور المجموعات الأول أمام إسكتلندا ويوغوسلافيا ثم تغلبت على زائير، ثم احتلت المركز الثاني في دور المجموعات الثاني عقب التفوق على الإرجنتين وإلمانيا الشرقية ثم الهزيمة أمام هولندا، ليضرب السليساو موعداً مع بولندا عقب احتلالها المركز الثاني بمجموعتها أمام ألمانيا الغربية في تحديد المركز الثالث والرابع، التي انتهت بتفوق بولندا بهدف نظيف، لتحتل البرازيل المركز الرابع في تلك النسخة.
في نسخة 1978، تعادلت البرازيل مع السويد وإسبانيا وتفوقت على النمسا في دور المجموعات الأول، تفوقت البرازيل في دور المجموعات الثاني على البيرو وبولندا وتعادلت أمام الأرجنتين، لتضرب موعداً مع إيطاليا في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع عقب احتلال كل منهما المركز الثاني في المجموعات، بينما كانت المباراة النهائية بين هولندا والأرجنتين، انتهت تلك النسخة بحصول البرازيل على المركز الثالث.
النسخة الأمهر من البرازيل التي ضمت فالكاو وسقراط وزيكو وإيدير وآخرون، لم تحظٍ بالتتويج العالمي، حيث ازداد عدد المنتخبات المشاركة في المونديال منذ 1982 إلى 24 منتخب على 6 مجموعات، ثم يتأهل أول وثانٍ منتخب من كل مجموعة إلى دور مجموعات آخر من 4 مجموعات، حيث تتكون كل مجموعة من ثلاثة منتخبات، يتأهل منها أول كل مجموعة إلى المربع الذهبي.
المهم أنه في نسخة 1982، حققت البرازيل العلامة الكاملة في دور المجموعات الأول على الاتحاد السوفيتي وإسكتلندا ونيوزيلندا ثم ودعت البطولة في دور المجموعات الثاني عقب التفوق على الأرجنتين والهزيمة أمام إيطاليا في مباراة ماراثونية كبيرة وقتها.
تم تطبيق نظام آخر من المونديال في نسخة 1986، 24 منتخب على 6 مجموعات، كل مجموعة تضم 4 منتخبات، يتأهل عن كل مجموعة أول وثان منتخب بجانب أفضل 4 منتخبات حققوا المركز الثالث في المجموعة إلى دور ال16، ثم الأدوار الإقصائية من مباريات تحديد الفائز والخاسر.
تفوقت البرازيل في دور المجموعات من مونديال 1986 على منتخبات إسبانيا والجزائر وإيرلندا الشمالية، ثم تغلبت على بولندا في دور ال16، انتهت مشاركة البرازيل في ربع نهائي البطولة أمام فرنسا، حيث تفوق الديوك بركلات الجزاء.
أقرا أيضا:
